بغداد تعتبر العدوان الأمريكي تمهيداً لعمليات اسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط دعوات مسئولين بضرب المصالح الامريكية في الدول العربية, ورفض الروتين الامريكي في قتل الشعوب, وتوعد الصحافة بالانتقام, وصف العراق العدوان الامريكي الذي تعرض له امس الاول بانه تمهيد لساحة مناسبة ، للعمليات التي ينوي الكيان الصهيوني القيام بها ضد العرب والفلسطينيين, مؤكدا تصميمه على القتال حتى الانتصار على امريكا. جاء ذلك فى بيان صدر فى اعقاب اجتماع مشترك عقده مجلس قيادة الثورة وقيادة حزب البعث الليلة قبل الماضية برئاسة الرئيس صدام حسين لمناقشة القصف البريطانى الامريكى. واكد البيان (الذى بثه راديو بغداد صباح امس) ان القصف الامريكى البريطانى يؤكد ان امريكا تخطط وتعمل يدا بيد مع الكيان الصهيونى وان الجانبين (هما حالة واحدة فى العدوان والشر). وشدد البيان على ان امريكا واسرائيل لن تحصدا من العدوان الذى تخططان له ضد العراق والعرب وفلسطين (سوى الخيبة والخسران ).. مؤكدا ان العراق (لن يثنيه عدوان او تهديد عن واجبه القومى المقدس وعن التمسك بحق العراقيين كاملا غير منقوص مهما بلغت التضحيات). وأضاف (سنقاتلهم فى البر والبحر ولن تزيدهم عدوانيتهم الا خسارا, وسينتصر الحق والعرب المؤمنون وستعود فلسطين حرة عربىة). إلى ذلك دعا مسئول عراقي امس الدول العربية الى (ضرب المصالح الامريكية والبريطانية) في العالم العربي والامتناع عن استقبال (مجرم الحرب) وزير الخارجية الامريكي كولن باول الذي يفترض ان يقوم الاسبوع المقبل بجولة تشمل عددا من البلدان العربية. وفي تصريح لوكالة (فرانس برس), ندد الامين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي بـ (العدوان الامريكي البريطاني الغاشم الجديد), معتبرا ان (الرد الشعبي العربي ينبغي ان يكون بمستوى التحدى والصلف الامريكي الصهيوني وبمستوى المسئولية التاريخية لدحر المؤامرة واسقاط مراهناتها الشريرة). ودعا حمودي (جماهير الامة العربية وطلائعها المناضلة) الى(تعزيز كل اشكال الغضب العارم وضرب المصالح الامبريالية والبريطانية على امتداد وطننا العربي الكبير). وطالب حمودي العضو البارز في حزب البعث الحاكم في العراق (الحكومات العربية الشقيقة برفض استقبال مجرم الحرب كولن باول, تعبيرا عن الرفض لسياسة العدوان الامريكي). كما دعا الى (التصدي لمبعوث واشنطن اذا حاول تدنيس الارض العربية بتجسيد حقدها على استمرار العدوان الامريكي البريطاني على عراق القائد صدام حسين ومواصلة الحصار الظالم المفروض عليه). وعلى نفس الاتجاه دعا مسئول عراقي امس دول العالم الى رفض (الروتين الامريكي في قتل الشعوب) مؤكدا حق العراق في الدفاع عن نفسه, ومعبرا بذلك عن رفضه التبريرات التي ذكرها المسئولون الامريكيون للغارات الجوية الاخيرة. وقال مدير مكتب العلاقات الخارجية في حزب البعث العربي الاشتراكي حارث الخشالي ان (من حق العراق الدفاع عن سيادته ومقاومة العدوان المتكرر يوميا في الشمال والجنوب). وفي تصريح تساءل الخشالي (هل يمكن ان يشك احد في حق العراق الطبيعي في الدفاع عن نفسه من خلال مقاومة الخروقات التي تقوم بها الطائرات الامريكية والبريطانية يوميا على سيادته وامن