عزام الأحمد وزير الاشغال الفلسطيني لـ «البيان»: كفى تشكيكاً في السلطة ومستعدون للرقابة والشفافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 25 رجب 1423 هـ الموافق 2 أكتوبر 2002 اكد عزام الأحمد وزير الاشغال الفلسطيني ان الشعب الفلسطيني سيواصل مواجهته للعدوان الصهيوني ولن يركع امام هذا العدوان الذي يشنه شارون بمساندة واشنطن وبأسلحة اميركية وسط صمت عربي مريب. وقال الاحمد ان الدعم العربي للشعب الفلسطيني يكاد يكون معدوماً وما اعلن عنه هو لحفظ ماء الوجه ليس اكثر وقال كفى تشكيكاً في السلطة الفلسطينية ونحن مستعدون للرقابة والشفافية. وذكر في حوار اجرته معه «البيان» انه لشيء مفجع ان تصل الأمة العربية الى هذا الحد من التقاعس والعجز والخذلان، مشيرا الى انه وعلى الرغم من كل ذلك فان الشعب الفلسطيني ورئيسه المنتخب ياسر عرفات سيواصل المقاومة، وردا على سؤال حول مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة بعد استقالة الحالية التي مازالت قائمة كمتصرفة للاعمال قال وزير الاشغال الفلسطيني ان مشاورات تشكيل الحكومة كانت بالفعل قد بدأت الا ان اجتياح القوات الاسرائيلية لرام الله مرة اخرى اوقف هذه المشاورات الى حين ابعاد الاحتلال عن المدن الفلسطينية. والى نص الحوار: ـ انت وزير الاشغال العامة في السلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت وزارتكم قد باشرت تنفيذ برنامج اعادة الاعمار والترميم فاين وصلتم في هذا الاطار؟ ـ فيما يتعلق بعملية الاعمار، بدأ هذا البرنامج مع بداية الانتفاضة عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتدمير البنية التحتية الفلسطينية من منازل ومدارس وجوامع وكنائس ..، فبدأ البرنامج بالتعاون بين وزارة الاشغال العامة والبنك الإسلامي للتنمية بعد تأهيل صندوق انتفاضة الاقصى وصندوق القدس، وكان هناك اتفاق حجمه «22» مليون دولار، وبدأ هذا البرنامج في ابريل 2001، ولكن بعد الاجتياح الكبير الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مارس الماضي بدأت سياسة التدمير الإسرائيلية تتسع اكثر فاكثر، واقول بكل صراحة لولا وجود بقايا المبلغ المعتمد من البنك الإسلامي للتنمية لما استطعنا حتى فتح الطرق داخل المدن نفسها. وعندما كانت قوات الاحتلال تحفر الطرق لقطع اوصال المدينة الواحدة، بلغ مجموع منازل المواطنين التي تعرضت للتدمير والاضرار الجزئية حتى بداية شهر اغسطس الماضي «38» الف منزل، وحتى بداية شهر سبتمبر قامت وزارة الاشغال الفلسطينية باصلاح حوالي «22» الف منزل. ومع نضوب ما هو معتمد من البنك الاسلامي للتنمية لم نعد قادرين على الاستمرار في هذا البرنامج، ولم يأتينا بعد الاجتياح الكبير منذ مارس الماضي الا مساعدة من العراق قيمتها ثلاثة ملايين يورو حاليا نقوم بأعمال الترميم من خلال اعتمادنا على هذا المبلغ، ولكن البرنامج برمته مهدد بالتوقف، وهذا يشعر الفلسطيني بأنه وحيد، فعندما يفقد بيته فحتما سيزعزع ذلك صموده وتمسكه بالموقف الذي اتخذه منذ البداية، الذي يتمثل في التمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية. واود ان اشير الى ان ما سمي بالدول المانحة التي عقدت اجتماعا في اوسلو في شهر مايو الماضي واعلنت انها ستنفق «630» مليون دولار، الا انها حتى هذه اللحظة لم تنفق دولارا واحدا، واتحدى اي جهة رسمية او غير رسمية تقول بانها قامت بدفع اي مبلغ لبرنامج اعادة الاعمار والترميم. نحن بحاجة ماسة إلى اعادة بناء الفين و454 منزلا دمرت بالكامل، بالإضافة إلى اعادة بناء جميع مقرات الامن ومعظم مقرات السلطة التي دمرت بالكامل بالإضافة إلى البنى التحتية والشوارع..