50 عاماً على ثورة يوليو، قصة «طليعة الاشتراكيين» التنظيم السري لعبد الناصر (5 ـ 8)، علاقة الطليعة بالاخوان وتغلغله في الشرطة والجيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

تناولت الحلقات الماضية الظروف التي دفعت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الى التفكير في تأسيس تنظيم سري رغم انه على قمة السلطة والجماهيرية في مصر، وشكواه من ان الاتحاد الاشتراكي مليء بالانتهازيين باعتباره حزبا أسسته السلطة. كما تناولت اسماء بعض من ضمتهم الخلايا الاولى وبينهم الدكتور عبد الحليم محمود وبعض من تم استبعادهم وعلى رأسهم عزيز صدقي وسيد مرعي وعرض الباحث لحقوق وواجبات اعضاء التنظيم وكيف كان يتم اختيارهم وضم منتقدين للنظام ومهاجمين للسلبيات وقادة مظاهرات طلابية الى صفوف الخلايا السرية. وتناولت الحلقات كذلك علاقة تنظيم الطليعة بالشيوعيين المصريين ولغز الرفيق خالد الذي عجزت الاجهزة عن معرفته واكتشفه عبد الناصر بنفسه وكيف وقف الشيوعيون مع عبد الكريم قاسم ومهاجمة خروشوف لناصر الذي رد باعتقال العناصر الماركسية في مصر. وكانه يقول: هل تظن ان الـ 500 شخص الموجودين في مصر يمكن ان يفعلوا شيئا. وفي هذه الحلقة نتناول علاقة التنظيم الطليعي بالاخوان المسلمين. يعلن السيد/ علي صبري في حواره مع عبد الله امام والصادر في كتاب تحت اسم «علي صبري يتذكر»: انه «كانت هناك اتصالات مع الاخوان المسلمين قبل الثورة وبعد قيامها ارادوا استغلالها عن طريق احتوائها، ولم يكن ايضاً ـ كما قلت ـ لديهم برنامج عمل محدد تستطيع ان تلتقي معهم وتناقشهم فيه هل هم مع تحديد الملكية الزراعية ام ضدها، ولم يريدوا ان يفصحوا عن رأيهم في أي من القضايا بالتفصيل». ـ واستمر ذلك حتى الآن.. ـ نعم.. حتى الآن.. هل هم مع العدالة الاجتماعية بالمفهوم العلمي لهذه الكلمة، ام انها شعارات، ثم ما هو موقفهم من الصراع مع الامبريالية العالمية، هذا غير محدد، ولا تستطيع التحاور معهم حول هذه الامور وكان هدفهم الاستيلاء على السلطة.. انهم لا يريدون الاشتراك في الحكم، وانما تعرض عليهم كل القوانين قبل ان تصدر ويوافقون عليها سراً، بحجة انها لابد ان تكون مطابقة للشريعة الاسلامية، ولم تكن تستطيع ان تحدد ما هو المطابق وما هو غير المطابق ومن الذي يمكن ان يكون هو الحكم في هذا الامر، وبالتالي كان لا يمكن التعاون معهم. ـ هل كان هناك تناقض، او خلاف حول تطبيق الشريعة الاسلامية أو ان تكون القوانين مستمدة من الشريعة الاسلامية؟ ـ الخلاف هو من الذي يفسر الشريعة الاسلامية والتفسيرات كثيرة ومتعددة.. واذا كان الذي يفسر له اهداف سياسية فيمكن ان يفسر شرعية القانون حسب اهدافه السياسية. ـ هل عرض على الاخوان المسلمين.. في تلك الفترة الاشتراك في الحكم.. وماذا كان موقفهم؟ ـ نعم.. واشتركوا.. الشيخ الباقوري اشترك بمفهوم المبادئ الاساسية للثورة وكان معه المستشار احمد حسني الذي تولى وزارة العدل. ـ يقول الاخوان المسلمون ان ما حدث سنة 1954 كان تمثيلية ولم تكن حقيقية.. أي ان الرصاص الذي اطلقه محمود عبد اللطيف على جمال عبد الناصر في ميدان المنشية كان تمثيلاً ولم يكن حقيقة؟ ـ كيف يكون تمثيلاً والرصاص انطلق بالليل على بعد خطوات من جمال عبد الناصر، ثم ان القضية معروفة، والاعترافات موجودة، والتنظيم السري للأخوان معروف لا احد ينكره وهو تنظيم مسلح، كلها حقائق لا يمكن انكارها.. يتبين لنا من تاريخ العلاقة انه كانت علاقات من التفاهم والحوار بين تنظيم الضباط الاحرار وحركة الاخوان المسلمين قبل القيام بالثورة، كما ان تلك العلاقات استمرت بعد الثورة حتى ما قبل 1954، ومن المعروف تاريخياً ان حركة الاخوان كانت قد استثنتها الثورة من قرار حل الاحزاب، حتى جاء صدام 1954 ومن بعدها تم حل الجماعة وكانت هناك محاولة اغتيال للزعيم عبد الناصر في ميدان المنشية بالاسكندرية من قبل احد اعضاء الجماعة وبعدها حدث الصدام الواسع بين الثورة وتنظيماتها وبين حركة الاخوان، ورغم ذلك فقد انضم بعض الاعضاء من الذين انفصلوا عن الحركة واختاروا الانضمام للثورة مثل الشيخ الباقوري والمستشار احمد حسني وكمال ابو المجد الذي كان منضماً لطليعة الاشتراكيين وتم القبض عليه في احداث 1965 والمعروفة بأحداث الاخوان وفي ذلك يقول حسني امين في شهادته للباحث «اكتشاف تنظيم الاخوان المسلمين في اواخر عام 1965 جاءت من تقارير مجموعات طليعة الاشتراكيين في محافظة الدقهلية وكان امينها السيد/ محمد المصري وقد تم تناول هذه المعلومة امنياً فقط حيث لم تكن امانة تنظيم طليعة الاشتراكيين على بينه او درايه بذلك الا بعد القبض على افراد التنظيم الاخواني. ونوقشت هذه القضية في احد اجتماعات امانة التنظيم بهدف التعرف على العلاقة الصحية بين التنظيم ووزارة الداخلية لتحديد من يكون له القرار النهائي والحاسم، واذا كانت تقارير الجهاز السياسي تتخذها المباحث العامة كمساعد لها في ضبط الامن واعتقال بعض الافراد، فهذا يعني انه يتم توظيف اعضاء الطليعة وحركتهم لخدمة اجهزة الامن وهذا خطأ كبير لا يمكن قبوله، وقد قال بذلك في اجتماع امانة التنظيم (امين عز الدين، محمد عروق، عبد المعبود الجبيلي، حسني امين). وانا كنت منزعجاً جداً من ذلك بسبب دعوتي للسيد احمد كمال ابو المجد لمؤتمر جماهيري في عابدين وفوجئت باعتقاله رغم عضويته في التنظيم وكان في تنظيم الجامعات تحت مسئولية الوزير عبد العزيز السيد وزير التعليم والمعروف ايضاً ان احمد كمال ابو المجد كان من اعضاء هيئة التدريب التي اسست منظمة الشباب تحت اشراف زكريا محي الدين شخصياً (حسب شهادة عبد الغفار شكر للباحث). اما شهادة الاستاذ/ اسعد حسن خليل وهو امين سر اخير لامانة الطليعة ومن قبلها في رئاسة الجمهورية فلا يتذكر من احداث الاخوان سوى «انا متذكر رسالة اعطاها لي السيد سامي شرف من المرحوم سيد قطب بيحتج فيها عن المعاملات التي عومل بها من اجهزة الامن والتي لا تتناسب مع مكانته الفكرية وقال فيها: انا لست اقل قيمة من المفكر والفيلسوف برتراند راسل». العلاقة مع القوات المسلحة تفاوتت الشهادات الصادرة في كتب او حوارات صحافية او شهادات اجراها الباحث حول وجود طليعة الاشتراكيين في القوات المسلحة المصرية، ولعل ذلك يرجع اولا: للسرية المطلقة التي كان يتم فيها التعامل مع القوات المسلحة. ثانياً: لعدم معرفة تلك العلاقة من قبل مستوى امانة طليعة الاشتراكيين ولا حتى مكتبها التنظيمي انما كانت العلاقة ما بين جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر عن طريق شمس بدران. ثالثا: نحن نرجح وجود حركة تجنيد لطليعة الاشتراكيين داخل القوات المسلحة المصرية تحت مفهوم امن الثورة داخل الجيش ويبدو من سياق الشهادات والاحداث وتكوين طليعة الاشتراكيين ان ذلك كان من بين احد الاسباب الرئيسية خلف نشأة التنظيم. رابعا: تضارب الشهادات ناتج ايضاً من رغبة البعض في عدم تحميل التنظيم اخطاء شمس بدران وعبد الحكيم عامر في هزيمة 1967 وما حدث من صراع على السلطة على اثرها وعن ذلك يكتب السيد/ احمد حمروش في صفحة 248 من الجزء الثاني المعنون بـ «قصة ثورة 23 يوليو مجتمع جمال عبد الناصر» اذا كان قانون الاتحاد الاشتراكي لم ينفذ بادخال القوات المسلحة والشرطة والقضاء الى تنظيمه فانه قد بدأ ينفذ فيما يتصل بتنظيم طليعة الاشتراكيين». «كانت السرية التي لم يتم تشكيل التنظيم، والافضلية النسبية الناتجة من اختيار الافراد، عاملاً مشجعاً على تكوين تنظيم لطليعة الاشتراكيين داخل الجيش». كان المسئول عن هذا التنظيم الصاغ شمس بدران الذي كان يستمد قوته الهائلة المؤثرة في الجيش وخارجه من عاملين اولهما الثقة المطلقة غير المحدودة التي منحه اياها كل من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر. وثانيهما منصبه كمدير لمكتب القائد العام لشئون الميزانية والافراد الامر الذي اتاح له السيطرة على كل شيء في القوات المسلحة، وسهل له وضع العناصر المرتبطة به شخصياً في المركز القيادية الحساسة حتى اصبحت تشكل قوة رئيسية خاصة ومؤثرة داخل القوات المسلحة. ولذا لم يكن تشكيل طليعة الاشتراكيين داخل القوات المسلحة عملية عسيرة او معقدة.. بل نفذت دون مصاعب، وظلت سراً مجهولاً على الكثيرين، ولو انه عرف فيما بعد انها كانت تسير على نظير طليعة الاشتراكيين خارج الجيش فقد ضمت القادة مثل محمد فوزي القائد العام للقوات المسلحة بعد يونيو 1967 ثم وزير الحربية بعد امين هويدي، ومحمود احمد صادق رئيس اركان الحرب ثم وزير الحربية بعد مايو 1971، اما السيد حسني امين عضو مكتب تنظيم طليعة الاشتراكيين يذكر في شهادته للباحث «حسب معلوماتي لم يكن هناك طليعيون في القوات المسلحة لكن المشير عامر كان يحاط علماً بالتنظيم عن طريق النشرة وعن طريق سامي شرف كما ان السيد سامي شرف كان يتسلم عدد 30 نسخة من النشرة لانه مسئول التنظيم بالخارج ولا اعلم أي شيء عن ذلك الخارج». وفي شهادة السيد حامد محمود للباحث يقول «اعتقد ان شمس كان مكلفاً بعمل تنظيم طليعي من جمال عبد الناصر في الجيش وكان اغلبهم من دفعته، واعتقد انهم كانوا تحت قيادة جمال عبد الناصر مباشرة» لكن السيد/ سامي شرف يتحدث لعبد الله امام في كتابه «عبد الناصر كيف حكم مصر؟» وفي صفحة 191 يعلن بشكل واضح ان المشير عبد الحكيم عامر كان يعرف ان هناك تنظيماً طليعياً ولكنه لا يعرف تفصيلاته فلم يكن عضواً به، لكنه في صفحة 36 وفي اجابة عن سؤال مباشر هل كان لشمس بدران تنظيم داخل القوات المسلحة؟ نعم كان له تنظيم ومن غير المنطقي ان يكون لشمس تنظيم داخل القوات المسلحة دون معرفة للأجهزة، اذا كان هذا التنظيم تابع وحتى موالي لشمس بدران فلابد من توفر غطاء شرعي امام اجهزة الدولة المتعددة ونحن نعتقد ان الغطاء كان طليعة الاشتراكيين، وفي اجابة للسيد شعراوي جمعة عن سؤال: هل كان للتنظيم نشاط داخل الشرطة والقوات المسلحة؟ (في عدد 65 لمجلة الموقف العربي الشهرية ـ سبتمبر 1985م) قال: «لم نكن قد بدأنا النشاط داخل القوات المسلحة، اما الشرطة فقد قطعنا خطوات نحو تأسيسها وكان لطليعة الاشتراكيين فرع داخلها، وكان ذلك متسقاً مع النظام السياسي للثورة» وهذه الاجابة تعني اولاً انه كان هناك تفكير في تأسيس طليعة اشتراكيين في القوات المسلحة لأن ذلك كان متسقاً مع النظام السياسي للثورة وهي احدى قوى التحالف (عمال، فلاحون، مثقفون، رأسمالية وطنية، وجنود) ويعني ثانياً ان تعبير «لم نكن قد بدأنا النشاط داخل القوات المسلحة» ان هناك احتمالات بخطوات تمهيدية أي تم تجنيد عدد قليل من القريبين والمخلصين، بالذات عندما يقول عن طليعة الاشتراكيين في الشرطة «فقد قطعنا خطوات نحو تأسيسها». علاقة الطليعة بمنظمة الشباب في منتصف عام 1963 يونيو بدأ اول اجتماع للتحضير لتأسيس طليعة الاشتراكيين، وفي اواخر عام 1963 بدأ الاعداد لمنظمة الشباب. وعن ذلك يقول عبد الغفار شكر من خلال شهادته للباحث «المنظمة بدأ الاعداد لها