الصراع حول كشمير.. عقدة العلاقات الهندية الباكستانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الملف السياسي: تعود معظم المشكلات العالقة بين الهند وباكستان إلى فجر الاستقلال عام 1947 حين ظهرت الدولتان بعد تقسيم دولة الهند البريطانية الذي تم على أساس ديني وبصورة متسرعة. وأخذت هذه المشكلات بعدا شائكا بسبب عوامل أخرى برزت في السنوات التالية، وأهمها كشمير ثم دور الهند في تقسيم باكستان بالتدخل العسكري لصالح الانفصاليين في باكستان الشرقية (بنغلاديش). ثم جاء سباق التسلح النووي بين الدولتين، أولا في صورة إنتاج الصواريخ ثم التفجير النووي الهندي في مايو 1998 الذي أجبر باكستان على أن تقوم هي الأخرى بتفجيرها النووي بعد أيام لأجل تحقيق «الردع المتبادل». أساس التقسيم كانت الهند البريطانية قبل تقسيمها تضم 580 إمارة لها استقلال ذاتي يحكمها الأمراء والمهراجات وما شابههم من حكام محليين تركهم الإنجليز يحكمون مناطقهم بعد نزع معظم سلطاتهم وتجريد أسلحتهم إلا ما يلزم للمحافظة على الأمن. وكانت بعض هذه المناطق ذات غالبية هندوسية يحكمها أمراء مسلمون وهناك مناطق ذات أغلبية إسلامية يحكمها أمراء هندوس. ـ عندما استقلت شبه القارة الهندية عن بريطانيا عام 1947، كان على حكام الامارات، والذين كانوا يسيطرون على خمسي مساحة الهند ويتحكمون بمصائر 99 مليونا من سكانها، ان يقرروا اما الانضمام الى الهند او باكستان. ـ نص قانون الاستقلال الهندي على أن هذه الإمارات حرة في أن تنضم إلى أي من الهند أو باكستان أو أن تبقى مستقلة، مع الأخذ في الاعتبار بعض العوامل مثل الوضع الجغرافي ورغبات الشعب. ولكن الهند تجاهلت هذا المبدأ عند الاستقلال خاصة في ما يتعلق بإمارات جوناكره (غرب الهند) وحيدر آباد (جنوب الهند) وكشمير (شمال). وكانت في الإمارتين الأوليين غالبية هندوسية يحكمها أميران مسلمان، أما في كشمير فكانت غالبية السكان مسلمين وحاكمها هندوسياً. ـ قرر حاكم إمارة جوناكره أن ينضم إلى باكستان، ولكن الهند أرسلت على الفور قواتها المسلحة لاحتلال الإمارة بحجة ان سكانها من الهندوس بنسبة 81% وبالتالي لا يجوز لحاكمها الانضمام إلى باكستان طبقا لمبادئ التقسيم، وفعلت الشيء ذاته في ما يتعلق بحيدر آباد التي كان يحكمها أمير مسلم فأرسلت قواتها المسلحة لاحتلالها بالقوة. لكن الهند تجاهلت هذه الحجة حين تعلق الأمر بإمارة كشمير التي كان المسلمون فيها يمثلون نسبة 82% من السكان. وحين تردد مهراجا كشمير في إعلان انضمام الإمارة إلى باكستان تمرد السكان المسلمون، فقام جنود الحاكم الهندوسي بقمعهم بشدة في منطقة بونش وميربور في سبتمبر 1947. الدور البريطاني بعد ما تعرض له المسلمون على يد حاكم كشمير هب رجال قبائل قندهارا المسلمة (التي تقع في باكستان) لنصرة إخوانهم، وذلك بتحريض من السلطات الباكستانية وبمشاركة جنودها. ومني جيش المهراجا بهزيمة منكرة وأقيمت «حكومة كشمير الحرة المؤقتة» بمدينة مظفر آباد في 24 أكتوبر 1947. ـ أعلنت الحكومة الجديدة على الفور بدء الحرب لتخليص الولاية من ظلم المهراجا، بتأييد من القبليين المسلمين وقدامى الجنود المسلمين الذين كانوا قد سرحوا من الخدمة عقب الحرب العالمية الثانية بمنطقة بونش وميربور. ـ تقدمت هذه القوات بسرعة نحو عاصمة كشمير الصيفية سريناغار. وبينما كان المهراجا يقيم حفلا ليلة 25 أكتوبر تمكن المجاهدون من احتلال محطة الكهرباء التي