اكد الدكتور آدم موسى مادبو رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة ان الانشقاقات الأخيرة لم تضعف الحزب بل جعلته اكثر قوة. وأشار مادبو الى ان المنشقين، لم يكونوا من النسيج الاصلي للحزب وانما قدموا اليه في الاساس من تنظيمات اخرى. كما شن هجوما شديدا عليهم واتهمهم بالرغبة في المشاركة بالسلطة سعيا الى الاستفادة وليس لخدمة جماهير الحزب. كما أوضح رئيس المكتب السياسي للحزب ان عودة الكوادر من الخارج لم تكن تستهدف اساسا المشاركة في السلطة وانما بهدف المعارضة من الداخل ولم يسلم من هجومه قائد الانشقاق مبارك الفاضل المهدي حيث غمزه بالقول انه لا يؤمن بمباديء المهدية رغم انه من اسرة المهدي. وقلل مادبو من شأن الانشقاق قائلا ان الحكومة لن تمنحه اهتماما اكثر من ذلك الذي منحته للمنشقين على الحزب الاتحادي واعتبر ارسال الحزب ممثلا عنه الى اجتماعات التجمع الوطني في أسمرة بمثابة رسالة للحكومة كما نفى وجود خلافات تنظيمية مع التجمع قائلا ان الخلافات فكرية. واكد ان الاتصالات بين حزب الامة وحكومة البشير قد توقفت لان هذه الحكومة غير صادقة وتسعى لاثارة الخلافات. وهذا نص الحوار: ـ انسلخ في الآونة الاخيرة عدد من القيادات التاريخية لحزب الامة مثل د. علي حسن تاج الدين عضو مجلس رئيس الدولة السابق، وانضموا الى المجموعة المنشقة منه. الا تعتقد ان خروج المجموعة الجديدة سيؤثر على قوة الحزب؟ وما هي الأسباب التي دفعتهم للخروج؟ ـ أي قيادي يتمتع بعطاء فكري او مادي يكون خروجه من الحزب له تأثير، لكن نود ان نؤكد ان أسباب خروج المجموعة الاولى بزعامة مبارك الفاضل المهدي تعود الى خلافاتنا معهم حول المشاركة في السلطة وحسمت المسألة بقبولنا للأمر ولكن وفق شروط محددة وهي اما ان تتم المشاركة في اطار قومي او عبر انتخابات ديمقراطية، وبالطبع فان المجموعة التي خرجت لم تقبل بقرارات الحزب ولكنهم لم ينسلخوا جميعاً من البداية وانما تبقى منهم اشخاص وهم الذين خرجوا الان وبالنسبة لتأثير خروج هذه القيادات على الحزب، نجد ان السند او القاعدة الاساسية هي كيان الانصار الذي يمثل 75% من جماهير الحزب، وان الخارجين لا يتمتعون ولو بنسبة تأييد تبلغ 1% وسط الكيان وهم في الأساس قدموا للحزب من تنظيمات اخرى مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب البعث وغير ذلك. وكذلك نجد ان كل المجموعة لا تتمتع بأي تأييد وسط الذين يؤمنون حقاً بقيم ومباديء حزب الامة، اذن الانشقاق انحصر اجمالاً في بعض القيادات التي ترغب في المشاركة في السلطة بغرض الاستفادة وليس لخدمة جماهير الحزب كما يروّجون لذلك، لان هذه الحكومة لا تملك اصلا ما تقدمه للمواطنين خاصة وانها توظف جميع الاموال لخدمتها هي. ـ ولكن عددا من المنشقين لهم وزن وينتمون لقبائل كبيرة ومعروفة؟ ـ ان المنشقين وبالرغم من ان بعضهم ينتمي الى قبائل سودانية معروفة بولائها لحزب الامة، الا ان المناصب القيادية التي تمتعوا بها في السابق منحها لهم الحزب ولم يتحصلوا عليها بكدهم ونشاطهم، مثلا نجد ان من بين الخارجين من سقطوا في جميع الانتخابات سواء كانت برلمانية او حزبية ولم يتحصلوا على عضوية مؤسساتنا الحالية الا عن طريق التعيين، لذلك مثل هؤلاء لا يتمتعون بأي سند سواء كان جماهيرياً او غيره. وخروج هذه المجموعة ستزيدنا قوة وتجعلنا اكثر تماسكاً من ذي قبل خاصة وان جماهير الحزب تأكدت تماماً بأن ما تم، عبارة عن استهداف للحزب والوطن. اذن نحن غير منزعجين لخروج اولئك لان تجارب الانشقاقات الاخيرة دلت تماما ان كل من خرج من الحزب انما زاده قوة وصلابة ونعطيك امثلة لاحزاب سجلت باسم حزبنا وهي حزب الامة الاسلامي ومجموعة النورجادين ولا ادري اي اسم سيسجل به المنشقون تنظيمهم، مع العلم بأن عددهم قليل جدا. مباديء المهدية ـ لكن الانشقاق الاخير قاده احد ابناء اسرة الامام محمد أحمد المهدي، ومن الذين يتمتعون بتأييد سواء داخل الاسرة او وسط جماهير الحزب؟ ـ صحيح ان من يقود الانشقاق الاخير داخل الحزب ينتمي الى أسرة الامام المهدي، ولكن المسألة ليست في انتمائه الى الأسرة فقط ولكن هنالك بعض الأسئلة التي ينبغي الاجابة عليها مثل، هل هذا الشخص يؤمن حقا بمباديء المهدية؟ والاجابة على هذا السؤال هي ان هذا الرجل لا علاقة له بكيان الانصار، الا اذا ما حسبنا المسألة تاريخياً، كما ان المواقع التي اسندت له لم يتحصل عليها الا بالتعيين سواء كانت المواقع الوزارية التي تبوأها ابان الفترة الديمقراطية او في تجمع المعارضة بالخارج قبل خروجنا منه او حتى داخل مؤسسات الحزب الحالية. ـ لكن انضمام المجموعة الاخيرة سيزيد المنشقين قوة ومنعة خاصة كما ذكرنا ان من بينهم عضو مجلس رئيس الدولة السابق الذي يتمتع بسند جماهيري كبير في دارفور وسط قبيلة المسالية الموالية لحزب الامة، ما هو رأيك؟ ـ تاريخ د. علي حسن تاج لم يكن معروفاً وسط كوادر وقيادات الحزب، اذ نجد ان الرجل كان يتمتع من قبل بعضوية جبهة نهضة دارفور وكان ينتمي في مرحلة اخرى الى حزب البعث العربي الاشتراكي، وابان فترة الحكم المايوي السابق كان الرجل يعمل خارج السودان ولم يشارك في النضال ضد حكم الرئيس السابق جعفر نميري، وعلاقته بالحزب بدأت ابان الديمقراطية الثالثة، اما حول صلته بقبيلة المسالية فان علاقته بها اقوى منه، ولكن ليست هذه القضية، وانما هي مدى ارتباط القيادي بالحزب ومؤسساته. ـ ذكرت ان عدداً من القيادات التي انشقت مؤخراً جاءت الى الحزب من تنظيمات اخرى. من هم تحديداً؟ ـ لا اريد ان اخوض في التفاصيل ولكن قلة من المنشقين كانوا كوادر حقيقية للحزب بينما جاء اخرون من أحزاب وتنظيمات اخرى وبالتالي هم لا يتمتعون بالانتماء التاريخي للحزب، ولكن هذا لا يمنعنا من استيعاب اي كوادر كانت تنتمي الى تنظيمات اخرى وترغب الان في الانضمام الينا. المؤسسية والديمقراطية ـ الم تدفع مراكز القوى داخل الحزب خاصة تلك الرافضة للمشاركة بالاسراع في خروج مجموعة مبارك من الحزب؟ ـ حزب الامة المعارض دائماً ما يعمل وفق المؤسسية والديمقراطية لذلك فهو واضح جداً في تعامله، وبالتالي لا توجد تكتلات جهوية او عنصرية داخله وانما تتجمع العضوية حول فكر ومباديء الحزب. وكما اكدنا نحن غير منزعجين لخروج مجموعة الفاضل ونعتبرهم الان بصدد شق طريقهم وتكوين حزب مثلهم مثل الاحزاب الاخرى وبالتالي لا نرغب في مشاكسات معهم. ـ من الملاحظ ان الصراعات والخلافات الحادة داخل الحزب بدأت منذ عودة بعض القيادات من الخارج وكنتم دائماً تنفون وجود مثل هذه الصراعات وتقللون من شأنها الى ان انفجرت بصورة واضحة مؤخراً، ما هو ردك؟ ـ نحن نعرف تماما بوجود هذه الخلافات التي اتضحت قبل عودة عدد من قيادات الحزب من الخارج وسبق ان ناقشنا ذلك بالقاهرة، وكنا نعتقد ان مثل هذه الخلافات يمكن ان تحل داخل اطار المؤسسات، لكن لم نكن نتوقع بأن تقوم مجموعة بالانسلاخ من الحزب بهذه الطريقة. ـ نجد ان معظم القيادات التي انشقت عن الحزب كانت تتمتع بعضوية المكتب السياسي للحزب والقطاع السياسي بجانب توليها للمفاوضات مع الحكومة، منذ عودة قادة الحزب من الخارج وحتى قبيل اعلان انشقاقهم بفترة قصيرة، ونريد ان نسأل هنا، كيف تم تكليفهم من حيث المبدأ، وما هي الأسس والمعايير التي تم اختيارهم وفقها؟ ـ نحن كنا نعتقد ان قطاعات الحزب المختلفة تقوم بتنفيذ سياسات الحزب التي يتم وضعها بواسطة المكتب السياسي، لذلك كنا غير منزعجين من ان يقوم رئيس اي قطاع باختيار من يتعاونون معه، ورئيس القطاع السياسي جند العمل مع المجموعة التي انشقت معه. وهذه المجموعة كونت ما يسمى بمجلس قطاع الحل السياسي وهو غير موجود في لوائح الحزب، وبالفعل تنبه عدد من القيادات لهذه المسألة واعترضوا على قيام المجلس، وشخص كان من بين المعترضين اذ كان من المفترض حسب اللائحة ان يقوم رئيس اي قطاع بما فيها السياسي بتكوين لجنة وليس مجلس، لكن بقية قيادات المكتب السياسي تجاهلوا تحذيراتنا وتركوا الحبل على الغارب، لذلك حدث الانشقاق وسط اعضاء القطاع السياسي. ـ الم تتمتع هذه المجموعة بدعم زعيم الحزب الصادق المهدي في وقت سابق؟ ـ تسعة من بين المنشقين تحصلوا على عضوية المكتب السياسي بتعيين من زعيم الحزب وعلى رأسهم مبارك الفاضل واحمد بابكر نهار، وفي نهاية الامر لم يقدروا ما فعله المهدي من أجلهم وانسلخوا. ـ من الملاحظ ان انشقاق مجموعة مبارك الفاضل قد أفضى الى حدوث ارتباك كبير وسط قيادات الحزب، اذ نجد ان عدداً منهم قد باتوا يتعاطون اجتماعات المكتب السياسي، سواء المحسوبين على المجموعة او ضدها، مثل الأمير الحاج عبدالرحمن نقدالله، وعبدالرسول النور وفضل الله برمة ناصر. ما هو ردك؟ ـ بالنسبة للحاج عبدالرحمن عبدالله نقد الله فهو يعاني من المرض وقد زرته بمنزله ونبتهل الى الله عز وجل بأن يسبغ عليه نعمة الشفاء، وبالتالي فهو غير متحفظ على اي قرارات اتخذها الحزب مؤخراً بشأن المنشقين. اما بالنسبة لفضل الله برمة ناصر فهو مواظب على المشاركة في الاجتماعات بل ويدين تصرفات الخارجين. وبخصوص عبدالرسول النور فهو لا يشارك أصلا في اجتماعات الحزب وبالتالي نحن لا نعتبره جزءاً منا. حجة صحيحة ـ لكن عبدالرسول النور رفع قبل فترة مذكرة للمهدي اوضح فيها اسباب عدم مشاركته في انشطة الحزب وأشار الى ان قطاع الجنوب اصبح مهمشاً، ما هو رأيك؟ ـ لا أعلم شيئاً عن الرسالة التي سلمها عبدالرسول النور الى زعيم الحزب، ولكن يمكن القول بانها لم تبعث الى المهدي بطريقة رسمية، وفيما يتعلق بالقطاع الذي يتولاه وهو أمانة الجنوب فنحن نعدها من اهم القطاعات داخل الحزب لان نشاطه يتعلق بكيفية اقناع المواطنين الجنوبيين بالانضمام الى الحزب، وكان هذا القطاع يعاني من مشكلة اساسية ان نائب النور الذي انشق هو الاخر «أجاك الجاك» كان يحتج بشدة على تولي شخص غير جنوبي رئاسة هذا القطاع، ونعتقد ان حجته صحيحة لان رئيسه يجب ان يكون جنوبياً، ويمكن القول ان هذا الوضع سيتم تصحيحه سواء بقى عبدالرسول داخل الحزب او انشق عليه. ـ الا تعتقد بأن أحد أسباب الصراع الذي أفضى الى انسلاخ مجموعة الفاضل كانت أسبابه تردد الحزب طويلاً في اتخاذ قرار حول المشاركة، خاصة وان معظم القيادات المنشقة كانت ترى بأن أسباب عودة الحزب من الخارج تتمثل بصفة رئيسية في المشاركة في السلطة، ولكن الضغوط التي تعرضت لها القيادات من جانب القاعدة جعلتهم يسارعون في حسم الموقف، ما هو رأيك؟ ـ حزب الامة كما اكدنا حزب ديمقراطي، واذا ما كان لدى القيادة رأي محدد ولم تقبل به الجماهير او المؤسسات فان القيادة ستتراجع عنه. وحتى اذا ما افترضنا بأن أسباب عودة قيادات الحزب من الخارج تمت من أجل المشاركة ولم يقبل المكتب السياسي بذلك فان المسألة بالتأكيد لن تتم. ولكن رأينا يتمثل في ان عودة كوادرنا من الخارج تمت من اجل المعارضة بالداخل وليس من أجل المشاركة، واذا ما كان يعتقد البعض بأن عودتنا جاءت من أجل المشاركة هكذا ودون ضوابط فهذا غير صحيح لاننا ربطنا دخولنا الحكومة بمعايير محددة ومعروفة للجميع، وهذه هي الديمقراطية التي نحتكم اليها كلنا بدءاً من زعيم الحزب وحتى الأعضاء العاديين. ـ الا تعتقد ان استيعاب الحكومة للمجموعة المنشقة والتزامها بتوفير الاموال اللازمة لخدمة قواعد الحزب، يمكن ان يشكل مصدر قلق بالنسبة لكم؟ ـ نحن نعتقد بأن الحكومة لن تمنح هذه المجموعة اهتماماً اكثر من الذي وفرته للمنشقين من الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل الذي يتزعمه الشريف زين العابدين الهندي. ثانياً هذه المجموعة لن تفيد الحكومة لان معظمهم لا يتمتعون بمؤهلات او وزن سياسي، ولكن وجودهم في الحكومة يمكن ان يستغلوه في تحريض الاجهزة الامنية ضد قيادات وكوادر الحزب، كما ان الحكومة يمكن ان تدعمهم ولكن الفائدة لن تخرج من بعض الافراد وبالتالي لن تستفيد منها الجماهير والقواعد التي تؤمن بمباديء الحزب وتلتزم بعقيدته. نحن نتذكر بأنه ابان العهد المايوي ان الجبهة القومية الاسلامية كانت تتمتع بامكانيات هائلة وبالرغم من ذلك الا انهم لم يحققوا نتيجة كبيرة، بالرغم من محاولتهم التغلغل وسط قواعد الحزب. والان وبالرغم مما تم تنفيذه فان المنشقين او غيرهم لن يحققوا ما يرغبون فيه فعلاً. ـ ما هي الاسباب التي دفعت عدداً مقدراً من الكوادر الشبابية للخروج ضمن المنشقين؟ ـ نحن نعتقد ان من بين الاسباب التي ادت الى خروج بعض الشباب تعود الى الأحوال السيئة التي تمر بها البلاد خاصة تفشي البطالة وسطهم وهذه المسألة لا تتعلق بكوادرنا وحدها وانما هي معممة على جميع الشباب في البلاد، ونجد ان العديد منهم يتخرجون من الجامعات فلا يجدون فرص للعمل، وهذه مسألة مؤرقة سنعمل على ايجاد الحلول المناسبة لها. اما فيما يتعلق بما يتمتع به الشباب داخل الحزب من فرص فهي عديدة، ولابد هنا ان نضرب