حابس المجالي رفض لقاء أسيره شارون بعد السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المؤرخ العسكري الاردني بكر خازر المجالي انه بصدد اعداد كتاب يتضمن قصة منسية في تاريخ ارييل شارون الذي اثار قلق العرب بعد انتخابه رئيسا لوزراء اسرائيل, وتتعلق بأسره علي يد الجيش الاردني عندما كان ضابطا صغيرا في الجيش الاسرائيلي. واكد بكر خازر في مقابلة مع فرانس برس ان الكتاب يركز على المشاركة الاردنية في الحروب العربية الاسرائيلية وسيصدر قريبا عن دار نشر خاصة ويضيف انه يعتمد في كتابه على ثلاثة مصادر هي الاشخاص الذين شاركوا في الحروب العربية الاسرائيلية والوثائق الرسمية بالاضافة الى الدراسات والابحاث التي نشرت. وقال ان شارون وقع في الاسر في 25 مايو 1948 بعد عشرة ايام من اعلان قيام دولة اسرائيل في 15 من الشهر نفسه, بعد ان جرح في معركة عرفت باسم (باب الواد) بين الجيش الاسرائيلي والقوات الاردنية على مشارف القدس, ثم اطلق سراحه بعد عدة اشهر في اطار تبادل للاسرى العرب واليهود. وجرت المعركة في بدايات حرب 1948 اثر تلقي الجيوش العربية معلومات عن عزم القوات اليهودية التقدم من المناطق المطلة على البحر المتوسط الى القدس الغربية حيث كان السكان اليهود واقعين تحت الحصار العربي, كما يقول المؤرخ. ويضيف على اثر ذلك تلقت الكتيبة الاردنية الرابعة بقيادة وكيل القائد (المقدم) حابس المجالي الامر بالتقدم نحو منطقة باب الواد ودير اللطرون الاستراتيجية, على بعد 28 كم من القدس, لوقف الزحف اليهودي. واندلعت بين الكتيبة الاسرائيلية (الكسندروني) والكتيبة الاردنية الرابعة معركة في 25 مايو 1948 استمرت 15 ساعة انتهت بانتصار باهر للكتيبة الاردنية الرابعة بقيادة حابس المجالي ووقوع ستة عسكريين اسرائيليين في الاسر, حسب المؤرخ. وقام المقدم المجالي بتسجيل اسماء الاسرى ومن بينهم (الملازم ارييل شارون الذي جرح), وكان الاسرى المصابون يتلقون العلاج الاولي من قبل الكتيبة نفسها قبل ارسالهم لقيادات اللواء في الخطوط الخلفية, وفقا لبكر خازر المجالي. واكد خازر انه من الثابت تاريخيا ان الجيش الاردني اعتاد خلال الحرب ان يطلق سراح الاسرى الذين كانت جروحهم بليغة وبالتالي كان بقاء شارون في الاسر يعنى ان جراحه (لم تكن خطيرة). ونقل شارون مع باقي الاسرى من قبل القيادة الخلفية الى معسكر للجيش الاردني شرق مدينة المفرق (شمال الاردن), وبقي هناك عدة اشهر وافرج عنه في اطار عمليات متتالية لتبادل للاسرى العرب واليهود كان اخرها في 19 فبراير ,1949 حسب المصدر نفسه. وبعد توقيع معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية في اكتوبر ,1994 تلقى حابس المجالي الذي اصبح برتبة مشير طلبا من شارون (للقاء القائد الذي أسره), الا انه رفض مثلما رفض دعوة رسمية اردنية لحضور مراسم توقيع معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية في وادي عربة نظرا لمعارضته لها,حسب ابو بكر خازر. وحتى الان, فان حابس المجالي (91 عاما) عضو مجلس الأعيان يرفض بصورة قطعية الحديث الى وسائل الاعلام ويبرر ذلك بقوله (لست ممن يتحدثون عن اعمالهم ولكن اعمالي هي التي تتحدث عني). وينقل المؤرخ الاردني عنه قوله عن رفضه لقاء شارون (بعد كل هذا التاريخ, لا يمكن ابدا ان ألوث يدي بيد اليهود الذين حاربتهم). وينقل عنه ايضا انه قال مؤخرا عن شارون: (شارون هذا مثل الدب الاحمر أسرته وعالجته والآن يصبح بطلا) في اسرائيل. ا.ف.ب.

Email