كانت تغذي سريناغار، فهرب المهراجا من عاصمته إلى مدينة جامو طالبا المساعدة الهندية العسكرية العاجلة لدحر الانتفاضة المتمتعة بدعم عسكري باكستاني، وعارضا في الوقت نفسه انضمام الإقليم الى الهند. ـ قرر حاكم الهند البريطاني العام آنئذ اللورد مونتباتن يوم 27 أكتوبر 1947 ضم كشمير الى الهند بشكل مؤقت على ان يجرى استفتاء بين سكانها في وقت لاحق. وقال مونتباتن «إن الوضع النهائي لجامو وكشمير سيتقرر باستفتاء شعبي بعد إعادة القانون والنظام إلى الإمارة». ـ أكد جواهر لال نهرو الذي كان رئيس وزراء الهند ببرقيته في 27 أكتوبر 1947 إلى نظيره الباكستاني لياقت علي خان (أول رئيس لباكستان) بأنه ستؤخذ رغبات الشعب الكشميري في الحسبان قبل تقرير مصير كشمير. ـ نصت وثيقة ضم كشمير الى الهند على ان تكون دلهي مسؤولة عن شؤون كشمير الخارجية والدفاعية ومنظومة المواصلات فيها. تدخل مجلس الأمن بينما كانت المعارك تجري بين قوات القبائل والقوات الباكستانية من جهة والقوات الهندية من جهة أخرى، بادرت الحكومة الهندية برفع قضية كشمير أمام مجلس الأمن الدولي في 1 يناير 1948، وحاولت إقناع الدول الأعضاء بأن ضم كشمير إلى الهند قد جاء استجابة لقرار اتخذه شعب كشمير نفسه. ـ قدمت الهند زعيم «المؤتمر القومي» الكشميري (شيخ محمد عبد الله) في اجتماعات مجلس الأمن باعتباره الناطق الوحيد باسم شعب كشمير. ـ فى 5 يناير 1949 أصدر مجلس الأمن قرارا يتضمن وقف إطلاق النار والاتفاق بشأن سحب جيوش البلدين وتوطين اللاجئين وإجراء استفتاء عام محايد بشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان. ـ تم تنفيذ وقف إطلاق النار بتعيين خط فاصل بصورة مؤقتة، ولكن لم يتم تنفيذ قراري مجلس الأمن الخاصين بسحب القوات الهندية والباكستانية وإجراء الاستفتاء. ـ فى سبتمبر 1951 أقيمت في كشمير «جمعية تأسيسية» بزعامة شيخ عبدالله، فصادقت على قرار المهراجا هاري سينغ بالانضمام إلى الهند، ونصب شيخ عبد الله نفسه رئيسا لوزراء دولة جامو وكشمير. انتفاضات متكررة حين تأكدت باكستان من فشلها في حل هذه القضية بالوسائل الدبلوماسية خططت لثورة شعبية مسلحة في كشمير بالتعاون مع الزعيمين (مولانا مسعودي) و(مولوي فاروق)، إلا أنهما وآخرين من زعماء كشمير خذلوا العناصر الموالية لباكستان لدى بدئها الحركة الشعبية في كشمير في أغسطس 1965. ـ نتيجة لذلك خاض البلدان غمار الحرب الثانية حول كشمير في سبتمبر 1965، إلا أن الحرب لم تؤد إلى نتائج ملموسة. ـ ثم جرت بين الهند وباكستان حرب 1971 التي تمخضتن عن قيام بنغلاديش في باكستان الشرقية. وتبع ذلك توقيع البلدين على اتفاقية شيملا في يوليو 1972. ـ اعترفت هذه الاتفاقية بأن جامو وكشمير «منطقة متنازع عليها»، واتفقت الدولتان على احترام «خط التحكم» القائم على حدود جامو وكشمير إلى أن يتم التوصل إلى «تسوية نهائية». ـ اندلعت انتفاضة مسلحة في كشمير احتجاجا على التلاعب في نتائج انتخابات 1987، مما خيب آمال «الجبهة الإسلامية المتحدة» التي كانت تتمتع بشعبية واضحة، وكانت نتيجة ذلك أن فقد الناس ثقتهم تماما بالهند وبديمقراطيتها، وحين احتجوا على التزوير في الانتخابات جرى اعتقالهم فقرروا في اجتماع داخل سجن سريناغار في أبريل 1987 انتهاج سبيل الكفاح المسلح. ـ أصبح كثيرون من هؤلاء زعماء حركات انفصالية مسلحة وعلى رأسهم (سيد صلاح الدين) زعيم حزب المجاهدين ورئيس مجلس الجهاد