انتقادات متزايدة ل«مانفستو» بوش الأمني، خمسة آلاف يتظاهرون في واشنطن ضد الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 تفاعل المجتمع الأميركي مع المظاهرات التي خرجت قبل ثلاثة أيام في لندن، وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص في العاصمة واشنطن مطالبين بتغيير نظام جورج بوش الرئيس الأميركي بدلاً من نظام صدام حسين الرئيس العراقي، فيما تزايدت الانتقادات لما يسمى ب«مانفستو» إدارة الرئيس الأمني. وجاب طلاب واشخاص من كل الاعمار شوارع في وسط واشنطن قرب مقر ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وعبروا الحي الدبلوماسي في العاصمة الاميركية بدون حوادث رافعين لافتات كتب عليها «القوى العظمى الحقيقية لا تقوم بأعمال وقائية». وقالت جانيت باورز (60 عاما) وهي استاذة جامعة جاءت من بنسلفانيا ان «صوت الاميركيين ليس مسموعا» مضيفة «انها حرب لا يريدها احد الا بوش». وحملت الجامعية لافتة كتب عليها «ليس باسمنا وليس بأموال ضرائبنا». من جهتها قالت كارولين (22 عاما) الطالبة من ميريلاند ان «الاشخاص بمثل سني هم الذين سيضطرون للقتال». واضافت «لدي اصدقاء في الجيش ولا اريد ان يقتلوا في سبيل شيء لا اؤمن به» مشيرة الى انها لم تشارك في التظاهرات المناهضة للعولمة التي نظمت السبت في واشنطن. وقالت آشا لوموان الفرنسية التي تعيش في الولايات المتحدة منذ 11 عاما «انها ليست تظاهرة شباب فقط اذ يشارك فيها مسنون واطفال ووطنيون اميركيون»، معتبرة ان ذلك «يدعو الى الاطمئنان». وبدأت التظاهرة بعد الظهر من وسط العاصمة بدعوة من جمعية «الشبكة الوطنية ضد الحرب في العراق» وسط مراقبة امنية مشددة. وجاب المتظاهرون الحي الدبلوماسي قرب مقر ديك تشيني احد «الصقور» في الادارة الاميركية المؤيدين للتدخل العسكري في العراق. وقال مايك زموليك احد منظمي المسيرة ان المتظاهرين «يريدون السير امام عشرين سفارة ليتركوا امام بعضها رسالة تضامن». وعند الاقتراب من سفارة اليابان، توقف الموكب ولوح شخصان بلافتة كبرى كتب عليها «اليابان تريد السلام» وسط تصفيق الحاضرين. كما سجل انتشار للعشرات من شرطة مكافحة الشغب امام سفارتي مصر وتركيا. وامام المركز الاسلامي الدولي كان هناك ثلاثة رجال في استقبال المتظاهرين الذين رددوا «بوش، اوقف الحرب ضد الاسلام». ومع اقتراب المتظاهرين الى السفارة البريطانية قرب منزل نائب الرئيس الاميركي لوح رجل بلافتة كتب عليها «لا نريد الموت في سبيل تكساكو». في هذه الأثناء تزايدة الانتقادات الموجهة لإدارة بوش، خصوصاً فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمنية. وأكد روبرت رايت الكاتب السياسي الأميركي أن بوش يقوض اجماع العالم المتحضر على مبدأ معارضة شن عدوان عبرالحدود بدون استفزاز وذلك نتيجة لخفضه الشديد لعتبة الهجوم الوقائى مؤكدا أن هذا المبدأ هو الأساس بالنسبة للقانون الدولى. وانتقد الكاتب ما سماه (مانفستو بوش) الذى حدد فيه الرئيس الأميركى رؤيته الاستراتيجية، فقال ان هذا المانفستو لا يقول شيئا عن اضافة آلية انقاذ تشمل تفتيشات صارمة الى اتفاقية الاسلحة البيولوجية التى تفتقر الى اسنان. كما لم تذكر اتفاقية الأسلحة الكيمائية أو اتفاقية عدم الانتشار النووى وهما محاولتا العالم الهامتان الاخريان لمراقبة أسلحة الدمار الشامل. وأكد خطورة هذا الحذف فى ضوء أن رؤية بوش تدعى أنها قد شكلت حول التهديد بوقوع هذه الأسلحة فى أيدى دول مارقة أو ارهابيين اذ يقول الرئيس بوش فى مقدمة التقرير ان أخطر تهديد تواجهه أمتنا يكمن فى مفترق طرق الراديكالية والتكنولوجيا. من جانبها اتهمت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أمس الرئيس الاميركى انه لا يمتلك وضوح الرؤية بشأن الطريق الذى يتعين اتباعه فى التعامل مع العراق. وقالت الصحيفة فى مقالها الافتتاحى ان بوش حاول اضفاء شكل من أشكال الوضوح الاخلاقى بشأن هدفه من نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية والاطاحة بالرئيس العراقى صدام حسين غير أنه مثله مثل الكثيرين ظل خلال الاشهر الاخيرة غير متأكد من الطريق الذى يتعين اتباعه لتحقيق ذلك. وأضافت: انه فى البداية لم يكن بوش يريد ان يطلب موافقة الكونغرس أو الامم المتحدة على شن الحرب واليوم يسعى لاستصدار قرارات من كليهما بهذا الشأن، ومازال مستشاروه العسكريون منقسمين وتتملكهم الحيرة فى كيفية الفوز بحرب مع تكبد أدنى قدر من الخسائر، وتفتقد خطة لاعادة ترتيب العراق بعد الحرب للتأييد كما تفتقر للتفاصيل والميزانيات المطلوبة. وكالات

Email