اتهمت حركة طالبان أمس الرئيس الامريكي جورج بوش بنسف كل فرص الاتفاق حول مغادرة اسامة بن لادن افغانستان طوعا مؤكدة ان التصلب الامريكي لا يترك امام الحركة من خيار سوى الاستعداد للجهاد. واخذ عدة مسئولين من سلطة طالبان التنفيذية في تصريحات لوكالة فرانس برس على الولايات المتحدة انها «قتلت في المهد» العملية التي حاول العلماء من كل اقاليم افغانستان اطلاقها الخميس حين اوصوا برحيل ابن لادن طوعا. وقال عبد الحي مطمئن الناطق باسم القائد الاعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر ان «الولايات المتحدة قضت عمليا على الاقتراح القاضي باقناع ابن لادن بمغادرة افغانستان». من جهته طلب وزير خارجية نظام حركة طالبان وكيل احمد متوكل مجددا أمس من الولايات المتحدة عدم ضرب افغانستان مذكرا ان واشنطن لم تقدم حتى الان اي ادلة تثبت مسئولية ابن لادن في اعتداءات 11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك. وقال متوكل ان «معاقبة امة برمتها على اعمال سيئة ارتكبها بعض الاشخاص الذين لم تثبت مسئوليتهم، ليس بالأمر الجيد». واعلن الناطق باسم الملا عمر «في حال غادر اسامة طوعا لن يمنعه احد من ذلك. لكن تسليمه الى الولايات المتحدة امر مستحيل لان العلماء قالوا (ان مثل هذا الاجراء) مخالف للاسلام». وكان البيت الابيض رفض الخميس الماضي التوصية التي اصدرها مئات من علماء الاسلام الافغان واصر على تسليم ابن لادن بدون شروط. واعلن الناطق باسم الرئاسة آري فلايشر انذاك ان «ذلك لا يلبي المطالب الامريكية» مؤكدا ان «الوقت الان ليس للاقوال وانما للأفعال». وصعدت الادارة الامريكية لهجتها بعد ساعات حين انذر الرئيس الامريكي في خطاب امام الكونجرس طالبان بتسليم قادة تنظيم «القاعدة» بمن فيهم قائدها ابن لادن «على الفور» واغلاق «كل مخيمات تدريب الارهابيين في افغانستان». والجمعة ورغم هذه التحذيرات المتكررة لم تغير طالبان موقفها ورفضت تسليم ابن لادن الى الولايات المتحدة. وقال ممثل طالبان في باكستان السفير عبد السلام ضعيف آنذاك «بدون أدلة، لن نقوم بذلك». وقال «اذا كان بحوزة امريكا عناصر وادلة فيجب ان تكشف عنها ونحن مستعدون لمحاكمة ابن لادن في ضوء» هذه المعلومات. وبعد ذلك اعلن الناطق باسم البيت الابيض ان الرئيس بوش توجه الى كامب ديفيد لمتابعة التحضيرات للرد الامريكي ضد حركة طالبان خصوصا. وقال ان «الرئيس انذرهم وهو يحضر حاليا للمرحلة المقبلة التي لا مفر منها». واعلن مطمئن أمس انه في مواجهة التصلب الامريكي «علينا الآن اذا النظر اكثر في خيار الجهاد». وعبر وزير خارجية طالبان عن الموقف نفسه قائلا «اذا هاجمت الولايات المتحدة افغانستان فلن يكون امامنا من خيار سوى اعلان الجهاد». وألمح متوكل الى ان اسامة بن لادن لم يغادر افغانستان. وقال «ليس لدي اي معلومات تشير الى مغادرته افغانستان». وخلال الايام الاخيرة دارت تكهنات في مختلف وسائل الاعلام لا سيما في باكستان حول رحيل ابن لادن سريا الى وجهة مجهولة اثر التهديدات الامريكية بتوجيه ضربة الى افغانستان بعد الاعتداءات. من جهتها افادت الاذاعة الايرانية أمس ان ابن لادن لجأ الى اقليم اوروزغان في وسط افغانستان وان «بعض قادة طالبان فقط يعلمون ذلك» بدون اعطاء المزيد من التفاصيل. الوكالات