في اواخر 1963، ومن خلال الادارة المركزية للشباب بالاتحاد الاشتراكي العربي التي كان يتولاها السيد زكريا محي الدين وكان ذلك، من خلال دراسات تمت في مصر، وبعض الشخصيات التي ارسلت للصين وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي للتعرف ولدراسة المنظمات الشبابية فيها وكان من ضمن تلك الشخصيات السادة د. محمد الخفيف، د. علي الدين هلال، حسين كامل بهاء الدين». وبدأ اعداد اول دفعة من الرواد الذين سيتولون تأسيس منظمة الشباب في عام 1964، وتم الانتهاء من اعداد الرواد في مايو 1965، وخلال هذه الفترة كان هناك عدد من هؤلاء الرواد قد تم تجنيدهم في طليعة الاشتراكيين وكانت عضويتهم سرية. اول دفعة من الذين تلقوا التدريب كرواد على 3 مراحل تدريبية وتثقيفية 350 عضواً، تم اختيار 107 منهم لقيادة العمل المركزي وفي المحافظات في اطار المنظمة. اختير منهم 16 لبدء عملية التوجيه السياسي في المعهد الاشتراكي للشباب بحلوان. وهذا غير المعهد العالي للدراسات الاشتراكية، وهؤلاء بدأوا اعمالهم في سبتمبر 1965، وكان منهم د. عادل عبد الفتاح، هاشم العشيري، عبد الغفار شكر، حمدي طاهر، عباس الاندراوي، عزت عبد النبي، احمد عبد الغفار المغازي، صلاح الشرنوبي، ابراهيم الخولي، علي الدين الطحان، محمود عاشور، محمود سعيد. بعض هؤلاء كانوا اعضاء في طليعة الاشتراكيين قبل عضويتهم للمنظمة مثل حسين كامل بهاء الدين، عادل عبد الفتاح هاشم العشيري، عزت عبد النبي، وبعد سبتمبر 1965 بدأت عملية تجنيد لهذه القيادات لعضوية طليعة الاشتراكيين. وهكذا ظهرت اول منظمة شبابية مؤمنة بثورتها وبمبادئها، ودافعة بالآلاف من شباب مصر للمشاركة في العمل الوطني العام، وكما كانت ساحة هائلة للفوز والتجنيد لصالح حزب طليعة الاشتراكيين، ولعل الشهور القليلة في عام 1963 التي جعلت من تأسيس طليعة الاشتراكيين يسبق منظمة الشباب الاشتراكي العربي سبباً في نظرة البعض لهذه المنظمة الشبابية نظرة شك وتوجس وعداء احياناً، فقد رأى فيها الجيش سنداً شعبياً للزعيم عبد الناصر وبالذات بعدما اصدر عبد الناصر قراره بانشاء مجلس الرئاسة في سبتمبر 1962، وكان ذلك بعد الانفصال الواقع بين مصر وسوريا وبعد بداية التواجد في اليمن ودعم ثورتها التحررية، ويقول الكاتب والصحفي كمال سليم في كتابه «التنظيمات السرية لثورة 23 يوليو في عهد جمال عبد الناصر ص 90» في احد الاجتماعات قرر عبد الناصر ان يضرب ضربته فقدم مشروعاً بتحديد سلطة القائد العام للقوات المسلحة في تعيين قادة الاسلحة وعزلهم وجعل ذلك من اختصاص مجلس الرئاسة بصفته السلطة العليا في البلاد. ومنذ ذلك الوقت بدأت جماعة المشير عامر في القوات المسلحة المصرية تنظر لطليعة الاشتراكيين ومن بعدها منظمة الشباب الاشتراكي نظرة شك وتوجس خشية تبعيتهما لجمال عبد الناصر ورجاله المخلصين من القدامى والجدد وواجهت تلك الجماعة هذه الادوات الجديدة عبر الاختراق بواسطة عناصر لها او المواجهة في احيان الاخرى. ويحكي عبد الغفار شكر في شهادته للباحث عن توزيع المنضمين لطليعة الاشتراكيين من قيادات منظمة الشباب المجموعة الاولى مجموعة الـ 16 وبعد مفاتحتهم مباشرة عبر السيد حسين كامل بهاء الدين تم توزيع هؤلاء الاعضاء على خمس مجموعات قيادية يتولى قيادة كل واحدة منها احد امناء الشباب المساعدين في ذلك الوقت واذكر منهم السيد سمير حمزة (10) وكان من المقربين للسيد سامي شرف والعقيد اسماعيل طه الشريف ـ ضابط حر وقريب من المشير عبد الحكيم عامر، وانا كنت عضواً في مجموعة اسماعيل طه الشريف وكانت علاقتي انسانية به واجيد التعامل معه للحد من اسلوبه القائم