المتحد. وأخذت المنظمات تلو المنظمات تظهر في وادي كشمير الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة. عودة الحوار بعد عدة محاولات لكسر الجليد بين البلدين خلال التسعينيات تغيرت الحكومة في الهند بصورة جذرية فجاء إلى الحكم في أوائل عام 1998 حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الهندوسي المتشدد إزاء باكستان والذي أعلن في برنامجه الانتخابي أنه يفضل تحول الهند إلى قوة نووية. وهكذا أجرت الهند تفجيرا نوويا في مايو 1998، وردت باكستان بتفجير نووي مضاد. ـ أخذت العلاقات تتدهور بين البلدين، لكن المشكلات الاقتصادية التي يعانيها البلدان والضغوط الدولية عليهما لحل مشكلاتهما سلميا وتجنب مخاطر حرب نووية تدمرهما معا، دفعت رئيسي وزراء البلدين خلال لقاء جمعهما في نيويورك في 23 سبتمبر 1998 للتوصل إلى اتفاق لإحياء المباحثات بينهما. ـ عقدت المباحثات على مستوى وكيلي الخارجية بين البلدين في أواخر عام 1998 وأدت إلى عدد من الخطوات كعلامة على الانفراج، وعلى رأسها إعادة خط الأوتوبيس بين البلدين وإعادة تشغيل الخط التليفوني الساخن بين رئاستي الوزراء. ـ إثر ذلك قام رئيس وزراء الهند أتال بيهاري فاجبايي بزيارة باكستان على متن أول رحلة للأوتوبيس، الذي سمي «نداء الحدود»، في 20 فبراير 1999 وتم التوقيع في اليوم التالي على «إعلان لاهور» بين رئيسي الوزراء فاجبايي ونواز شريف، واتفق البلدان بمقتضى هذا الإعلان على تسوية كل القضايا العالقة بما فيها كشمير. ـ في يوليو 1999 استولى متسللون كشميريون على قمم كارغيل في الجزء الهندي من كشمير وهو ما اعتبرته الهند معارضة صريحة لخط الانفراج والتسوية الذي كان البلدان يسلكانه منذ إعلان لاهور، فتعطلت كل الخطوات والاتصالات مرة أخرى. ـ بعدما هدأ غضب الهند من واقعة كارغيل، وبعد شهور طويلة من الرفض القاطع لأي حوار مع باكستان وخصوصا بعد الانقلاب العسكري على نواز شريف، وافقت الهند على قمة آغرا مع الرئيس الباكستاني الجديد الجنرال برويز مشرف منتصف يوليو 2001. ـ جرت اجتماعات قمة آغرا في جو مشجع للغاية إلا أن لم يتمكنا من التوصل الى اتفاق حول المسائل الخلافية، فلم يصدر بيان ختامي عن القمة وانتهت الى الفشل. حروب البلدين خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب شاملة منذ استقلالهما، انتهت الأولى بتقسيم كشمير عام 1949، ولم تفلح الثانية عام 1965 في تغيير هذا الوضع، في حين أسفرت الثالثة عام 1971عن تقسيم باكستان نفسها إلى دولتين بعد انفصال باكستان الشرقية وتأسيس جمهورية بنغلاديش. الحرب الأولى اندلعت الحرب الهندية الباكستانية الأولى عام 1947/1948 بسبب قضية كشمير، إذ رغبت كل من الدولتين ببسط سيطرتها على تلك المنطقة الاستراتيجية المهمة، وانتهت هذه الحرب بعد أن قسمت كشمير بينهما فيما بات يعرف الآن بولاية جامو وكشمير الخاضعة للسيادة الهندية وآزاد كشمير (كشمير الحرة) التابعة لباكستان. وقد بدأت الحرب بتصعيد سياسي ومناوشات عسكرية محدودة تبعها اجتياح عسكري شامل من جيوش الدولتين. ـ 17 يونيو 1947: أصدر البرلمان البريطاني قانون استقلال وتقسيم الهند ومنح الإمارات والولايات الحق في الانضمام إما إلى الهند أو إلى باكستان، فانضمت معظم الولايات إلا ثلاثا كانت من بينها ولاية جامو وكشمير إذ تردد حاكمها هاري سينغ في تنفيذ القانون البريطاني، الأمر الذي دفع الكشميريين المسلمين في مقاطعة «بونش» الواقعة في الجزء الأوسط الغربي للقيام بثورة مسلحة ساعدتهم فيها باكستان، وأعلن الثوار إقامة أول حكومة لـ «آزاد كشمير» أو كشمير الحرة. ـ أغسطس 1947: رد الهندوس المتعصبون المدعومون من قبل حكومة الولاية وبخاصة في جامو التي كانت بها أغلبية مسلمة قبل أن تتحول إلى أقلية بمذابح جماعية ضد مسلمي الولاية، مما أدى إلى قتل حوالي 200 ألف مسلم وفرار الكثير منهم إلى منطقة «آزاد كشمير». ـ 23 أكتوبر 1947: دخل رجال مسلحون من قبائل الباتان في شمال غرب باكستان إلى كشمير للدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد الهندوسي. ـ 24 أكتوبر 1947: أرسل المهراجا سينغ يطلب المساعدة العسكرية من الهند فاشترطت عليه إعلان الانضمام إليها أولا فوافق على ذلك. ـ 27 أكتوبر 1947: أعلنت الهند موافقتها الرسمية على انضمام جامو وكشمير إليها، وأمرت قواتها النظامية بالتدخل المباشر في هذا النزاع. ـ 27 أكتوبر 1947: رد الحاكم العام لباكستان محمد علي جناح على التدخل الهندي بإصدار أوامره إلى الجنرال «جراسي» القائد البريطاني المؤقت للقوات الباكستانية لإرسال قوات باكستانية إلى كشمير. ـ نوفمبر 1947: اجتمع الحاكم العام للهند اللورد «مونتباتن» ـ بعد أن اعتذر رئيس الوزراء الهندي نهرو لمرض ألم به ـ مع محمد علي جناح في أول مباحثات هندية باكستانية بشأن كشمير، وقدم جناح في هذا الاجتماع اقتراحات تدعو إلى وقف إطلاق النار وسحب القوات الهندية ورجال القبائل الباكستانيين في وقت واحد من أراضي ولاية جامو وكشمير، على أن تتولى الهند وباكستان إدارة الولاية ويجرى استفتاء تحت إشراف البلدين المباشر. فرفضت الهند هذه المقترحات، واستمر القتال بين الطرفين طوال شتاء وربيع عام 1948. وفي أواخر مارس 1948 اشتركت القوات النظامية الباكستانية في القتال. ـ يناير 1948: احتجت الهند رسميا لدى الأمم المتحدة على ما أسمته بالاعتداء الباكستاني على أراض انضمت إلى الهند قانونيا، وذلك بالإحالة إلى المادتين 34 و35 من الفقرة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة عن «الحل السلمي للنزاعات». ـ مايو 1948: تمكنت القوات الباكستانية من تحقيق بعض الانتصارات العسكرية واستبسلت في الدفاع عن قطاع «مظفر آباد»، مما اضطر القوات الهندية للتوقف وأصبح القتال متقطعا ومتأثرا بالنشاط الدبلوماسي للدولتين في الأمم المتحدة. ـ توقف إطلاق النار بين الدولتين بعد وساطة من الأمم المتحدة، وأصبح نافذ المفعول في أول يناير 1949، وانقسمت كشمير إلى جزأين الأول خاضع للسيادة الهندية ويسمى جامو وكشمير وعاصمته سرينغار، والثاني تسيطر عليه باكستان وعاصمته مظفر آباد. وقد هدأت الأوضاع نسبيا على الحدود قبل ان تعود الى التوتر مجددا لتفضي إلى الحرب الثانية عام 1965. الحرب الثانية توتر الموقف بين البلدين بصورة خطيرة عامي 1963/1964 بعد اضطرابات طائفية بين المسلمين والهندوس في كشمير، ثم وصلت الأزمة إلى حافة الحرب في ديسمبر 1964 بعدما أعلنت الهند إغلاق باب التسوية السياسية وإلغاء الوضع الخاص بكشمير مما فجر الحرب عام 1965. ـ أول يناير 1965 بدأت شرارة الحرب بالنزاع على منطقة «ران كوتش» التي تعني في اللغة الهندية أرض المستنقعات، وهي منطقة ليس لها قيمة استراتيجية أو اقتصادية، ثم تكررت المناوشات العسكرية في مناطق أخرى حتى اندلعت الحرب الشاملة بينهما. ـ 4-5 أبريل 1965: انتقل الهجوم الهندي من منطقة ران