بروفيل: سايروس فانس.. نجاح واخفاق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الثالث عشر من يناير الماضي توفي سايروس فانس احد أبرز وزراء الخارجية الأمريكيين عن 84 عاماً شهدت نجاحاً بارزاً تمثل في معاهدة كامبد ديفيد وفشلاً ذريعاً تمثلت في أزمة الرهائن على ايران. واشارت الصحف الامريكية الى ان سايروس فانس توفى نتيجة اصابته بمرض الزهايمر. وكان فانس الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس جيمي كارتر قدم استقالته في 26 ابريل 1980 بعد فشله في تسوية مسألة الرهائن الامريكيين في ايران. واعتبرت العملية التي الغيت اثر اصطدام مروحية للقوات الامريكية الخاصة بطائرة نقل امريكية في الأراضي الايرانية ما ادى إلى مقتل ثمانية جنود امريكيين، واحدة من اكبر النكسات العسكرية الامريكية في الثمانينيات. وفي العام 1977 لعب فانس خلال وجوده على رأس وزارة الخارجية الأمريكية دوراً مهماً في مفاوضات كامب ديفيد التي اسفرت عن توقيع معاهدة سلام بين إسرائيل ومصر. وقام سايروس فانس أيضاً بدور مهم في المحادثات مع الاتحاد السوفييتي حول الحد من الأسلحة الاستراتيجية. وكان بدأ حياته المهنية عام 1957 عندما عين مستشاراً قانونياً للجنة الشئون العسكرية في مجلس الشيوخ. وبعد اربع سنوات، عينه الرئيسي جون كينيدي وزيراً للجيش قبل ان يعينه خلفه ليندون جونسون نائباً لوزير الدفاع. وبفضل حنكته التفاوضية، تدخل فانس لتهدئة الاضطرابات العنصرية التي حدثت في ديترويت عام 1967 وكذلك في مفاوضات السلام مع فيتنام الشمالية في مؤتمر باريس ثم اضطلع لاحقاً بدور الوسيط بين تركيا واليونان خلال الأزمة القبرصية. وبعد استقالته، واصل فانس مهماته الدبلوماسية بمشاركته عام 1992 في المفاوضات بين حكومة جنوب افريقيا والمؤتمر الوطني الافريقي قبل ان يعمل على خطة السلام في البوسنة والهرسك. وبعد ان كلفته الأمم المتحدة مهمة تسهيل عملية تطبيع العلاقات بين اليونان ومقدونيا، الجمهورية اليوغسلافية السابقة، تخلى فانس عن هذه المهمة لأسباب شخصية في ديسمبر عام 1999. ولد فانس في مدينة كلاركسبرج في ولاية فيرجينيا الغربية في السابع والعشرين من مارس عام 1917 وكان يحمل اجازة في الحقوق من جامعة بيل الشهيرة وهي من اعرق الجامعات في الولايات المتحدة. واشاد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بفانس معتبرا ان «الولايات المتحدة فقدت وطنياً اصيلاً». واضاف باول في كلمة مكتوبة «كان سايروس فانس فخراً لجيل امريكي حمل عالياً لواء الخدمة العامة». وتابع باول ان فانس «كان كوزير للخارجية في عهد الرئيس جيمي كارتر، أول من عمل على معالجة قضايا ما بعد الحرب الباردة في عالم كان لا يزال متأثراً باجواء هذه الحربة الباردة» وأكد ان فانس «كان رجل مباديء ادت تدخلاته الهادئة إلى التمييز بين الفشل والنجاح كما حدث في كامب ديفيد عام 1979».

Email