السلطة ترفض مجدداً العودة إلى الصفر في المفاوضات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت القيادة الفلسطينية حكومة ارييل شارون المرتقبة الى استئناف المفاوضات من حيث توقفت وعلى أساس القرارات الدولية 242 و338 و194 وطالبت بمشاركة عربية ودولية في هذه المفاوضات فيما تبدأ قريباً حملة دبلوماسية لرفع الحصار الخانق المضروب حول الشعب الفلسطيني. واكدت القيادة الفلسطينية التي عقدت اجتماعا في غزة برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحضره اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية (تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي). ودعت في بيان صدر بعد الاجتماع (الحكومة الاسرائيلية الجديدة الى استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من النقطة التي وصلت اليها) في طابا بمصر مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود باراك الذي خسر انتخابات رئاسة الحكومة امام زعيم حزب الليكود ارييل شارون. كما اكدت القيادة الفلسطينية في بيانها على (ضرورة استئناف المفاوضات على اساس مبدأ الارض مقابل السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية 242 و338 و194 الخاص بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين) الى ديارهم. واوضحت في هذا المجال ان (المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية قطعت شوطا بعيدا في انجاز مفاوضات الوضع النهائي معتبرة ان (ضيق الوقت لظروف خارجة عن إرادة الطرف الفلسطيني والعربي والأمريكي والدولي واقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية قد فرض وقف هذه المفاوضات في طابا على أن تستأنف بعد الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة). واعتبر البيان ان (التغيير السياسي في اسرائيل مسألة اسرائيلية داخلية يقررها الشعب الاسرائيلي وبالتالي فان وصول (حزب الليكود) اليميني برئاسة (ارييل) شارون إلى رئاسة الوزارة هو قضية اسرائيلية تهم الإسرائيليين وحدهم). واوضحت القيادة ان (الأمن والسلام مبدآن متلازمان وان السلام وحده يوفر الأمن للاسرائيليين والفلسطينيين وليس القوة العسكرية والأسلحة المحرمة دوليا والحصار المضروب على الشعب الفلسطيني). وشددت القيادة الفلسطينية على (ضرورة المشاركة العربية والدولية الكاملة في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية) معتبرة ان (المشاركة العربية والدولية الكاملة والفاعلة في السنوات الثماني الماضية كان لها الفضل الأكبر في التوصل إلى الاتفاقات المتعددة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي). وطالبت (كل المجموعات الدولية للتحرك لرفع الحصار ووقف العدوان العسكري على الشعب الفلسطيني وتأمين حماية دولية لشعبنا الفلسطيني وإلى تشكيل آلية دولية للمشاركة في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ورعايتها). وبعد ان توجهت الى الادارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس جورج بوش الابن وإلى الأشقاء والاصدقاء والامم المتحدة, شددت على ان المسئولية الدولية تجاه السلام والأمن والاستقرار في هذه المنطقة تتطلب مشاركة دولية فاعلة وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مشيرة الى ان اقامة السلام العادل على المسارين السوري واللبناني يضمن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. من جهته قال وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه ان هناك محاولات للعودة الى النقطة التي بدأنا منها مع حكومة نتانياهو والغاء ما تم من مفاوضات وجهود خلال السنة والنصف سنة الماضية وهذا غير ممكن القبول به وهو أمر سيقود المفاوضات إلى التعطيل وإلى طريق مسدود. ورداً على سؤال حول امكانية دراسة شرط شارون لوقف الانتفاضة للبدء في المفاوضات؟ قال عبدربه الواقع ان الانتفاضة هي رد فعل شعبي على السياسة الاسرائيلية ولا يستطيع شارون أن يتحدث عن هذا الموضوع في الوقت الذي يدعو فيه الى استمرار الاستيطان ومصادرة الاراضي والحصار والاغلاق والعقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف هناك أمور يمكن التعامل معها بايجابية وواقعية إذا كان هناك موقف ايجابي يبادر اليه شارون وحكومته مثل ايقاف كل الاتهامات والأساليب والسياسات التي قادت الى اندلاع الانتفاضة, وتابع اما ان تستمر اسرائيل في انتهاكاتها ثم يطالبون الشعب الفلسطيني بالتوقف عن الدفاع عن نفسه ضد تلك الانتهاكات فهذا أمر لا يمكن أن يقبل به احد, وأشار الى اننا مع الأمن للاسرائيليين ولكن ليس للاحتلال وممارساته وجرائمه وانتهاكاته على الأرض. واعتبر عبدربه ان حركة شارون وممثليه للدول العربية والعالمية قريباً أمر لا يقلقنا لاننا لسنا في سباق معه أو مع غيره ونحن نأمل أن يقول للدول العربية المعنية وبالذات مصر والأردن والدول الأوروبية ان يقول لهم بالضبط ماذا يريد وما برنامجه وما هي رؤيته لعملية السلام؟ وأضاف عبدربه هذا أمر مفيد للغاية لانه سيوضح هل شارون يريد إكمال المسيرة التي بدأناها أم يريد تعطيل هذه المسيرة, وقال أنا لا اعتقد ان الدول التي ذكرتها ستقبل منه مجرد الحديث العام والضبابي حول السلام أو ان تقبل منه الحديث عن القدس الموحدة العاصمة الأبدية وعن اطماعه الاستيطانية والتوسعية.

Email