العمال يتبنى سياسة بلير بفارق ضعيف، وزيرة بريطانية : مهاجمة العراق انتهاك للقانون الدولي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 اجتاز توني بلير رئيس الوزراء وحكومته يوما مشحونا في المؤتمر السنوي لحزب العمال، حيث فاز بدعم المؤتمر بفارق ضئيل لتبني موقف حازم بشأن العراق، في حين اعتبرت وزيرة بريطانية ضرب العراق انتهاكاً للقانون الدولي. وبعد نقاش حام في منتجع بلاكبول الساحلي الواقع شمال غربي إنجلترا، رفض 60 بالمئة من المندوبين اقتراحا ضد الحرب في حين أيده 40 في المئة، الامر الذي يطلق يد بلير في تقرير السياسة الخاصة بالعراق. وكان الكثير من نشطاء الحزب قد سعوا لاقرار اقتراح يطالب بالحصول على تفويض جديد من الامم المتحدة قبل أي ضربة تقودها الولايات المتحدة ضد العراق، ولكن بلير أصر على حرية العمل ما لم يقم الرئيس العراقي صدام حسين بنزع أسلحة الدمار الشامل لديه. لكن أعضاء كبار في الحزب ومن بينهم كلير شورت وزيرة التنمية الدولية أعربوا عن اعتقادهم بأن أي عمل يجب أن يأتي من خلال الامم المتحدة. وقالت شورت وهي اكثر اعضاء حكومة بلير ميلا لجناح الحمائم ان خوض حرب بالعراق لدعم سياسة واشنطن «لتغيير النظام» يمثل انتهاكا للقانون الدولي. واضافت شورت ان العمل العسكري لتدمير اسلحة العراق المحظورة قد يؤدي لسقوط الرئيس العراقي صدام حسين لكن بريطانيا لا يمكن ان تدعم استخدام القوة لمجرد تحقيق ذلك الهدف. وقالت شورت ل«رويترز» في وقت متأخر امس الأول اثناء المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم في بريطانيا «اوضحنا تماما اننا سنلتزم بالقانون الدولي.. وتغيير النظام ليس هدفا شرعيا في القانون الدولي». واضافت «مساندة بريطانيا للعمل العسكري لتغيير النظام ليست امرا مشروعا». وحذرت شورت من تكرار القصف المدمر للعراق في حرب الخليج 1991 وقالت ان أي عمل عسكري يجب ان يكون الملاذ الاخير وان يحدد هدفه بدقة. وقالت «يجب ان نفعل كل شيء من خلال الامم المتحدة لتنفيذ القرار الخاص بمفتشي الامم المتحدة وتفكيك اسلحة الدمار الشامل». وتابعت «واذا كان علينا استخدام العمل العسكري فيجب ان نستهدف النخبة وان نحاول التأكد من عدم التسبب في معاناة واسعة للشعب العراقي. يجب ان تكون لدينا تكتيكات عسكرية مختلفة عما كان في حرب الخليج الاخيرة». وعلى عكس بلير الذي تحاشى اسئلة عن مدى النفوذ الذي يتمتع به في واشنطن مقابل دعمه الذي لا يتزعزع قالت شورت ان بريطانيا هي التي ساعدت على اقناع الولايات المتحدة بطلب الدعم من الامم المتحدة للتعامل مع صدام. واضافت «من المهم جدا ان نفوذ المملكة المتحدة ساعد في مجيء بوش للامم المتحدة.. وهذا هو دور بريطانيا.. ابقاء الاميركيين مع الامم المتحدة وان تتأنى في استخدام القوة مع التركيز على الحاق الاذى بالنخبة وضربها وليس الشعب العراقي». (د.ب.أ ـ رويترز)

Email