كوتش إلى المواقع الباكستانية في أقصى الشمال الغربي لكشمير، وتكرر الهجوم نفسه بعد ثلاثة أيام وتمكنت القوات الباكستانية من صد الهجومين. ـ 9 أبريل 1965: انتقلت القوات الباكستانية من دور الدفاع إلى الهجوم، فأغارت على بلدة «سردار بوست» بجوار قلعة «كنجاركوت» ونجحت في الاستيلاء على المواقع الهندية فيها، مما أجبر الهند على التراجع إلى الخلف تاركة بعض عتادها. ـ 24 أبريل 1965: توسعت باكستان في هجماتها على المواقع الهندية وخاصة بين بلدة «شدبت» وبلدة «بياربت» مستخدمة بعض الأسلحة الأميركية والدبابات للمرة الأولى. وقد حاولت الهند استعادة هذه الأماكن التي استولت عليها باكستان لكنها لم تستطع. ـ 8 مايو 1965: حشدت الهند قواتها في البنجاب ودعمتها بالمدرعات واتخذت أوضاعا هجومية، وسارعت باكستان بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن. ـ 30 يونيو 1965: نجحت وساطة دولية قام بها رئيس وزراء بريطانيا هارولد ولسن في تخفيف حدة التوتر والتوصل إلى اتفاق نص على وقف إطلاق النار في ران كوتش وانسحاب الحشود العسكرية في البنجاب إلى الخلف والعودة إلى حالة ما قبل الحرب. ـ 5 أغسطس 1965: عاد التوتر من جديد إلى حدود البلدين، وعبر متسللون باكستانيون مسلحون بأسلحة خفيفة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة خط وقف النار داخل كشمير وحاولوا الاستيلاء على السلطة في سرينغار عاصمة ولاية جامو وكشمير . ـ سبتمبر 1965: شنت باكستان هجوما قويا استخدمت فيه المدرعات في منطقة «شامب» جنوب غرب كشمير، ونجح هذا الهجوم في دفع القوات الهندية إلى الخلف، واستولت القوات الباكستانية على مدينة «أخانور» على مسافة حوالي 20 ميلا داخل الأراضي الهندية. ـ 3 سبتمبر 1965: اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا دعا فيه البلدين إلى وقف الحرب فورا واحترام خط وقف إطلاق النار وانسحاب جميع الأفراد المسلحين، والتعاون مع المراقبين العسكريين للأمم المتحدة في الهند وباكستان للإشراف على مراقبة وقف إطلاق النار. ـ 6 سبتمبر 1965: لم تحترم الهند القرار السابق وسارعت بشن هجوم واسع النطاق على الجبهة الغربية بأكملها وخاصة في منطقة البنجاب ومدينتي لاهور وسيالكوت. ـ 9 سبتمبر 1965: فشلت مهمة السكرتير العام للأمم المتحدة الرامية إلى وقف الحرب بين البلدين وعاد من الهند وباكستان دون أن تسفر جهوده عن شيء. وفي غضون ذلك وجهت الصين إنذارا شديدا إلى الهند وهددتها بالاشتراك الفعلي في الحرب إذا لم تستجب لنداءات المجتمع الدولي بوقف الحرب، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الإنذار وقالت «إن الصين لا يمكنها أن تهاجم الهند دون أن تتعرض للردع الأميركي». ـ 20 سبتمبر 1965: عاد مجلس الأمن وأصدر قرارا جديدا بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيشين إلى ما قبل الخامس من أغسطس 1965. وقبلت الدولتان هذا القرار اعتبارا من 23 سبتمبر 1965. ـ توقفت الحرب بين البلدين بعد مباحثات السلام التي تمت بينهما برعاية الاتحاد السوفييتي (السابق) في العاصمة الأوزبكية طشقند في يناير 1966 والتي أسفرت عن التوقيع على «اتفاقية طشقند». ـ رغم توقف القتال بعد اتفاقية طشقند فإن مشكلة كشمير التي فجرت الحرب بينهما للمرة الثانية لم تحل، الأمر الذي مهد الطريق أمام الحرب الثالثة عام 1971. الحرب الثالثة هي حرب الأسبوعين أو الحرب الخاطفة التي أدت