(لص البنوك) يورّط المستشار السابق لشيراك

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الفريد سيرفين المتهم الرئيسي في فضيحة الفساد والشاهد على قضية وزير الخارجية الفرنسي السابق رولان دوما وعشيقته تطبيق تكتيكه لترويع المسئولين الكبار, بتسريب إشارات عن أدوارهم مكتفياً بالابتسام وإظهار القابلية للتعاون مع القضاء دون البوح بأي شيء مهم, لحين استئناف محاكمته مع دوما وعشيقته في 12 مارس المقبل, وقطعت ألمانيا الطريق أمام انتقال فضائح الفساد اليها, وطوت ملف فساد المستشار السابق هيلموت كول بعد موافقته على دفع غرامة تقدر بنحو 154 ألف دولار. فقد نشرت صحيفة (لوباريزيان) الفرنسية صورة فوتوغرافية لأجندة الهاتف الخاصة بسيرفين مدوناً بها أسماء 200 مسئول فرنسي, بالتزامن مع مثوله أمام القاضية صوفي بورتيه. وجاء ضمن أجندة الهاتف الخاصة بسيرفين أسماء وزير الداخلية السابق شارل باسكوا, وكبير المستشارين السابق للرئيس الفرنسي جاك شيراك, وقيادات في الأمن والمخابرات وقيادات حزبية ورؤساء نقابات. ويجيء تسريب أجندة الهاتف الخاصة بسيرفين الرجل الثاني في شركة الف اكيتين النفطية العملاقة, ليثبت انه بدأ فعلاً ينفذ تهديداته قبل تسلم فرنسا له من فرانكفورت بعد اعتقاله. كان سيرفين الذي بدأ حياته لصاً للبنوك قد هدد بأنه لن يحاكم وحده, ولن يدخل زنزانة انفرادية, وان لديه خزانة مليئة بالأسرار والوثائق تدين أكثر من مئة مسئول ورجل أعمال فرنسي. وأمرت صوفي بورتيه أيضا بحبس سيرفين (74 سنة) وذلك لمنعه من التحادث مع سائر المدعى عليهم ولان ليس ثمة ما يضمن عدم هروبه مرة أخرى. ويحاكم دوما وحبيبته السابقة كريستين دوفييه-جونكور وسيرفين وأربعة آخرون بتهمة استغلال المال العام للمنفعة الشخصية استنادا إلى واقعة تتمثل في تقاضي كريستين مبلغ 64 مليون فرنك فرنسي (9.3 ملايين دولار بالسعر الحالي) ما بين سنتي 1989 و1993 من شركة إلف أكيتين للبترول التي كانت حينذاك مملوكة للدولة. ودوما متهم بالاستفادة من هذا المبلغ المملوك كله للدولة في شكل نقود وشقة فاخرة وهدايا باهظة الثمن. واتهم أيضا بأنه سعى إلى إيجاد وظيفة شكلية في الشركة لصديقته كريستين من خلال سيرفين. وكان سيرفين في ذلك الوقت الساعد الايمن لاحد المتهمين في القضية وهو لوي كلو فلوك ــ بريجانت المدير السابق لشركة إلف أكيتين الذي يحاكم في إطار هذه القضية, كما كان مديرا للفرع السويسري للشركة إلف أكيتين أنترناسيونال. وسيرفين متهم بأنه دفع من مال شركة إلف أكيتين مليارات الفرنكات بما يعادل نحو 400 مليون دولار إلى مسئولين سياسيين وأجانب مقابل تسهيل أعمال الشركة. وقد وجدت المفكرة في حوزة سيرفين حين تم القبض عليه ولكن أصل المفكرة اختفى بعد ذلك. وبمجرد وصول سيرفين تم اقتياده إلى مقر المحكمة في باريس حيث استجوبه ثلاثة قضاة لمدة ست ساعات بشأن عدد من المسائل يتعلق بشركة إلف أكيتين. وصرحت وزيرة العدل الفرنسية ماريليز لوبرانشو بمحطة اذاعة أوروبا-1 الأربعاء بأن سيرفين (كان مبتسما ومتعاونا ولكنه لم يقل أشياء هامة كثيرة). وعلى صلة بفضائح سيرفين في ألمانيا قالت الشركة القانونية التي تتولى الدفاع عن كول ومقرها اسن في بيان ان كول وافق على عرض قدمه مدعون في بون يتم بمقتضاه اغلاق تحقيق جنائي بدأ منذ 13 شهرا مقابل دفع غرامة قيمتها 300 الف مارك (142 الف دولار). وتابعت الشركة ان كول (70 عاما) بطل الوحدة الالمانية كان قد المح في اكتوبر تشرين الاول الماضي الى انه قد يوافق على مثل هذه الخطوة (لتجنب عملية قانونية طويلة تكون عبئا ثقيلا عليه وعلى اسرته). وجمع المستشار السابق العام الماضي حوالي ثمانية ملايين مارك للمساعدة في تغطية غرامات منفصلة فرضها البرلمان على حزبه منها حوالي 700 الف مارك من جيبه الخاص. من جانبهم رأى المعارضون لكول ان الاتفاق يمثل اعترافا بالمخالفات وطالبوه بالكشف عن اسماء المتبرعين الذي اخفى هوياتهم. ورفض متحدث باسم كول التعليق على تقرير تنشره صحيفة (برلينر تسايتونج) بأن كول سيستمر في مقاومة الضغوط لاجباره على الكشف عن هذه الاسماء.الوكالات

Email