مثالاً واضحاً اذ نجد ان الصادق المهدي زعيم الحزب كان يبلغ من العمر ثلاثين عاماً. وكنت انا في السن نفسه حينما توليت منصب وزير الدفاع، ودعم نور الدائم عندما تولى وزارة الزراعة كان يبلغ من العمر واحدا وثلاثين عاماً، اذن للشباب في الحزب مكانة خاصة سواء كان في الجهاز التنفيذي او السياسي، ولكن المسألة ليست معممة هكذا وانما هي محصورة بين الذين يملكون القبول ولهم عطاء واضح والتزام تجاه مؤسسات الحزب. ونحن نقول دائماً بأنه يجب تعريف مصطلح الشباب، ويمكن القول للاخوة المنشقين بأن د. علي حسن تاج الدين الذي تم اختياره نائباً للرئيس كهل اذ يبلغ من العمر ثلاثة وستين عاماً، ويوسف تكنة عمره اثنين وستين عاماً، لذلك يجب الا يتحدثوا بأنهم ضد تبوء الكهول لقيادة الحزب، اريد ان اقول ان نسبة الشباب داخل المكتب السياسي للحزب تبلغ 35% وهي نسبة عالية اذ يجب ان تضم اي مؤسسة نسبة من الشباب وكهول وشيوخ لضمان توفر الحماس والخبرة والحكمة لذلك لا بد ان تغلب فئة على اخرى. الحل السياسي الشامل ـ هل يمكن اعتبار مغادرة د. ابراهيم الأمين الى أسمرة للمشاركة في اجتماعات هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي المعارض بالخارج، بمثابة رسالة للحكومة او انكم تعتزمون العودة مجدداً الى صفوف تجمع المعارضة؟ ـ د. ابراهيم الامين يعمل الان رئيساً لقطاع التنسيق والاتصال بالحزب بدلاً من الحاج نقد الله الذي تولى قطاع التنمية البشرية، لذلك فهو يقوم بالاتصال بالقوى السياسية، وابتعاثه الى أسمرة له مدلولاته، اذ ان اختلافنا مع تجمع المعارضة الخارجية ليس فكرياً وانما تنظيمياً فنحن نطالب بكل ما يرغب بتنفيذه التجمع من اعادة للديمقراطية والحريات العامة وتحقيق السلام وابراهيم سيقوم بالاتصال بالقوى السياسية التي تنتظم تحت مظلة تجمع المعارضة، خاصة وأننا نتحدث عن قضايا تهم كل اهل السودان في هذه المرحلة الدقيقة، ولكن هذا لا يعني اننا نرغب في العودة الى صفوف التجمع او أننا نريد ابلاغ الحكومة رسالة واضحة. وانما نسعى كقوى اساسية في البلاد الى ضمان الخروج بالمواطنين الى بر السلامة عن طريق تحقيق الحل السياسي الشامل، خاصة وان المرحلة المقبلة تحتاج الى مثل هذه المسألة ونجد ان الحكومة تعرف جيداً انها لا تمثل كل أهل السودان وانما قلة منهم، والحركة تعلم كذلك انها لا تمثل كل اهل الجنوب واذا ما توصل الطرفان الى اتفاق دون مشاركة حزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني اللذان يمثلان 68% من المواطنين، فان اي اتفاق يتم التوصل اليه لا يمثل كل الناس. لذلك نحن نرغب في ان نتوصل جميعاً الى اتفاق دائم بغض النظر عن وجود هذه الحكومة من عدمها. اي اننا نعني ان تتم مشاركة القوى الأساسية في اي اتفاقية مقبلة، لان هذا يضمن له الاستمرارية. ونعتقد ان الحريص الان في هذه المشاركة هي الحركة الشعبية لتحرير السودان وليس الحكومة. ـ هل هنالك اي اتصال بينكم والحكومة الان؟ ـ لا يوجد لسبب بسيط هي ان هذه الحكومة غير صادقة او جادة لانها تسعى الى احداث الخلافات، لكن نحن لم نستثن الحكومة من المذكرة التي أرسلناها الى الجميع. ونريد الان ان نعرف رأيها فيما حدث.