في أواخر عام 1971 إلى فصل باكستان الشرقية عن الغربية وقيام جمهورية بنغلاديش. وقد بدأت الحرب بتصعيد سياسي صحبته عمليات عسكرية محدودة على الحدود استمرت ثمانية أشهر قبل أن يحدث الهجوم الشامل. ـ 23 نوفمبر 1971: أعلن الرئيس الباكستاني يحيى خان حالة الطوارئ عقب أول هجوم هندي ذي شأن. ـ أول ديسمبر 1971: قطعت الهند بمساعدة «الموكيتي باهييني» (فدائيو بنغلاديش) خطوط السكك الحديدية بين داكا عاصمة اإقليم الشرقي لباكستان (بنغلاديش) وخولنا وشيتا كونغ الميناءين الرئيسيين على خليج البنغال وكوميلا قرب الحدود الشرقية. ـ 2 ديسمبر 1971: شنت القوات الهندية الجوية ضربات مركزة استهدفت مطارات وطائرات باكستان، واستمر القصف طوال يومي 2 و3 حتى دُمرت معظم الطائرات الباكستانية وفرضت الهند سيطرتها الجوية في سماء باكستان الشرقية. ـ 5 ديسمبر 1971: أغرقت مجموعة قتال بحرية هندية المدمرتين الباكستانيتين خيبر وشاه جيهان، كما أعطبت سفينتين أخريين في معركة بحرية على بعد 20 ميلا من كراتشي، وأغرقت غواصة باكستانية وعلى متنها بحارتها الثمانون في خليج البنغال. ـ 6 ديسمبر 1971: ضربت الهند بلدة «جيسور» تمهيدا لانتقال حكومة بنغلاديش إليها من منفاها في كلكتا، وانقسم إقليم شيتا كونغ في الشرق إلى شطرين، واستطاعت القوات الهندية أسر السفينتين الباكستانيتين «مينيلوف» و«مينيليدي». ولم ينته ذلك اليوم إلا وقد أمر الجنرال نيازي قائد القوات الباكستانية الشرقية قواته بالانسحاب الإستراتيجي العام. ـ حاول مجلس الأمن الدولي في اليوم نفسه وللمرة الثانية خلال 24 ساعة استصدار قرار يدعو الهند وباكستان إلى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات المسلحة لكل منهما من أراضي الطرف الآخر، لكن الاتحاد السوفييتي حال دون ذلك باستعماله حق النقض «الفيتو». وكان هذا «الفيتو» بعدما رفض المجلس مشروع قرار للاتحاد السوفييتي يتضمن دعوة باكستان لوقف أعمال العنف في باكستان الشرقية. ـ 8 ديسمبر 1971: أحيلت القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث لا يتمتع أي من الدول بحق النقض، فأصدرت قرارا بعد 24 ساعة يفرض على الهند وباكستان وقف إطلاق النار فورا وسحب القوات العسكرية من الأراضي التي احتلتها كل منهما. لكن هذا القرار ظل دون تنفيذ وسارت الحرب الهندية الباكستانية حتى نهايتها. ـ 16 ديسمبر 1971: وقع قائد القوات الباكستانية الجنرال نيازي وثائق الاستسلام في داكا وتسلمها منه قائد القوات الهندية الجنرال أورورا. ـ انتهت الحرب بعد أن فقدت باكستان جزأها الشرقي كدولة جديدة عرفت باسم جمهورية بنغلاديش، ولم يستطع الرئيس يحيى خان مواجهة الغضب الشعبي فقدم استقالته في 20 ديسمبر 1971 ليخلفه الزعيم الباكستاني ذو الفقار علي بوتو. الهجوم على البرلمان الهندي أدى الهجوم على البرلمان الهندي في 13 ديسمبر الماضي الى ارتفاع حدة التوتر مجددا بين البلدين، واتهمت الهند «إرهابيين» مدعومين من باكستان بتنفيذ هذا الهجوم، مهددة بمواجهة شاملة مع باكستان للقضاء على «القواعد الإرهابية» في كشمير الباكستانية، مما عزز مخاوف اندلاع حرب بين البلدين النوويين، خاصة في ظل المناخ العالمي الحالي ضد «الإرهاب» وسابقة أميركا في مواجهة أفغانستان. وتؤيد غالبية أعضاء حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) الهندوسي الذي يقود التحالف الحاكم خيار الحرب في المواجهة الحالية

Email