على الشك في قيادة المنظمة وهذا ما اعتقده سبباً في وضعي في تلك المجموعة من قبل الدكتور حسين كامل بهاء الدين». ولم تكن القوات المسلحة هي فقط التي تخشى منظمة الشباب، بل هناك وقائع تؤكد ان الاتحاد الاشتراكي العربي بقيادته الجماهيرية وغير المعززة وحزب طليعة الاشتراكيين وعبر بعض قيادات المستوى الاعلى وفي لعبة الصراعات الدائرة بالقرب من جمال عبد الناصر كانت لهما يد في محاصرة المنظمة وضربها في بعض الفترات. ورداً على سؤال في مجلة الموقف العربي ـ العدد 65 العام 1985 عن المصادمات بين التنظيم الطليعي ومنظمة الشباب خصوصاً بعد مظاهرات 1968. اجاب السيد شعراوي جمعة الامين العام لطليعة الاشتراكيين قائلاً: مظاهرات 1968 عبرت عن التمزق النفسي لدى الشباب بعد الهزيمة. وليس صحيحاً ان تصادمات او تناقضات من أي نوع حدثت بين التنظيم الطليعي ومنظمة الشباب، منظمة الشباب كانت تنظيماً مساعداً للاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي ومنظمة الشباب، منظمة الشباب كانت تنظيماً مساعداً للاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي كان العمود الفقري للاتحاد الاشتراكي، فمن اين يأتي التناقض او التصادم؟ ربما كان هناك خلاف في التقدير حول الدور الذي لعبته بعض القيادات، لكن ذلك لا يمنع من تسجيل حقيقة ان تجربة منظمة الشباب كانت تجربة ممتازة، وقد استطاع التنظيم الطليعي من خلال منظمات الشباب ان ينشط بكثافة في صفوف طلبة الجامعات خاصة فيما بعد 1968. اما في شهادة السيدين محمد سامي احمد وطارق محمد عزت النبراوي واللذين انضما لطليعة الاشتراكيين في سبتمبر 1968 وبعد احداث ومظاهرات الطلاب في عام 1968 كنا ضمن مجموعة منظمة الشباب في كلية هندسة عين شمس وكانت تلك المجموعة حوالي 250 عضواً، وبعد صدور احكام قادة الطيران المسئولين عن الهزيمة في عام 1967، رتبنا ردود الفعل، حيث نظمنا مظاهرة في فبراير 1968 للاعتراض على تلك الاحكام المخففة جداً بالنسبة للهزيمة وكان معنا السادة (احمد الحمدي، اسامة عطوة، ماجد جمال الدين، محمد اسماعيل، بسام مخلوف وآخرين) ونتذكر اننا عقدنا اجتماعاً كان يوم الجمعة وكان اجازة مع معظم قيادات المنظمة في الكلية، ورتبنا غضبنا من الاحكام الصادرة وخطنا للتحرك وللانضمام، ولما علمت قيادات المنظمة بذلك جاءت معظم قيادتها الى المؤتمر الذي دعينا اليه يوم السبت لكي يمنعوا انعقاده. ويعلن كل من محمد سامي وطارق النبراوي رأيهما بصراحة اكثر «كانت هناك حساسية شديدة بين الاتحاد الاشتراكي العربي وبين المنظمة لأن المنظمة كان من الواضح انها ذات بأس مما اشعر مؤسسات الدولة وبالذات المحافظين منهم بالخطر». من تلك الشهادة نستطيع ان نؤكد ان صراعات المؤسسات والاجهزة والافراد قد طالت كل شيء تقريباً ولعلها طبيعة الاجهزة وطبيعة البشر معاً. مظاهرات رفض التنحي بعد انقلاب مايو 1971، تعالت بعض الاصوات في مناسبات عديدة وغير وسائل الاعلام المختلفة تدعي ان مظاهرات 9، 10 يونيو، التي خرجت بعد خطاب التنحي من قبل الزعيم عبد الناصر والذي اعترف فيه بمسئوليته عن الهزيمة التي لحقت بالقوات المسلحة في 1967، كانت مصنوعة من رجال طليعة الاشتراكيين ولكن شهادات الطليعيين تنفي ذلك ومعظمهم كان في مستويات ومواقع هامة ومن الضروري اذا كان هناك ترتيب ما كان سوف يتم معرفته من سياق الاحداث او اصدار التوجيهات والتعليمات لهم: فلتكن الشهادات هي خير مرشد لنا: يقول السيد شعراوي جمعة في إجابته عن سؤال مباشر لمجلة الموقف العربي العدد 65 بتاريخ سبتمبر 1985: يقال ان التنظيم الطليعي هو صانع مظاهرات 9، 10 يونيو التي اعادت جمال عبد الناصر الى الحكم بعد تنحيه؟ للحقيقة والتاريخ فإن تنحيه جمال عبد الناصر وعودته لم تكن منظمة على الاطلاق. وانا شخصياً لم اكن اعرف ان مظاهرات ما ستخرج، وفوجئنا بخروج الجماهير تلقائياً الى الشارع يومي 9، 10 يونيو يونيو فلم تكن هناك قوة منظمة في مصر قادرة على دفع كل هذه الحشود الى الشارع للتظاهر. وفي شهادة الكاتب محمد حسنين هيكل المخطوطة في كتاب الانفجار يتناول بالحكي تفاصيل يوم 9 يونيو بالكامل من الصباح الباكر. السادسة والنصف صباحاً حيث حمل مشروع خطاب التنحي وذهب الى لقاء عبد الناصر في منزله لكي يعرضه عليه بعدما اتفق معه على خطوطه الرئيسية ليلة 8 يونيو، وعرض عليه المشروع وطلب عبد الناصر منه تغيير الجملة الآتية من «وبرغم اية عوامل قد اكون بنيت عليها موقفي في الازمة فإنني على استعداد لتحمل المسئولية كلها». بعد ذلك يحكي هيكل في شهادته قائلاً «وظهرت صورته على الشاشة وراح يقرأ وكنت اكثر من غيري اشعر بمدى الجهد الذي يبذله لكي يظل مسيطراً على الموقف وكادت سيطرته ان تفلت منه للحظة عندما وصل الى الفقرة التي يعلن فيها تنحيه ثم فرغ من الخطاب واختفت صورته من الشاشة ولأول مرة بدأت تصوراتي تذهب الى ما يحتمل ان يحدث بعد انفجار النبأ ولم تمض غير دقائق حتى جاءت الاجابة عما كنت اتساءل عنه. فإذا انا اسمع اصواتاً في الشارع لا اتبين مصدرها ثم اقترب من نافذة تطل على كوبري الجلاء فأجد الوفاً من الناس يجرون عليه ولا يعرفون الى اين، ولكنهم ذاهبون بأقصى سرعة وصراخهم متصاعد ينادي بما لم استطع تمييزه من مكاني ورحت ادير جهاز راديو على بعض محطات الاذاعة احاول التقاط ما عساه ان يكون للنبأ من صدى في العالم الخارجي وكانت بعض المحطات تقطع ارسالها وتذيع النبأ. واتصلت «بالاهرام» اسأل عن برقيات وكالات الانباء وما حملته او جاءت به مما اعلنه جمال عبد الناصر قبل دقائق في قصر القبة واحسست بالمفاجأة الضخمة التي وقعت على كل الرؤوس من هؤلاء الذين تحدثت اليهم في الاهرام ثم قيل لي ان جماهير كبيرة من الناس تتدفق على مبنى الاهرام وكان وقتها وسط المدينة في شارع الساحة وان هتافهم الملح هو كلمة واحدة ناصر. وفي هذه اللحظة دق جرس تليفون آخر كان موصولاً بالشبكة الخاصة للرئاسة وكان المتحدث هو السيد شعراوي جمعة وزير الداخلية وكان انفعاله على الآخر وهو يصرخ في التليفون متسائلاً عن هذا الذي حدث، ثم قائلاً انه ليس في مقدوره ولا في مقدور غيره ان يمسك بزمام الامن في البلد لأن كل المعلومات التي وصلت اليه في نصف الساعة التي مضت منذ القى الرئيس خطابه تقول بأن طوفاناً من البشر يتدفق الى الشوارع منادياً بأسم عبد الناصر ومطالب ببقائه ثم قال لي ان سامي شرف ابلغه الآن فقط ان اوامر الرئيس قاطعة في الا تقال او تذاع أي كلمة بدون الرجوع اليه وقد عرف من سامي شرف ان الرئيس لا يريد أي اتصال مباشر به. وعاد الاهرام يتصل بي لابلاغي ان ما يحدث في القاهرة يتكرر في كل عاصمة عربية وان وكالات الانباء تنقل صوراً رهيبة عن بحور من البشر تتدفق الى الشوارع مطالبة ببقاء جمال عبد الناصر.. وكان السيد شعراوي جمعة مرة اخرى على الخط الآخر يقول لي انه ذهب الى بيت الرئيس وان هناك حصاراً بشرياً مخيفاً حول البيت. وفي شهادة السيد حسني امين عن ذلك يقول «كنت مكلفاً يوم 9 يونيو 1967 بالتوجه الى محافظتي الدقهلية ودمياط اولاً من اجل شرح ابعاد الموقف الذي دعت الى قبول وقف اطلاق النار يوم 8 يونيو وثانيا: لتحديد موقف التنظيم في هذه المرحلة القاسية جداً وثالثاً تسليم النشرة لهم. وانهيت اجتماع الدقهلية حوالي الساعة خمسة بعد الظهر، وانتقلت