تركي الفيصل يكشف تفاصيل لقاءاته مع الملا عمر: زعيم طالبان وعد بتسليم ابن لادن وتراجع

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف رئيس الاستخبارات العامة السعودية السابق الأمير تركي الفيصل ان حركة طالبان كانت قد وافقت قبل ثلاث سنوات على تسليم أسامة بن لادن للسعودية، ولكن الملا محمد عمر تراجع عن موقفه ذلك بعد تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام وتفوه خلال مقابلته معه بكلمات نابيه ضد السعودية وضد شعبها. وحمل المسئول السعودي السابق ابن لادن مسئولية القيام بهجمات سبتمبر في أمريكا. وقال في حديث نادر لمحطة تلفزيون «الشرق الأوسط» (إم.بي.سي) الليلة قبل الماضية انه قام برحلتين إلى قندهار منذ 3 سنوات بتكليف من الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لمقابلة الملا عمر لبحث موضوع تسليم أسامة بن لادن للسعودية بسبب ما قام به من أعمال وما قاله من أقوال وبسبب مخالفته لما التزمت به طالبان ووعدها للسعودية. وأكد الأمير تركي ان الملا محمد عمر وافق على تسليم ابن لادن وقال له «اننا مستعدون لذلك ومصالحنا تقتضي أن نكون معكم وليس مع شخص يمكن أن يؤثر على هذه المصالح» مشيراً إلى أن الملا عمر طلب منه أن يبلغ الحكومة السعودية بضرورة تشكيل لجنة مشتركة للنظر في هذا الموضوع وإيجاد الوسائل والسبل التي يرضاها الطرفان لاتمام التسليم. ومضى الأمير تركي الفيصل قائلا: «ثم جاء مستشار الملا عمر وزير الخارجية الحالي إلى السعودية ليبلغ ولي العهد الأمير عبدالله مرة أخرى بموافقة الملا عمر على طلب المملكة وانهم سيقومون من جانبهم بتشكيل اللجنة المشتركة لبحث عملية التسليم». وأضاف «تلى ذلك بشهرين (يوليو وأغسطس) أحداث نيروبي ودار السلام وكان هناك اثباتات على ابن لادن بتورطه في التفجيرات وانه بعد شهر من ذلك ولتأخر طالبان في الرد على مطالبنا بتسليم ابن لادن أعدنا الكرة مرة ثانية بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز». ومضى قائلا: ذهبت إلى قندهار مرة ثانية حيث وجدت الملا عمر منقلباً على نفسه بالتمام بل انه تفوه بكلمات نابية ضد السعودية وضد شعبها، مما جعلني أقطع المقابلة وأذكره وأنا خارج بأنه سيندم على قراره وسيجعل الشعب الأفغاني يدفع ثمن هذا القرار، وللأسف هذا ما حصل. وأشار إلى أن حكومة طالبان هي التي وضعت نفسها في هذا المأزق حيث انها كانت في البداية قد تعهدت بعدم السماح لأسامة بن لادن بأن يمس مصالح السعودية بأي أذى من خلال ما يقوله أو يفعله، إلا انه منذ عام 1996 وحتى اليوم اتضح انها لم تستطع أو لم ترد أن تمارس هذا النفوذ على المذكور «ابن لادن» لمنعه من القيام بأعمال مخلة بالأمن في المملكة أو خارجها. وقال ان طالبان بتحملها مسئولية ابن لادن وضعت اللوم على نفسها خاصة وان الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي سبق وأن طالباها بتسليم ابن لادن إثر تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام إلا انها لم تفعل ذلك. وأعرب عن اعتقاده بأن الطالبان عليهم واجب إذا كانوا يدعون انهم حكومة ولهم سيادة وسيطرة على الأماكن التي يحكمونها، أما إذا لم يستطيعوا ممارسة ذلك فعليهم أن يتركوا، وليأت من يستطيع أن يسيطر على الوضع لحل المشكلة. وأضاف ان السعودية سعت على مدى سنوات طويلة من أجل احلال السلام والاستقرار في أفغانستان، مشيراً إلى أن ذلك هو ما سوف تستمر المملكة في نهجه في المستقبل، معرباً عن أمله في انتهاء محنة الشعب الأفغاني قريباً قائلا ان هذا الشعب يستحق أفضل مما هو فيه حالياً. وفيما يتعلق بمدى سيطرة الملا محمد عمر أو ابن لادن على الآخر قال الفيصل انه لم يحضر لقاءات مشتركة بينهما ولكن يبدو ان هناك توافقاً فكرياً بين الاثنين لان الكلام الذي تفوه به الملا عمر عندما اجتمعت به في قندهار هو نفسه ما ينشره المذكور «ابن لادن» في نشراته. وحول ما إذا كان ابن لادن يحركه طموح سياسي قال الفيصل ان ما يصدر عن المذكور من بيانات وفتاوى تحدد بالضبط طموحاته التي تتمثل في محاربة العالم كله، لانه يرى في العالم الكفر والفساد حسب رأيه مشيراً الى ان ابن لادن لم ولن يكف عن ذلك حتى ينتهي هو أو يسود في العالم كله قائلاً ان ذلك يقاس عليه مدى عقلانيته أو جنونه. وقال الأمير تركي الفيصل ان ابن لادن هو الذي «قام بالهجوم» على الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي. وقال: «لا شك انه هو الذي قام بالهجوم وليس لديه اي مبرر لذلك''. وقال الامير تركي ابن لادن «أعطى مؤشرات كثيرة، من كلام وفتاوى، تشير الى تورطه في الهجمات على امريكا»، موضحا انه دعا الى «ضرب الامريكيين من عسكريين ومدنيين وقال ان كل من يدافع عن امريكا مستهدف». واضاف انه «اذا لم تكن هذه ادلة كافية، فاننا كأننا نغمض عيوننا عن الحقائق ونتجاهلها ونحاول ان نبحث عن مبرر لافعال ابن لادن». واكد الامير تركي انه التقى ابن لادن عندما كان يعمل مع المجاهدين ضد الاتحاد السوفييتي في افغانستان في الثمانينيات، مؤكدا انه '«تغير».

Email