العراق يعلن تعرض منشآت مدنية بالجنوب لغارات جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد العراق ان الطائرات الأمريكية البريطانية شنت الليلة قبل الماضية غارات جديدة استهدفت منشآت مدنية جنوب بغداد, وتعهد بحضور جلسات الحوار المقررة مع الأمم المتحدة الشهر الحالي مستبعداً تأثر الاجتماعات، بالعدوان الأمريكي, في وقت اجتاحت شوارع بغداد مظاهرات تنديد بالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي وصفته الصحافة العراقية بأنه (قزم جديد في البيت الأسود). وتوقعت أن تكون الغارات المسمار الأخير في نعش الحصار, في حين رفع المتظاهرون اعلام فلسطين ولافتات تأييد للانتفاضة, غداة إعلان الرئيس العراقي صدام حسين عن تشكيل 21 فرقة من المتطوعين في جيش القدس تحمل اسم كتائب الأقصى. وقال ناطق عسكري عراقي نقلت تصريحاته وكالة الانباء العراقية ان تشكيلات معادية امريكية وبريطانية ضربت منشآتنا المدنية والخدمية في محافظات بغداد والانباء وواسط مما ادى الى قتل مواطنين اثنين وجرح اكثر من عشرين آخرين. واكد الناطق ان تلك الطائرات نفذت 39 طلعة جوية مسلحة فوق مناطق بمحافظات البصرة وذي قار وميسان والمثنى وواسط والقادسية والنجف وكربلاء وبابل والانبار وبغداد. واكد الناطق ان طائرات امريكية وبريطانية نفذت أمس تسع طلعات جوية مسلحة فوق مناطق بمحافظات البصرة وذي قار وميسان جنوب العراق. وقال الناطق ان مجموع الطلعات الجوية للطائرات الامريكية والبريطانية فوق شمال العراق وجنوبه بات 29586 طلعة جوية مسلحة منذ عملية (ثعلب الصحراء) في ديسمبر 1998. ومنذ ذلك التاريخ , تدور مواجهات شبه يومية بين العراق والطيران الاميركي والبريطاني الذي يتولى مراقبة منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. ولا تعترف بغداد بهاتين المنطقتين اللتين لم يصدر بشأنهما اي قرار دولي. وفي الاجمالي قتل 325 شخصا واصيب حوالي الف في القصف الامريكي والبريطاني منذ ذلك التاريخ وفق حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات رسمية عراقية. على صعيد متصل أكد العراق أن الاجتماع الذى كان مقررا عقده بين مسئولين عراقيين والأمين العام للأمم المتحدة كوفى عنان فى وقت لاحق من الشهر الحالى سيتم فى موعده و لن يتأثر بالغارة الأمريكية البريطانية على العراق أمس. ونقلت شبكة (سي. ان. ان) الاخبارية عن مسئول عراقى قوله انه على الرغم من أن العدوان الذى وقع أمس على العراق يوضح أن الأمم المتحدة لا تملك أى نفوذ تمارسه على الولايات المتحدة و بريطانيا لوقف هذه الغارات فإن العراق سيحضر الاجتماع المقرر مع عنان (وهو الأول من نوعه منذ أكثر من عام) والذى يستهدف كسر دائرة الجمود فى الموقف بالنسبة للعراق. وتعبيراً عن الغضب الشعبي واستنكار الغارات اجتاحت المظاهرات الشارع العراقي ففي بغداد, ذكر مراسل وكالة فرانس برس ان حوالي ثلاثة الاف شخص من الرجال والنساء تجمعوا رغم هطول الامطار امام مقر فرع الحمزة لحزب البعث الحاكم في العراق في منطقة البياع (جنوب بغداد), وهم يرفعون الاعلام العراقية والفلسطينية ويرددون شعارات تندد بالادارة الامريكية. ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد مساندة العراق للانتفاضة الفلسطينية, كتب عليها لبيك يا فلسطين .. لبيك يا قدس .. لبيك يا صدام ونعم نعم للجهاد لا للاستسلام ونعلن ولاءنا المطلق للرئيس القائد صدام حسين لتحرير الارض المقدسة. وهتف المتظاهرون بشعارات تمجد قيادة الرئيس صدام حسين من بينها (يا صدام انت وبس وماكو شوارب تهتز وعلى عناد (رغم انف) بوش .. وياصدام سير سير كلنا جنودك للتحرير). وفي منطقة المنصور, تجمع حوالي خمسة الاف شخص من الرجال والنساء والشباب وهم يهتفون بحياة العراق والرئيس صدام وحسين وينددون بالادارة الامريكية ورئيسها جورج بوش الابن. وشاركت في التظاهرة الفنانة المصرية رغدة التي وصلت الى بغداد في وقت سابق أمس الأول. ورفع المتظاهرون اعلاما عراقية وفلسطينية وصور الرئيس صدام حسين كما رفعوا لافتات تؤكد مواصلة مسيرة الجهاد حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر, وشهدت منطقة الاعظمية شمال بغداد تظاهرات مماثلة. من جهة ثانية جاء في رسالة وجهها الرئيس صدام حسين واذاعها تلفزيون العراق وتضمن أن يكون جيش القدس الذي أمر تشكيله تحت قيادات مدربة ومختارة من أمهر القيادات العراقية ويضم 21 صفرقة من المتطوعين. من جانبها واصلت صحف بغداد هجومها العنيف على بوش كتبت صحيفة (بابل) ان القزم الجديد في البيت الاسود لن يكون قادرا على ان يفعل اكثر من ما فعل اباه وانزوى يجر اذيال الخيبة والخسران, مؤكدة ان القصف الاخير جريمة نكراء جديدة تضاف الى جرائم امريكا والصهيونية العالمية تجاه العراق وشعبه. واختتمت بابل بالقول ان القصف الاخير يشكل مسمارا آخر في نعش الحصار وبداية حساب للخونة من الحكام العرب من قبل شعوبهم. من جهتها, اتهمت صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق الرئيس الامريكي بوش الصغير بسوء قراءة الواقع الملموس والمتغيرات العربية والدولية. واضافت ان العدوان الامريكي الجديد يشكل برهانا على سوء قراءة (من قبل الادارة الامريكية الجديدة) للواقع الملموس وللمتغيرات العربية والدولية وسوء تقديرها للموقف جملة وتفصيلا فكشفت بذلك عن حمقها وتهورها. الوكالات

Email