بعد ذلك للاجتماع مع لجنة التنظيم في دمياط حوالي السادسة مساءً، وكان ضياء الدين داود امين التنظيم الطليعي وامين الاتحاد الاشتراكي العربي في نفس الوقت، وبعد انتهاء الاجتماع ارسل السيد ضياء، داود معي سيارته بسائقها لكي الحق القطار القائم من المنصورة الى القاهرة، واثناء سيرنا الى المنصورة استمعت من خلال راديو السيارة الى خطاب التنحي وكان معروفاً لدينا ان هناك بيانا للرئيس يذاع وهو بيان خطير لكننا لم نعرف عن ماذا سوف يتحدث بالضبط وكان صدمة كبيرة لي وللسائق. وبدأنا نشاهد خروج اعداد من الناس الى الشارع من منازلهم ومن الطرق الزراعية وكان جميعهم في حالة من جيشان عاطفي وصياح شديد. المهم وصلنا الى محطة قطار المنصورة حيث كانت الجموع الغفيرة من الجماهير في حالة تكالب وازدحام لركوب القطار المتجه الى القاهرة، وحدث ان الكمساري حاول الحصول على قيمة التذاكر منهم فلم ينجح وبدأ غضب الجماهير منه واضحاً وعندها تدخلت وقلت له يمكنك ان تخطأ مرة واحدة في حياتك ولا تقوم بواجبك الوظيفي بسبب هذه الظروف الصعبة ومن الافضل لك ان تنضم لهم. وعندما وصلنا الى القاهرة كان داخل المحطة وخارجها بميدان رمسيس امواج بشرية بعضها كان يهتف بحياة عبد الناصر والبعض يقول «هنحارب» والبعض يحاول ان يجد طريقاً للخروج من الزحام الى مصر الجديدة حيث بيت الزعيم عبد الناصر. وكان هدفي انا شخصياً ان اصل الى امانة التنظيم بمجلس قيادة الثورة بالجزيرة، حيث قطعت هذه المسافة، سيراً على الاقدام. فوجئت عند وصولي الامانة بعدم وجود اية معلومات او تكليفات ولم يتمكن السيد محمد عروق باعتباره مدير مكتب امين التنظيم من الاتصال بالسيد شعراوي جمعه او غيره من المسئولين مثل علي صبري او عبد المجيد شديد. وجلسنا جميعاً (انا ومحمد عروق وعبد المعبود الجبيلي وانور ابو المجد ومحمد عبد المجيد وسلامة عثمان، اسعد خليل، ومحمد الدجوي) في غرفة الاجتماعات مفترشين الارض وكانت تصلنا معلومات من بعض مجموعات التنظيم او استفسارات من مجموعات اخرى وكلها كانت تنصب حول الخروج العفوي والتلقائي والفوري من كافة المواقع رافضة التنحي والهزيمة، والحقيقة كنا لا نملك أي اجابة لعدم وجود تعليمات. اما السيد عبد الغفار شكر فيذكر في شهادته للباحث انه سمع خطاب التنحي في 11 ش حسن صبري، المفكر المركزي للمنظمة وكان موجوداً معه عبد الاحد جمال الدين ومفيد شهاب وهاشم العشيري وجلال شرف (مدير العلاقات العامة بالمنظمة). وبعد انتهاء الخطاب مباشرة اكثر من واحد في الجالسين قال يجب ان نخرج للشارع لكي يعلن الشارع رأيه وعندما قررنا الخروج وجدنا الشارع مليء بالناس والمظاهرات اغلقته، عبرنا الى بولاق ابو العلا في اكثر من ساعة وهناك لم نستطع التحرك متر واحد بعد ذلك. نزعوا صورة عبد الناصر!! وفي شهادة السيد حامد محمود محافظ مدينة السويس في تلك الفترة ومسئول الطليعة في نفس الوقت قال «انا كنت جالساً في مكتبي بمحافظة السويس، اتابع خطاب الرئيس عبدالناصر وفوجئت بالناس داخلة مبنى المحافظة ومن ثم مكتبي، وقاموا بنزع صورة عبد الناصر وتظاهروا بها، وكان المرحوم عبدالهادي ناصف (عامل في شركة السماد وعضو مجلس محافظة السويس وعضو في قيادة طليعة الاشتراكيين بالسويس) موجودا معي، وقمنا بالحديث مع المواطنين من فوق (شكاير الرمل) الموجودة امام المحافظة بعدما اخذنا المواطنين الذين دخلوا مكتبي الى الخارج فوجدنا الالاف في الخارج، وفي وقتها طالبتهم بعدم التجمع خشية قصف طائرات العدو، ولم يكن عندنا تعليمات من قيادة التنظيم الطليعي اما السيد اسعد حسن خليل فيذكر في شهادته انه قد نام يوم 5 يونيو 1967 في