ابدت وصال المهدي زوجة الزعيم السوداني المعتقل د. حسن الترابي الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الشعبي المنشق عن الحكومة قلقها البالغ عليه. وقالت في تصريح خاص لــ (البيان) ان السلطات منعتها من ادخال بعض الاوراق والاقلام للسجن بعد ان حصلت على تصريح من وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين. وقالت وصال المهدي وهي شقيقة رئيس الوزراء السابق, وزعيم حزب الامة الصادق المهدي في تصريحها لـ (البيان): عمر الشيخ حسن الان يناهز السبعين عاما ولا شك ان الطعام الذي يقدم له في السجن لا يتناسب وسنه. وسألناها عن نوعية الطعام الذي يقدم له هناك فقالت: ابلغني انهم يطعمونه الفول والسلطة, واردفت: وانا اعرف فول السجون. وكشفت وصال عن زيارة قامت بها زوجة الدكتور غازي صلاح الدين العتباني وزير الاعلام والاتصال لاسرة الترابي لمؤازرتها في اعتقاله. ووصفت زوجة الترابي الزيارة بانها (مجرد مجاملة اجتماعية للتأكيد على استمرار الاواصر الاسرية التي تربط بيننا). ونفت زوجة الترابي ان تكون اي من قيادات الحكومة قد اتصلت أو زارت منزل الترابي عقب اعتقاله مشيرة إلى ان المنزل استقبل معظم القوى السياسية والطرق الصوفية والشخصيات الوطنية مما دفع بالحكومة إلى محاصرته بواسطة قوات الشرطة وانتقدت بشدة الاجراءات التي اتخذت. وقالت ان هناك عددا من الذين يجاوروننا في السكن قد تضرروا من هذه الاجراءات, غير ان وصال اشارت إلى ان الحركة من وإلى المنزل قد عادت لطبيعتها خلال اليومين الماضيين (على الرغم من وجود سيارات الشرطة التي ترابط بالقرب من المنزل). واعربت زوجة الترابي عن اقتناعها بان اتفاق زوجها مع قرنق يعد نقلة نوعية في علاقة الحركة الاسلامية بالقوى السياسية الاخرى, وتأكيدا على ان زوجها (يتمتع بأفق واسع ويحمل هم الاسلام وامتداده), ودعت وصال الحكومة إلى الرجوع للحق لانه فضيلة على حد تعبيرها. وكان الرئيس السوداني عمر البشير شن هجوما عنيفا على الترابي وحزبه. وقال ان الاخير عندما كان في السلطة امر باقصاء احد كبار الاسلاميين وهو الدكتور محمود شريف من هيئة الكهرباء والذي سافر فورا إلى الجنوب وشارك في العمليات واستشهد, واضاف البشير الذي كان يخاطب قيادات الدفاع السياسي امس الاول ان الترابي هو الذي امر باعدام داود يحيى بولاد احد كبار الاسلاميين الذي انضم لقرنق وهاجم ولاية دارفور قبل سنوات, وسقط لاحقا في يد الحكومة. وجاءت تعليقات البشير في سياق هجوم شديد وجهه إلى الاتفاق الذي وقعه الترابي مع قرنق مؤخرا وهو تحالف استراتيجي تكتيكي لاسقاط الحكومة. على الصعيد نفسه اكد احمد عبدالرحمن القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان هذا الاتفاق لقى استنكارا واسعا ورفضا كاملا من قواعد الاسلاميين. واضاف ان الاجراءات الامنية التي تعاملت بها الحكومة مع عدد من قيادات المؤتمر الشعبي الضالعين في وثيقة الاتفاق وجدت ارتياحا واكد احمد عبدالرحمن في تصريح لـ (البيان) ان الاجراءات القانونية ستتواصل. وقال لا نستبعد تقديم الترابي وقيادات الحزب المتورطة إلى المحاكمة اذا اثبتت التحريات هذا الامر ووجدت بينات كافية. وقال عبدالرحمن ان حزب المؤتمر الوطني يواصل اتصالاته مع عدد من القيادات المتعلقة في المؤتمر الشعبي لتفهم الابعاد الخطيرة لوثيقة الاتفاق. الخرطوم ـ عثمان فضل الله: