د. فؤاد رياض القاضي العربي بمحكمة جرائم الحرب لـ (البيان): المسلمات المغتصبات في البوسنة أصبن بعاهات مستديمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

صرح الدكتور فؤاد رياض القاضي العربي بمحكمة مجرمي الحرب الدولية لـ (البيان) في لاهاي انه لاول مرة في تاريخ قضايا جرائم الحرب تقتصر قضية على النظر في جريمة اغتصاب على انها قضية مستقلة بذاتها, وبذلك يعتبر هذا النوع من الجرائم اعتبارا من الان جريمة حرب اي (جرم مستقل), واضاف في الماضي كانت عمليات الاغتصاب اثناء الحروب هي نتيجة طبيعية ان يمارس هذا الجرم جنود المعتدي على المعتدى عليهم, وتكون النساء ضحايا لجريمة فرعية, اما الان فان هتك العرض تحول لقضية اساسية, وهو الامر الذي سيفتح المجال امام قضايا كثيرة من هذا النوع, وكانت محكمة مجرمي الحرب الدولية في لاهاي قد اصدرت بالامس حكما بالسجن على ثلاثة من صرب البوسنة, حيث ادانت كلا من (دراجوليب) بجريمة الاغتصاب والتعذيب وجاء في حيثيات الحكم بالسجن عليه مدة 28 سنة انه قام بإغتصاب ضحاياه لمعرفته بأنهن مسلمات, وتعمد انتهاك كرامتهن وحقوقهن الانسانية بأساليب وحشية, اما المتهم الثاني رادو ميركوفاك فقد تم ادانته بارتكاب جريمة الاستعباد لاعداد من الفتيات والنساء المسلمات وكذلك الاغتصاب, وحكم عليه بالسجن مدة 20 سنة, في حين صدر حكم بالسجن على المتهم الثالث (زوران فوكوفيتش) مدة 12 سنة لارتكابه جريمة الاغتصاب. كما ان حيثيات الحكم اوضحت ثبوت ارتكاب المذنبين للجرائم بالأدلة القطعية, وذلك اعتمادا على معلومات ذات مصداقية عالية قام بجمعها نواب المدعى العام على مدار اكثر من خمس سنوات, اضافة للاستماع لمئات الشهود في البوسنة وصربيا ومناطق مختلفة بيوغسلافيا السابقة, اضافة الى مثول عدد 16 امرأة امام هيئة المحكمة وادلائهن بشهادتهن, تلك الشهادة التي لعبت دورا كبيرا في اصدار الحكم السابق ذكره, وتكمن اهمية هذه الشهادات لان النساء المسلمات هن ضحايا عمليات اغتصاب, وجاءت اقوالهن موضحة للاعمال البشعة وثبوت اصابتهن بعاهات مستديمة في الاجهزة التناسلية جراء جرائم الاغتصاب, واثبتن بالقول والاجماع ان الضباط وجنود الصرب تعمدوا اهدار كرامتهن, وانهم قاموا في الفترة مابين عامي 92 و 93 بفصل الرجال والاطفال عن النساء في قرية (فوكا) المسلمة, وقاموا بتجميع النساء واغتصابهن فرادى واجبارهن على اعمال قذرة ووحشية منافية للقيم الانسانية, كما ان الضباط لم يكتفوا بذلك بل كانوا يعرضوهن لفصائل اخرى من الجنود وتقديمهن للاغتصاب. لكل هذه الاسباب وغيرها جاءت الاحكام استنادا على: ثبوت جرائم عمليات الاغتصاب المنظمة. * استخدام الاغتصاب كسلاح ضد الجنس البشري. * الاغتصاب عن عمد لمعرفة ان الضحايا مسلمات * القتل والتعذيب وابادة الجنس البشري (لجنس بعينه). * وتجدر الاشارة الى انه اضافة للمعلومات التي جمعها نواب المدعي العام والمفتشين والمحققين في البوسنة ويوغسلافيا فان جميعات حقوق الانسان قامت بدور كبير اشادت به المحكمة, حيث انها وفرت للمحكمة معلومات موثقة عن اغتصاب لا يقل عن 20 الف امرأة مسلمة في مدينة (فوكا) في عملية بحث موسعة اطلقت عليها (عمليات قلب الظلام) التي اثبتت ايضا ان فتيات تراوحت اعمارهن بين الثانية والخامسة عشرة كن ضحايا الاغتصاب. لاهاي ـ سعيد السبكي:

Email