مبنى رئاسة الجمهورية وقال علمنا بالهزيمة وبعدما سمعنا خطاب التنحي وفوجئنا جميعا بذلك، خرجت متوجها الى امانة التنظيم في مجلس قيادة الثورة وفي ذلك الوقت كنت اعتقد ان الاجتماع بافراد التنظيم واجب ومهمة حتى نتدارس العمل الواجب. المهم انثاء سير السيارة كانت الشوارع ممتلئة عن آخرها بالناس لدرجة ان السائق بكى ولطم وجهه مما نتج عنه اصطدام السيارة في سور عمارة رمسيس، وبعدها ذهبت الى مجلس قيادة الثورة وكان هناك عدد من الاصدقاء اتذكر منهم يوسف غزولي وحسني امين ومحمد عروق وآخرين من الطليعي، وطرحنا على انفسنا سؤالاً هو ما العمل؟ حيث لم تكن هناك اي تكليفات او تعليمات او توقعات موجودة لدى قيادة التنظيم وشبكة اتصاله. ويذكر السيد عادل الاشوح (مدير مكتب السيد شعراوي جمعه عضو امانة مكتب تنظيم الطليعة) عن احداث ومظاهرات 9 و 10 يونيو انه كان في السويس مكلفاً بالاتصال بلجنة السويس الطليعية بشأن الترتيبات الخاصة باستقبال الجنود العائدين من سيناء وكان معي تكليف آخر خاص بغلق مدخل بور توفيق وذلك عبر السيد حسام الدين هاشم عضو لجنة تنظيم السويس واحد اعضاء لجان تأميم قناة السويس في عام 1956، مع السادة عزت عادل ومحمود يونس وفؤاد الطودي. وانا رجعت يوم 9 يونيو ليلا، ولم تكن هناك اضاءة في القاهرة وكانت الشوارع مكتظة بالبشر ولم يكن احد من المسئولين موجوداً. اما عن شهادة السيد احمد حماده للباحث قال في خطاب التنحي انا كنت موجوداً مع بعض الشباب بقسم الوايلي. اتحاد اشتراكي عربي ـ من اجل ان نسمع خطاب الرئيس، وسمعناه بيقول ساعدوني من اجل اتخاذ القرار بالتنحي. وبكى بعضنا وصرخ الآخر، لكن كان فيه آنسه قالت فلنذهب لوداعه لان منزله كان على مقربة امتار من قسم الوايلي. وبالفعل خرجنا ومرت السيارة من امامنا وهرولنا جميعا خلفها وطالبناه بعدم التنحي، واخذنا نصرخ ونبكي وكانت الشوارع بدأت تكتظ بالبشر بعد دقائق من الخطاب. وفي شهادة السيد ضياء الدين داود (امين الاتحاد الاشتراكي العربي ومسئول طليعة الاشتراكيين وعضو مجلس شعب عن محافظة دمياط) في كتاب سنوات مع عبد الناصر والصادر عن دار الموقف العربي يقول: وفي يوم 9 يونيو حضر الينا مندوب من امانة التنظيم الطليعي حيث ابلغنا ان الرئيس سيلقى بيانا هاما وعلى قيادات التنظيم ان تتجمع لسماع البيان وتجمع العشرات في مكتبي لسماع البيان المرتقب من التلفزيون وكان الكل في حالة بلبلة واضطراب شديد وكان الحنق والغيظ شديد من قيادة الجيش التي جعلتهم يعيشون على الاوهام وما ان بدأ الرئيس خطابه ووصل الى اعلانه التنحي حتى امتلأت الحجرة بكاء وعويلا وفقد الكل السيطرة على عواطفهم وجلسنا مشدوهين ودموعنا تنهمر. ولم تمض دقائق حتى كانت الشوارع تضج بالمتظاهرين رجالا ونساء وسط ظلام دامس فرضته ظروف الحرب . واتصلنا بالقاهرة تليفونيا نستفسر عن امكانية الوصول اليها وكان من الصعب ان اجد من احدثه من المسئولين علمت ان القاهرة تموج بالمتظاهرين واعلنت للناس انني لا اعارض السفر للقاهرة وحضرت سيارات كثيرة وركبت سيارتي ومعي اعضاء مجلس الامة وتوجهنا الى القاهرة وفي الطريق اليها رأينا مظاهرات لم تكن لتخطر على البال .. وعندما وصلت القاهرة رأيت وكأنما القيامة قد قامت واننا نواجه يوم الحشر .. ووصلنا الى مجلس الامة بصعوبة شديدة، من تلك الشهادة ينكشف لنا ان خروج مظاهرات 9 و 10 يونيو لم يكن سوى انفعال تلقائي من شعب مميز في شخصية عبر تاريخه الطويل ولعل ذلك ماجعله يستشعر بالخطر ويتمسك بعبد الناصر لاستكمال المعركة وفي نفس الوقت هو متيقن من مصداقية ذلك الزعيم وقدرته على معالجة الاخطاء والخطايا.

Email