وثائق اسرائيلية تؤكد المجازر وتهجير الفلسطينيين, بيلين توصل في طابا لحل لغوي لقضية اللاجئين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف تقرير لصحيفة (هآرتس) العبرية امس عن وثائق تؤكد اعتراف قادة دولة الاحتلال الاوائل بالمجازر التي ارتكبوها ضد الفلسطينيين واجبارهم على الهجرة عن ديارهم, وقال ان وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين توصل خلال مفاوضاته مع وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث الى حل لغوي لقضية اللاجئين. استهلت (هآرتس) تقريرها بالقول: (تفخر حكومة باراك بالشجاعة التي ابدتها في المفاوضات مع الفلسطينيين والتي (قلبت فيها كل حجر) ووافقت على المساس بأكثر النقاط ايلاما, في محاولتها تحقيق اتفاق دائم ينهي النزاع, غير ان الحكومة المنصرفة كانت اقل شجاعة في النظر الى الداخل, على تاريخ النزاع, وخلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين فقبل عدة اشهر, كادت تكشف بروتوكولات ووثائق سرية من العام 1948 المحفوظة في خزينة الدولة وارشيف الجيش الاسرائيلي وتعرض التوثيق الرسمي لاعمال الطرد والذبح التي نفذها الجيش الاسرائيلي بحق العرب في حرب الاستقلال, فالوزير يوسي بيلين رئيس اللجنة الوزارية الخاصة لمنع نشر المواد التوثيقية, كاد يصادق على الكشف, ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة, تحت ضغط مسئول خزينة الدولة, البروفيسور افيتار بريزل, والاجهزة الامنية التي طالبت باستمرار التعتيم). وادعى معارضو الكشف بأن فتح ملفات حرب الاستقلال من (شأنها ان تمس بالعلاقات الخارجية للدولة) وشرحوا ان اسرائيل تخوض مفاوضات مع الفلسطينيين تبحث فيها مسألة اللاجئين, وكل معلومة مرتبطة باللاجئين من شأنها ان تنزع من سياقها وتستغل ضد اسرائيل, وعليه, فقد طالبوا باستمرار منع النشر لخمس سنوات اخرى, فاقتنع بيلين بأن اللحظة غير ملائمة للكشف وقرر الابقاء على الملفات الحساسة بعيدة عن علم الجمهور لسنة ـ سنتين اخريين. وكان الطلب بفتح الوثائق تقدم به الباحث البروفيسور بيني موريس, واضع كتاب (منشأ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين) ومعظم الوثائق التي طلبها, مثل محاضر جلسات الحكومة, كان سمح بنشرها من قبل, ولكن مقاطع منها بقيت ممنوعة على النشر, والمعلومات المحظورة تتناول بالاساس الاعتداءات على الفلسطينيين وبتصريحات رئيس الوزراء الاول لدولة الاحتلال دفيد بن جوريون ومن بين الوثائق التي طالب موريس بنشرها هي: * محضر جلسة الحكومة بتاريخ 16 يونيو 1948 والتي تقرر فيها عمليا عدم السماح للاجئين بالعودة الى منازلهم, وقد اهتم موريس مثلا بأقوال بن جوريون عن احتلال يافا, والاقوال التي صدرت عن رئيس الوزراء حول الحاجة الى اقتلاع سكان اللد والرملة, قبل شهر من ان يحتل الجيش الاسرائيلي المدينتين ويطرد سكانهما. * تقرير المستشار القانوي الاول للحكومة الاسرائيلية يعقوب شمشون شبيرا, عن المذابح التي نفذتها وحدات الجيش الاسرائيلي في شهري اكتوبر ونوفمبر عام 1948. * وثائق وحدات الجيش الاسرائيلي والتقرير عن التحقيقات الداخلية عن اعمال الذبح والطرد. وقرأ بيلين الملفات القديمة وانفعل, وجد انها تلقى اضواء ايجابية على بن جوريون ورفاقه في الحكومة الاولى (ففي ذروة المعارك, في دولة وليدة لشعب محاصر اجتاز الكارثة ويخوض حرب وجود, طرح الوزراء اسئلة حادة على اعمال الطرد والذبح, وطالبوا بالعمل لمنعها في المستقبل, واعتقد بيلين ان اعمال المس بالعرب معروفة, ولكن ليس الحساسية التي ابداها مؤسسو الدولة لحقوق الانسان ولازمة الفلسطينيين). وفي محادثات طابا الاخيرة, روى بيلين لنبيل شعث, الذي كان نظيره في لجنة اللاجئين عن (الموقف الانساني) لحكومة بن جوريون والذي اكتشفه في المحاضر القديمة, وكرس الرجلان ساعات طويلة للبحث التاريخي حول خلق مشكلة اللاجئين, فهل بدأت بخروج العرب من منازلهم, كما تقول الرواية الفلسطينية ام من اللحظة التي رفضت فيها قيادتهم قرار التقسيم للامم المتحدة واختارت الشروع في حرب ضد اليهود, كما تدعي اسرائيل, بل ان بيلين اطلع شعث على منشور (الهجانا) الذي دعا سكان حيفا العرب الى عدم مغادرة المدينة, وفي ختام المباحثات اجمل الرجلان صيغة مشتركة وطويلة, يعرض فيها كل طرف روايته وبيلين على قناعة انه في طابا وجد الحل اللغوي لمسألة المسئولية التاريخية وحق العودة ولكن الحكومة التي هو عضو فيها انهت ولايتها دون ان يتحقق الاتفاق, بل انها لم تتمكن حتى من نشر التوثيق التاريخي ايضا. القدس ــ (البيان):

Email