لابد من اعادة بنائها، وللاسف سمعنا عن تبرعات في الفضائيات العربية ربما نصفها من الفلسطينيين للاسف لم يدفع شيء منها لبرنامج الاعمار والترميم ، فقط الذي يدفع ثمن مواد غذائية، وهذه لا تشكل شيئا من الحجم المطلوب، اضافة الى توزيع القليل من الاموال كألف او الفي دولار لعائلة هذا الشهيد او ذاك، ربما تصرفها عائلة عربية خلال اسبوع. للاسف حجم الدعم العربي يكاد يكون معدوما، وما اعلن عن تقديمه هو لحفظ ماء الوجه ليس اكثر من ذلك، واقول ليقف على الاقل اخوتنا العرب معنا في استمرار برنامج اعادة الاعمار والترميم لانه العمود الفقري في دعم صمود ابناء شعبنا في داخل فلسطين، وحتى يشعر المواطنون الفلسطينيون بالامان في منازلهم. ونحن مستعدون لكل اشكال الرقابة والشفافية، وتجربتنا مع البنك الاسلامي للتنمية في هذا الاطار واضحة وبامكان الجميع التأكد من ذلك. آن الاوان للكف عن التشكيك في السلطة الوطنية الفلسطينية لتبرير العجز والمساهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومد يد المساعدة له، ونحن عندما نتلقى الدعم فهذا حق لنا على التي ندفع دماءنا ثمنا دفاعا عنها وعن شرفها وكرامتها، وليس منة من احد. ـ اين وصلت المشاورات فيما يتعلق بالحكومة الفلسطينية بعد استقالة الحكومة التي انت عضو فيها؟ ـ قدمت الحكومة الفلسطينية استقالتها قبل تصويت المجلس التشريعي بالثقة عليها، لأننا ارتأينا كحكومة تقديم استقالتنا للاخ الرئيس حتى تبقى الاضواء مسلطة على الاحتلال وجرائمة، وحتى لا ينجرف بعض الاخوة في التشريعي وارتكاب خطأ بالتصويت على قضية الحكومة ومنحها الثقة بسبب وجود خلاف حولها في تعديل أو تغيير، وقدمنا الاستقالة ليتم خلال اسبوعين تشكيل حكومة جديدة وبالفعل بدأت المشاورات، وبعد مرور اقل من اسبوع كانت قوات الاحتلال قد اجتاحت رام الله مرة اخرى ، وشاهد العالم الدمار الذي تعرض له مقر الاخ الرئيس، لذلك فالجميع الان لا يتحدث الان الا عن كيفية فك الحصار وابعاد الاحتلال عن المدن الفلسطينية ومن ثم نتفرغ لاستئناف مشاوراتنا لتشكيل حكومة جديدة، فالاولوية عند جميع القوى والفصائل الفلسطينية واعضاء التشريعي والحكومة وشعبنا هو لانهاء الحصار. عندما شعرت اسرائيل ان هناك تفاعلاً واستجابة بين الرئيس واعضاء المجلس التشريعي وكل فئات الشعب الفلسطيني لجأت الى التصعيد ومحاصرة مقر الرئاسة..، فهي لا تريد ان ترى عملية تطوير واصلاح اداري في السلطة الفلسطينية، لذلك استغلت عملية تل ابيب وعملية اخرى قرب ام الفحم وبدأت في عدوانها. ـ عزل الرئيس عرفات عما يجري في المنطقة وبخاصة من على الساحة العربية، كيف تراه بالنظر إلى ما يهدد به العراق؟ ـ قضايا الأمن القومي العربي مترابطة مع بعضها البعض، حتى لو أراد بعض العرب أن يفصلوها فلن تنفصل، والاخ أبو عمار يقول منذ فترة ضربنا في الذهاب إلى العراق وسنضرب في العودة، أما عن الموقف الاميركي فهو الآن وخصوصا داخل مجلس الأمن غاضب من المجموعة العربية لتقديمها شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل وساومونا على سحب هذه الشكوى لانهم يريدون تسليط الاضواء فقط على العراق، من هنا الترابط، وامام اصرار الفلسطينيين والعرب واصدقائهم على مناقشة الموضوع في مجلس الأمن اضطرت اميركا إلى عدم استخدام الفيتو، ومنذ ايام بدأ المسئولون الاميركيون تصعيد موقفهم ولهجتهم للضغط على إسرائيل واشعارها بأنها احرجت الولايات المتحدة وازعجتها في سياستها تجاه العراق، فكيف تفسر للعالم لماذا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتدمير والاغتيال. والولايات المتحدة لا تسمي ذلك عدوانا وارهابا ولا تريد ان تستخدم اي عقوبة ضد اسرائيل بينما تدعي ان العراق غير ملتزم بقرارات مجلس الامن! هنا تظهر الازدواجية الفاضحة والمكشوفة للموقف الاميركي، وهذا يحرج اميركا امام اصدقائها العرب ويحرج اصدقاءها العرب ايضا.واعتقد انه اذا ضربت العراق ستضرب فلسطين واذا ضرب الاثنان او احدهما فانه لن يسلم اي بلد عربي من الضربة والعدوان الاميركي الاسرائيلي. فالجميع يقرأ التقارير الاميركية التي تتحدث عن سايكس بيكو جديد للمنطقة واسقاط دول وانظمة بعضها محسوب على اميركا لانهم يريدون هذه المنطقة بحيرة اميركية تصول فيها اميركا وحليفتها اسرائيل كما تشاء. ـ كيف ترى تحرك الدبلوماسية العراقية والعربية في مواجهة هذه الحملة وما هي الامكانيات العربية لمواجهة الولايات المتحدة واسرائيل؟ ـ اعتقد ان الحكومة العراقية تتصرف بشكل مرن وعقلاني، استطاع أن يذهل اعداءها واصدقاءها، والنموذج الذي اتخذته القيادة العراقية من تصريحات بلير او خطابه في مجلس العموم البريطاني بدعوتهم لارسال المفتشين البريطانيين واستدعائها الصحفيين البريطانيين لزيارة الاماكن التي تحدث عنها بلير، هذا الاسلوب كشف اساليب التضليل والجهل والخداع الذي تمارسه الولايات المتحدة وبريطانيا. واعتقد فيما يتعلق بمواجهة هذه الهجمة انه ليس هناك أي مجال امام الاقطار العربية الا الوقوف بقوة ضد الموقف الاميركي ويجب التصدي له دون خجل وترقب، وانا واثق انه اذا اتخذوا هذا الموقف لن يكون هناك عدوان على العراق، فالقضية ليست قضية عسكرية بل المطلوب موقف سياسي واخلاقي وقومي ملتزم بالامن القومي العربي يحموا انفسهم والعراق. ـ ماذا تقول في انطلاقة الانتفاضة؟ ـ الشعب الفلسطيني يرفض الضيم والقهر والاحتلال ولن يركع أمام هذا العدوان الشرس الذي يشنه شارون عليه بمساندة ومساعدة اميركا وباسلحة اميركية، ورغم الصمت العربي المحير والمريب في هذه الفترة، إلا أن الشعب الفلسطيني سيواصل مسيرته ومقاومته وانتفاضته حتى تحقيق مشروعه الوطني باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ومهما طال ظلام الليل لا بد ان ينبلج فجر الصباح، وحتى ذلك الحين نحن صامدون على ارضنا ومرابطون ولن ترهبنا آلة الحرب الاسرائيلية، وكل شعبنا الفلسطيني مع الاخ الرئيس ياسر عرفات حتى تحقيق النصر، ولن تمر اي مؤامرة او اي مشروع اسرائيلي اميركي لفرض الحلول الاستسلامية. عمان ـ مفلح عياش:

Email