شعبه؟). كما تساءل (هل يقبل العالم ان يكون القتل والتدمير والعدوان عملا روتينيا للدول كما قال الرئيس الامريكي بوش يوم امس الاول في المكسيك؟), مؤكدا انه (اذا كان هذا هو منهج امريكا وسياستها مع دول العالم فيجب على العالم ان ينتفض ويقاوم الروتين الامريكي في قتل الشعوب وتدمير ممتلكاتها). وحول جولة وزير الخارجية الامريكي الاسبوع المقبل في المنطقة, قال الخشالي (اتساءل كيف سيستقبل باول في هذه الجولة وهل الناس الذين يعتزم الاجتماع بهم على استعداد الان لاستقباله؟). وعبر هذا العضو البارز في حزب البعث الحاكم في العراق عن اعتقاده بان (باول سيلاقي صعوبة اكبر واكثر مما كان لو لم ترتكب ادارته مثل هذا العدوان الاجرامي الهمجي الغادر على ابناء الشعب العراقي دون اي مبرر او مسوغ). واعتبر الخشالي ان (الهدف الرئيسي من مثل هذه الاعتداءات هو محاولات الادارة الامريكية الحفاظ على مصالحها المتمثلة بالنفط والسيطرة على ثروات المنطقة من خلال العدوان والتهديد وقتل الابرياء). واختتم الخشالي بالقول ان (الادارة الامريكية الجديدة التي تعتبر خلفا للادارة التي شنت العدوان (حرب الخليج) عام 1991 ولادارة كلينتون المجرمة, تتصرف وكأنها صحت من نوم دام عشر سنوات وتريد ان تعيد منهجية العدوان دون ان تعير الاهتمام للتطورات التي حصلت خلال السنوات العشر الماضية). واكد ان (المشكلة ليست في العراق لان العالم اصبح يتفهم الموقف العراقي وحقه في مقاومة العدوان وانما المشكلة تنحصر في الجانب الامريكي الذي يريد ان يحصل على كل شئ من خلال العدوان والقتل والتدمير). إلى ذلك توعدت الصحافة العراقية بالانتقام وتلقين (الادارة الامريكية ـ الصهيونية) درسا. وكتبت صحيفة (القادسية) الناطقة باسم القوات المسلحة العراقية ان (الجريمة الجديدة لن تمر دون عقاب حاسم رادع للمعتدين الامريكيين البغاة وتلقين الادارة الامريكية ـ الصهيونية الجديدة القديمة دروسا جديدة في الصمود والجهاد وردع العدوان وكسر ظهر المعتدين). واضافت الصحيفة في افتتاحيتها ان العراق (عازم على تلقين ابن الافعى المجرم جورج بوش درسا لن ينساه, وهو يسفر عن حقده الدفين على العراق وقيادتنا التاريخية الفذة). من جهة اخرى, كتبت صحيفة (بابل) التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي ان الغارات التي شنتها طائرات امريكية وبريطانية امس تشكل (عملية لتطويع الحكام العرب على وجه التحديد لمرحلة اقسى بالنسبة لفلسطين اولا والعراق ثانيا). واضافت ان (اهداف العدوان هي ايضا فتح الطريق والمجال (للاسرائيليين) للاقدام على عمل معاد في الايام المقبلة ضد احد الاقطار العربية المحيطة بأرض فلسطين سواء في الجولان او الجنوب اللبناني). ورأت الصحيفة ان الولايات المتحدة ارتكبت (هذا العدوان) بسبب (دعم العراق للاشقاء الفلسطينيين, وفتح صفحة جديدة لالهاء الشارع العربي). واختتمت الصحيفة بالقول ان (واشنطن ارادت بعدوانها الجديد هذا ان تقدم عملا تمهيديا يتيح لها في مرحلة لاحقة خاصة عندما لا تجد ردا مقنعا لها من قبل الانظمة العربية المتشرذمة والمتناطحة فيما بينها وغير المتفقة لكي تضمن عدم خروج القمة العربية المقبلة في عمان بموقف حاسم ازاء القضايا العربية). الوكالات

Email