اتبعت حكومة الارهابي ارييل شارون غاراتها على موقعين للجيش السوري في لبنان اسفرت عن استشهاد ثلاثة جنود سوريين واصابة ستة اخرين، بتصريحات استعراضية استفزازية مفادها ان شارون غير قواعد اللعبة، وان الغارات مجرد تحذير لدمشق وقامت مقاتلات الاحتلال بطلعات استفزازية في الاجواء اللبنانية حيث نفذت غارات وهمية وسط استنفار الجيشين السوري واللبناني واخر اسرائيلي على الجانب الاخر من الحدود لم يصل إلى حد مطالبة سكان المستعمرات الشمالية بالنزول إلى الملاجيء. وكانت المقاتلات الاسرائيلية قصفت فجر امس محطة رادار سورية في ضهر البيدر في منطقة جبل لبنان على بعد 45 كلم شرق بيروت. وقصفت المقاتلات الاسرائيلية ايضا موقعا للمضادات الجوية السورية على مسافة كيلومترين من محطة الرادار في منطقة المديرج ـ حمانا قرب طريق بيروت ـ ودمشق. وافادت المصادر اللبنانية ان الطائرات الاسرائيلية حلقت اربع مرات فوق ضهر البيدر واطلقت ما مجموعه ستة صواريخ على منطقة جبلية تطل على سهل البقاع (شرق لبنان). وافاد شهود ان الانفجارات سمعت في بلدتي زحلة وشتورة الواقعتين عند اسفل ضهر البيدر في سهل البقاع. وفتحت البطاريات السورية المضادة للطائرات نيرانها ضد الطائرات الاسرائيلية لمدة 15 دقيقة. واثناء الغارة، قامت طائرات استطلاعية اسرائيلية بتوفير تغطية للطائرات المغيرة امتدت حتى فوق شتورة. واضاف المصدر ان سيارات الاسعاف التي انطلقت بعد الغارة من بلدة شتورة في سهل البقاع (شرق) حيث مقر اركان القوات السورية في لبنان، عادت بثلاثة من الجنود السوريين استشهدوا خلال الغارات وستة اخرين اصيبوا بينهم ضابط. وقال مراسل لرويتر في موقع الهجمات في سهل البقاع الذي تسيطر عليه سوريا ان «الدخان والنار يتصاعدان فوق المنطقة حيث اصيبت محطة الرادار». وقال مصدر امني ان «محطة الرادار دمرت تماما». وطوقت القوات السورية المنطقة في الوقت الذي قامت فيه سيارات الاسعاف بنقل الجرحى. وقال شهود عيان ان فرق الدفاع المدني مازالت تبحث عن الضحايا السوريين الذين دفنوا تحت الانقاض. وملأت رائحة البارود والنيران الهواء وغطت الشظايا والركام طريق السيارات الرئيسي. وزادت الطائرات الحربية الاسرائيلية على ذلك بشن غارات وهمية على لبنان امس بعد ساعات من تدمير محطة رادار سورية. وقال شهود عيان ان الطائرات الحربية الاسرائيلية حلقت فوق سهل البقاع الذي تسيطر عليه سوريا وجنوب لبنان واخترقت حاجز الصوت وسط توتر شديد بالمنطقة. وقالت المصادر ان المقاتلات الاسرائيلية حلقت على ارتفاع منخفض فوق مناطق قريبة من مزارع شبعا المتنازع عليها. ووضعت قوات الجيش اللبناني المتمركزة قرب بلدة صور الساحلية في حالة تأهب قصوى. ومن ناحية أخرى أعلنت حالة تأهب قصوى بين صفوف القوات السورية المتمركزة في وادي البقاع الغربي وشرقي لبنان. وقام قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان بتفقد الموقع السوري برفقة ضباط كبار في ساعة مبكرة من صباح امس. إلى ذلك اتبع المتحدث باسم شارون رعنان جيسين هذا العدوان بتصريحات اكثر استفزازية بقوله ان «على سوريا والفلسطينيين ان يفهموا ان هناك حكومة جديدة في اسرائيل وان شروط اللعبة تغيرت» منذ تسلمها السلطة في مارس الماضي. واعتبر المتحدث هذا ان هذه الغارة «رسالة واضحة» الهدف منها تحذير اعداء اسرائيل من انهم «يرتبكون خطأ جسيما اذا حاولوا تفسير الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان (مايو 2000) على انه دليل ضعف». واضاف جيسين ان اسرائيل «وجهت تحذيرات عدة الى سوريا» بانها قد تتحمل نتائج هجمات حزب الله في جنوب لبنان. وتابع «لا شيء يحصل في لبنان من دون ضوء اخضر من السوريين». وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال رون كيتري حذر سوريا من ان «صبر اسرائيل قد نفذ» بعد تواصل عمليات حزب الله في جنوب لبنان. وقال ان اسرائيل اختارت موقعا «سوريا عسكريا معزولا» لتجنب اصابة مدنيين. وبعد ان اشاد بـ «نجاح الغارة» اكد ان جميع الطائرات الاسرائيلية عادت الى قواعدها سالمة. وقال كيتري لاذاعة الجيش الاسرائيلي «ربما الشيء الجديد الوحيد (في الغارة) هو الصلة الواضحة التي حددها الجيش في الهجوم الليلة قبل الماضية بين هدف سوري كامل والرسالة التي بعثها الى سوريا ومن خلالها الى حزب الله بلهجة واضحة تماما لم تدع اي مجال للشك وهي ..كفى». وقال كيتري ان صبر اسرائيل نفد بعد سلسلة من الهجمات التي شنها حزب الله. واضاف «يبدو لي ان تنفيذ هذه العملية نفسه يظهر ان صبرنا بدأ ينفد وان الاشارة واضحة وانني اتعشم جدا ان يفهمها صناع القرار في سوريا وحزب الله». وقال كيتري ان السلطات الاسرائيلية لم تأمر بعد مواطنيها على الحدود مع لبنان باتخاذ اجراءات وقائية خاصة مثل الاحتماء في الملاجيء تحسبا لشن حزب الله هجوما ردا على الغارة. وجاء الهجوم بعد اجتماع امني خاص عقدته الحكومة الاسرائلية برئاسة شارون. وقالت الحكومة الاسرائيلية في بيان بعد هجوم الطائرات انه على الرغم من تنفيذ اسرائيل لقرار مجلس الامن الدولي الداعي الى انسحابها من لبنان «تعرضت لهجمات ارهابية متكررة على الحدود الشمالية وكان احدثها الهجوم الذي اسفر عن قتل جندي اسرائيلي يوم السبت». واضاف البيان «كان هذا ثامن حادث ارهابي على الحدود الشمالية منذ الانسحاب من لبنان. في هذه الحوادث قتل ثلاثة جنود اسرائيليين وخطف ثلاثة، الحكومة الاسرائيلية توضح ان هجمات حزب الله الارهابية تتم بعلم ورعاية سوريا. وعلى الرغم من دعوة اسرائيل لسوريا ان تستخدم نفوذها على حزب الله فان سوريا لم تحرك ساكنا». الوكالات