واحد يرفض نصيحة لتسليم ميجاواتي السلطة (مؤقتا)

ت + ت - الحجم الطبيعي

رفض الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن واحد الواقع تحت ضغوط الشارع والبرلمان لتقديم استقالته, نصيحة مستشاريه بنقل السلطة إلى نائبته ذات الشعبية الكبيرة, كحل وسط لتجنب محاكمته, يحفظ له موقع الرئاسة، مع ايقاف التنفيذ أو كرئيس (غير نشط) حسب الصفقة, فيما بدأ واحد زيارة لجاوا للمشاركة في تدشين موسم حصاد الارز. وتعد نصيحة المجلس الاستشاري الاعلى آخر حلقة في سلسلة المحاولات للضغط على واحد الذي وجه له البرلمان مذكرة توبيخ في الاول من فبراير الجاري والذي يواجه معركة بهدف عزله ربما تستمر خمسة أشهر. وقد أوصى المستشارون, ومن بينهم وزراء حكوميون وسياسيون ومسئولون عسكريون سابقون, في تقرير سري بأن يتنازل واحد عن السيطرة على الحكومة إلى نائبته ميجاواتي سوكارنوبوتري أو يعلن نفسه (غير نشط) أثناء مواجهته مزاعم الفساد, على أن يبقى الرئيس الرسمي للبلاد. وذكر بعض المشرعين والمحللين السياسيين ان مثل هذه الخطوة من شأنها نزع فتيل الازمة السياسية التي اندلعت إثر توجيه البرلمان الانذار لواحد, والذي أدى إلى شل حركة الحكومة. وقد نظم عشرات الالاف من أنصار واحد مظاهرات عنيفة في جزيرة جاوه الشرقية, المعقل السياسي للرئيس, في أعقاب توجيه مذكرة التوبيخ بحقه, وقاموا بحرق مكاتب الاحزاب المعارضة. وذكر بعض أعضاء البرلمان أنهم قد يستخدمون العنف الذي وقع للالتفاف على الدستور ومحاكمة واحد بهدف عزله على الفور, إلا أن التأييد الذي كانت تحظى به هذه الخطوة انهار الاسبوع الماضي. وقد أنكر واحد ارتكاب أية مخالفات, وزعم أن حلفاء الدكتاتور السابق سوهارتو يقفون وراء إجراءات محاكمته بغرض الاطاحة بحكومته التي انتخبت بطريقة ديمقراطية. يشار إلى أن كتلة قوات الدفاع الاندونيسية في البرلمان صوت لصالح توجيه مذكرة التوبيخ لواحد, في حين ذكر القادة العسكريون بأنهم سيواصلون تأييدهم للحكومة المنتخبة بطريقة شرعية, وليس واحد على وجه الخصوص. وقال يحيى أن واحد, الذي يبلغ من العمر 60 عاما وأصيب بالعمى بعد جلطات دماغية تعرض لها في السابق, كان متفائلا امس, وأنه توجه إلى جاوه الغربية في زيارة رسمية, للمشاركة في تدشين موسم حصاد الارز. وصرح أريفين بانيجورو, زعيم فصيل حزب النضال الديمقراطي الذي تتزعمه ميجاواتي, بأنه يشك في أن واحد سيوافق على التنازل عن السلطة, وأن إجراءات المحاكمة سوف تستمر. إلا ان تقارير مؤكدة أشارت إلى أن واحد سوف يجتمع مع ميجاواتي, ورئيس البرلمان أكبر تانجونج ورئيس مجلس الشعب الاستشاري أمين رايس وخصومه البارزين, لمناقشة سبل التوصل إلى حل وسط على ما يبدو, بعد ان قال المتحدث الرئاسي سيمي ستالون ان واحد رأى ان النصيحة قائمة على معلومات خاطئة تفترض تخلي الجيش عن الرئيس. يشار إلى أن الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس لا يشغل سوى 10 في المئة من مقاعد البرلمان البالغ عددها 500 مقعد, الامر الذي لا يعطيه ورقة ضغط قوية. وقد واجه واحد فور انتخابه عام 1999 مشكلات اقتصادية مستمرة, وحركات انفصالية متنامية في الاقاليم النائية, واتهامات بسوء الادارة. وقد تجمدت الاصلاحات السياسية التي اشترطتها القوى الدولية, واستمرت حالة عدم الالتزام بالقانون سائدة في البلاد, مما أدى إلى نفاد صبر الشعب. ومن الواضح أن الصفوة السياسية في إندونيسيا تحاول استغلال الادلة الظرفية على تورط واحد في الفساد كأداة لعزله بسبب إدارته المهزوزة ورفضه الخضوع لمطالبهم. وبدأ واحد زيارة لجاوا امس حيث استقبل بمظاهرات تأييد واسعة, للمشاركة في موسم حصاد الارز وترافقه ابنته زنوبة. د.ب.ا

Email