أوساط فلسطينية تروج لاعتماد الانتفاضة غير العنيفة، مصادر عبرية تؤكد تسرب «المطلوبين» من مقر عرفات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 24 رجب 1423 هـ الموافق 1 أكتوبر 2002 أكدت مصادر عبرية أمس مغادرة من تعتبرهم حكومة الإرهابي ارييل شارون «مطلوبين» لمقر ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني فور رفع الحصار عنه وسط تجديد السلطة الفلسطينية التأكيد على خدعة الانسحاب هذه والالتفاف على قرار مجلس الامن في وقت يتنامى بحسب المصادر العبرية الميول للانتفاضة غير المسلحة بدعوى ان المظاهرات السلمية ساهمت في كسر حصار عرفات. وأكدت صحيفة «معاريف» العبرية أمس استناداً إلى مصادر لم تكشفها ان الفلسطينيين «المطلوبين» من قبل اسرائيل والذين تتهمهم بتدبير عمليات «ارهابية» غادروا مقر الرئيس الفلسطينى فى رام الله بعد رفع الحصار عنه الاحد. وكانت الاذاعة العبرية نقلت عن مصادر امنية اسرائيلية مساء الاحد ان «الارهابيين من الطراز الاول»، أى الاكثر خطورة، الموجودين في مقر ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني في رام الله لم يغادروا المبنى بعد أن رفع الجيش الاسرائيلي الحصار عنه. وذكرت الاذاعة استنادا الى هذه المصادر ان مسئولين في اجهزة الامن نقلوا هذه التوضيحات الى ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي وصل الاحد الى موسكو في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام. وكان شارون طلب هذه التوضيحات بعد معلومات افادت ان الفلسطينيين المتهمين بالتورط في «اعمال ارهابية» وتطالب اسرائيل عرفات بتسليمهم ، غادروا المبنى حسبما اوضحت الاذاعة. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلى صرح قبل ان يتوجه الى موسكو ان 41 من اصل 250 رجلا يتحصنون مع عرفات في المقاطعة تلاحقهم اسرائيل، بينهم ثمانية على الاقل «ارهابيون من الطراز الاول». وكانت اسرائيل ذكرت قبل ذلك ان جنودها يملكون حرية ملاحقة الفلسطينيين الذين يجري البحث عنهم ويحاولون «الفرار». واضافت الاذاعة ان بين هؤلاء الفلسطينيين الذين لم يغادروا مقر الرئيس الفلسطينى العميد توفيق الطيراوي مدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية والعقيد محمود ضمرة قائد القوة 17 التي تتولى حراسة عرفات. الى ذلك اكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطينى ان الانسحاب الاسرائيلى من مقر الرئاسة فى رام الله ما هو الا عملية اعادة انتشار للقوات ومحاولة للالتفاف على قرار مجلس الامن الدولى وممارسة الخداع من جانب الحكومة الاسرائيلية . واوضح ابو ردينة فى حديث خاص لاذاعة «صوت العرب» بثته أمس ان صمود الشعب الفلسطينى والجهود العربية الحثيثة كانا وراء قيام الولايات المتحدة بممارسة الضغط على ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى الذى اضطر الى رفع الحصار جزئيا بعد هذا التغير الطفيف من الادارة الاميركية . ووصف المسئول الفلسطينى اضطرار شارون باعادة نشر قواته بعد تراجعه عن مطلب تسليم فلسطينيين بأنه هزيمة سياسية للحكومة الاسرائيلية . وفي هذه الاثناء نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصادر فلسطينية قولها ان المظاهرات السلمية التي كسر بها الفلسطينيون حظر التجول ساهمت برفع الحصار عن عرفات اضافة للضغوط الاميركية وهو ما يعزز الميل لاعتماد الانتفاضة غير العنيفة. ونقلت الصحيفة عن غسان الخطيب وزير العمل الفلسطيني قوله ان للكثير من المواطنين في المناطق الفلسطينية احساساً بأنه يمكن التوصل إلى انجازات كبيرة من خلال المظاهرات والكفاح المدني غير العنيف. ولكن عندما يتظاهر الفلسطينيون دون استخدام السلاح فانهم يواجهون اطلاق نار من قبل جنود الجيش مما يوقع اصابات ويتطور إلى مواجهات عنيفة. القدس ـ «البيان» وكالات:

Email