برلين تحمل ليبيا مسئولية تفجير ملهى المارينز الليلي، السجن لأربعة بينهم دبلوماسي ليبي وبراءة خامس

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أدانت محكمة ألمانية أمس بالسجن لمدد تتراوح ما بين 12 و14 عاماً دبلوماسياً سابقاً بالقتل والشروع في قتل جنود أمريكيين وشن هجوم بقنبلة على مرقص وملهى ليلي في برلين يرتاده جنود مشاة البحرية الأمريكية، عام 1986، وأسفر عن مقتل جنديين وامرأة أمريكية، وأصيب أكثر من 230 آخرين. وحملت المحكمة ليبيا مسئولية تنفيذ الهجوم. وطوت المحكمة سجل أكثر الملفات اثارة للجدل في إطار الاتهامات الأمريكية لليبيا بدعم ورعاية الارهاب، والذي أدى إلى شن غارة أمريكية على طرابلس وتدمير منزل العقيد معمر القذافي ومحاولة اغتياله عام 1986. وحكم على الالمانية فيرينا شناعة التي ادخلت العبوة الى المرقص الذي كان يرتاده جنود امريكيون بنوع خاص بالسجن 14 سنة بتهمة القتل وكذلك على الفلسطيني ياسر شريدي الذي اعتبر «منظم» الاعتداء. أما الدبلوماسي الليبي مصباح عتر الذي قام بتأمين العبوة والفلسطيني علي شناعة زوج فيرينا شناعة الذي يحمل الجنسية الالمانية فحكم عليهما بالسجن 12 عاما بتهمة التواطؤ في القتل. وقد جند شناعة لكي يرصد الاهداف. وفي المقابل برأت المحكمة الالمانية بسبب عدم وجود أدلة اندريا هاوسلر التي كانت ترافق شقيقتها فيرينا شناعة الى المرقص والتي كانت ملاحقة بتهمة التواطؤ في القتل. وخلصت المحكمة الى عدم وجود ادلة تثبت علمها بالعملية. وقال قاضي محكمة برلين بيتر مارهوفر انه ثبت ان ليبيا متورطة في الهجوم على الملهى في برلين الغربية والذي اسفر عن مقتل جنديين امريكيين وتركية. ومضى يقول «تتحمل ليبيا على الاقل جزءا من المسئولية عن الهجوم». واشار الادعاء اثناء المحاكمة التي استمرت اربعة اعوام الى ان المخابرات الليبية امرت بتنفيذ الهجوم انتقاما لاغراق الولايات المتحدة لزورقين ليبيين في خليج سرت في مارس عام 1986. وقتل الجنديان الامريكيان والتركية في الهجوم الذي وقع في ملهى «لا بيل» الذي اشتهر بتردد الجنود الامريكيين المتمركزين في برلين الغربية عليه. واصيب اكثر من 230 آخرين عندما انفجرت قنبلة تزن كيلوجرامين. ودفع الهجوم الرئيس الامريكي في ذلك الوقت رونالد ريجان الى شن هجوم انتقامي على ليبيا. وذكرت الولايات المتحدة ان لديها تسجيلات مخابرات تربط ليبيا بالهجوم. ووسط اجراءات أمنية مشددة قضت المحكمة على المتهمين الاربعة وهم ثلاثة رجال وامرأة بالسجن لمدد تتراوح بين 12 و14 عاما. وكان الادعاء يطالب بالسجن مدي الحياة. وأدين الفلسطيني ياسر شريدي الذي كان يعمل في السفارة الليبية ببرلين الشرقية ونظم الهجوم بثلاث تهم قتل و104 اتهامات شروع في قتل وصدر عليه حكم بالسجن 14 عاما. وأدين الدبلوماسي الليبي مصباح عتر (44 عاما) بصفته شريكه وصدر عليه حكم بالسجن 12 عاما. وادين ايضا الفلسطيني علي شنع وصدر عليه حكم بالسجن 12 عاما. وادانت المحكمة ايضا زوجته السابقة الالمانية فيرينا شناعة بالسجن 14 عاما بعد ادانتها بالقتل والشروع في القتل. ويقول الادعاء ان شريدي جند علي شنع للمساعدة في التخطيط للهجوم وتصنيع القنبلة. وارسلت فيرينا للبحث عن هدف مناسب.. أي مكان يتجمع فيه الامريكيون. ومضى الادعاء يقول انها حملت القنبلة الى الملهى في حقيبة سفر ثم غادرت المكان. وكانت برفقتها شقيقتها اندريا هوسلر (36 عاما). واسقطت تهم القتل عن هوسلر اذ انه لم يثبت انها كانت تعلم بوجود قنبلة في الحقيبة. وذكر الادعاء ان المتهمين الاربعة وهوسلر التقوا في شقة سكنية في برلين الغربية مساء الرابع من ابريل. وجمع الرجال الثلاثة القنبلة باستخدام متفجرات بلاستيكية وشظايا ثم حملت الشقيقتان القنبلة الى الملهى. وبعد خمس دقائق تقريبا من مغادرتهما المكان انفجرت القنبلة الساعة 1.40 صباحا. واتهم شريدي بانه دفع تسعة الاف مارك «اربعة آلاف دولار» لشنع كما دفع ستة الاف مارك لزوجته. وفشلت محاولات الادعاء ربط ليبيا بالهجوم لأعوام. ولم تساعد المخابرات الامريكية والالمانية في التحقيقات. ولكن ممثلي الادعاء حققوا نجاحا بعد انهيار سور برلين عام 1989 اذ اكتشفوا وثائق سرية من المانيا الشرقية الشيوعية. وقدم الادعاء برقيات ارسلت من السفارة الليبية في برلين الشرقية الى طرابلس قبل وبعد الهجوم اضافت وزنا للشكوك في ان ليبيا وراء الهجوم. وقال الادعاء ايضا ان الحكومة الليبية لم تثبت حتى الان انها «نأت بنفسها عن الارهاب». واشار الى ان العديد من المشتبه بهم المطلوب القبض عليهم دوليا يشغلون الآن مناصب عليا في قطاع الصناعة والحكومة. وقال مايكل شتاينر مساعد المستشار الالماني جيرهارد شرويدر للشئون الخارجية هذا العام في اجتماع مع الرئيس الامريكي جورج بوش انه التقى بالزعيم الليبي معمر القذافي الذي «اعترف بتورطه في اعمال ارهابية (لا بيل ولوكربي). الا انه اوضح انه تخلى عن الارهاب». وجرى تسريب التقارير الخاصة بالاجتماع بطريق الخطأ. وحاول الادعاء استدعاء شتاينر للشهادة الا ان الحكومة الالمانية حالت دون حدوث ذلك مستشهدة بمصالح الامن القومي. وتعد مدة المحاكمة التي استمرت أربع سنوات ثاني أكبر حكم بالادانة من نوعه فيما يتعلق بقضايا ارهاب الدولة في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة. وكانت محكمة في برلين قد أدانت عام 1997 القيادة الايرانية بالتخطيط لاغتيال أربعة من الشخصيات الكردية المعارضة في أحد مطاعم برلين بأسلوب العصابات. رويترز ـ د.ب.أ

Email