مليون ونصف المليون معاق في اليمن ، السلاح ونقص اليود وزواج الأقارب وراء الظاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مصيبة ارتفاع عدد المعاقين, احدى المصائب التي تحاصر اليمن, مصيبة شائكة و (عويصة) تكشف عن مشاكل عديدة منها الصحية والاجتماعية والنفسية وتكشف ايضا عن كارثة السلاح الناري في البلاد, مصيبة لا تعترف بها اسر المعاقات الاناث, خوفا من هروب فرسان الزواج, واسر لا تعرف كيف تجيب, تكتفي بالقول: (هكذا ولدوا) او (لا نعرف), يقول الاخصائيون ان زواج الاقارب سبب رئيسي للاعاقة, مصيبة جعلت اليمن بلد المليون ونصف المليون معاق. الفقر وسوء التغذية يشهد اليمن تزايدا ملحوظا في عدد المعاقين, فقد ارتفع العدد من 78.461 من السكان عام 94 الى 1.5 مليون معاق عام 2000 اي قرابة 13% من اجمالي عدد السكان, واذا كانت هذه الارقام تقريبية وصادرة من جهات رسمية وشبه رسمية يبقى باب الاحتمالات مفتوحا اما زيادة او نقصان هذه الارقام, فهناك تعريفات شائعة بين اوساط السكان حول الاعاقة. في الوقت نفسه هناك تعريفات غامضة وغير دقيقة للاعاقة الامر الذي عقد اي حصر دقيق للمعاقين في اليمن, كما ان العديد من الاسر تتجنب الاعتراف او الاقرار بأفرادها المعاقين ويعود السبب الى العادات الاجتماعية, وتحدد منظمة الصحة العالمية السقف العالمي لانتشار الاعاقة في الدول النامية بحوالي 7 الى 10 % من اجمالي السكان الامر الذي يجعل عدد المعاقين في اليمن قبل اربعة اعوام بين 1.1 الى 1.6 مليون معاق. وبالعودة الى التعداد السكاني عام 94 فقد كشف عن انخفاض عدد الاناث بين الاطفال المعاقين في مختلف الاعمار, حيث شكلن 38% فقط من اجمالي من هم دون الخامسة عشرة, وبالمثل في دراسة اجريت في عام 1997 في مناطق هجدة, المقاهر, رماده في محافظة تعز بينت ان عدد الاناث بين الاطفال المعاقين قد انخفض حيث شكلن 39 % من اجمالي المعاقين ممن هم دون الثامنة عشرة وعزت الدراسة هذا الانخفاض الى قلة الشمول في تعداد الاناث, والسبب هو قلة او عدم رغبة اسر المعوقات في تسجيلهن او حتى ذكرهن او التعاون مع المسوحات الوطنية, وتعزف الاسر اكثر عن الافصاح عن اعاقات البنات العقلية وغيرها خوفا من عدم اقبال الشباب على الزواج منهن. واظهر التعداد ايضا ان احتمال العيش مع الاعاقة في المناطق الريفية والنائية يرتفع قليلا عما هو في المناطق الحضرية, وتؤكد الدراسة الخاصة بتحليل حالة الاطفال والنساء في اليمن عام 98م التي اعدتها الحكومة اليمنية بالتعاون مع (اليونيسيف) والبنك الدولي ومنظمة (رادا بادنن) السويدية, انه لا غرابة فيما اظهره التعداد في ضوء الانتشار الاكثر للفقر وفرص الرعاية الصحية الاقل ومعدلات المرض وسوء التغذية الاعلى التي تعم الريف اليمني, وتضيف ان الصم والبكم هم اكثر الفئات شيوعا ويشكلان مجتمعين 32% من اجمالي اعاقات الاطفال المسجلة في التعداد يتبعها الشلل 17% ثم العقلية 14% ومع ان تسجيل نوع الاعاقة لم يكن دقيقا, فقد شكلت الانواع الاخرى وما لم يصرح بها 25% من نفس الاجمالي ولا توجد فئات للإعاقات المتعددة او الصرع او ضعف النظر, او شلل الدماغ, واحتساب الصم والبكم كفئتين منفصلتين ربما ادى الى تكرار عدهما وحصرهما. اليود والاسلحة النارية وتظل المعلومات عن الاسباب المباشرة وغير المباشرة لاعاقات الاطفال في اليمن محددة, وحسب التعداد, فان اسر المعاقين عزت معظم الاعاقات الى حقيقة (ولدوا هكذا) اي (بتلك الحال) وبخلاف ذلك فان الاسر اما ان تقول (لا نعرف) سبب الاعاقة, او ان لها اسبابا اخرى غير الحوادث او الامراض, او العمل او الكوارث الطبيعية, وفي الدراسة التي اجريت في المناطق الثلاث بمحافظة تعز عام 97 وغطت عينة من 12.600 شخصا خرجت بمؤشرات عن علاقة قوية بين زواج الاقارب والاعاقة, ووجدت ان نسبة زواج الاقارب تبلغ 50% من امهات اطفال معاقين مقارنة بنسبة 30% فقط بين جميع الامهات في العينة. ويتميز اليمن حسب الدراسة الخاصة (بتحليل حالة الاطفال والنساء في اليمن) بعدد من العوامل الاخرى المرتبطة بالصحة ولها علاقة باعاقات الطفولة, فنسبة حدوث نقص وزن المواليد المصحوب بأنواع مختلفة من هذه الاعاقات يقدر بحوالي 19% ويعتبر هذا من اعلى النسب في العالم, و 85% من الولادات في اليمن تتم دون حضور مشرف مؤهل مما يزيد من خطر التعسر والحوادث الاخرى المرتبطة بالولادة مثل الاختناق الذي يمكن ان يسبب اعاقات مستديمة, ويظل معدل الخصوبة العام مرتفعا للغاية والفارق بين الولادات قصير جدا مما يزيد من الاخطار امام الاطفال والامهات معا, وكذلك اضطرابات نقص (اليود) وهي سبب رئيسي للتخلف العقلي يؤثر على ثلث اطفال البلاد عموما و 90% في المرتفعات الوسطى اضافة الى سهولة الوصول الى الاسلحة النارية على نطاق واسع في اليمن.

Email