الرئيس الاندونيسي يقيل وزيرا طالبه بالاستقاله

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتزع الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن واحد زمام المبادرة في نزاعه مع خصومه المطالبين باستقالته, وأقال وزير العدل اكثرهم اصرارا على استقالة الرئيس, في وقت زادت حدة الاستقطاب السياسي في الشارع الاندونيسي, ونظم انصار واحد اضخم واكبر مظاهرة تأييد للرئيس ونددوا بخصومه واحتشد اكثر من خمسين الفا امام مقر البرلمان المحلي في جاوة ثاني اكبر المدن, واحرقوا ونهبوا محتويات مقر حزب جولكار الحاكم ايام سوهارتو, فيما تظاهر مئات الطلاب امام القصر الرئاسي في جاكرتا مطالبين واحد بالاستقالة. وأقال الرئيس الاندونيسي وزير العدل يوسريل ايهزا ماهندرا الذي لم يتوقف من الاسبوع الماضي عن دعوة الرئيس إلى الاستقالة. وبرز واحد شغف الوزير بكثرة التصريحات عندما صرح هو نفسه للصحفيين بنبأ اقالته. ونقل ماهندرا عن واحد قوله (تم استبدالك. والسبب انك تتكلم كثيرا خارج (مجلس الوزراء الحكومة)). وماهندرا من المطالبين بان يواجه واحد تحقيقا قضائيا في فضيحتين. واطلقت قوات الامن الاندونيسية اعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع لتفريق احتجاجات غاضبة نظمها اكثر من خمسين الفا من انصار الرئيس عبد الرحمن واحد. وجاءت الاحتجاجات وهي الاكبر منذ ان اصبح واحد اول رئيس اندونيسي ينتخب بطريقة ديمقراطية قبل 15 شهرا بينما يواجه الرئيس ضغوطا متزايدة للتنحي عن منصبه. لكن الجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير منحه نوعا من الفسحة السياسية بانضمامه الى وسطاء رئيسيين اخرين في رفض دعوات تطالب بعقد جلسات استماع مبكرة في البرلمان الاندونيسي لعزل واحد. واعلن الجنرال اجوس ويجويو ان الجيش يتمسك بالولاء للرئيس. وقال شهود ان الشرطة اطلقت اعيرة تحذيرية والغازات المسيلة للدموع على الاف من انصار واحد حاولوا اقتحام مقر محلي لحزب جولكار الحاكم السابق في سورابايا ثاني اكبر مدينة في اندونيسيا وعاصمة اقليم جاوة الشرقية. وقال الشهود ان احد المحتجين اصيب بطلق ناري في رقبته. ووردت تقارير عن اصابتين اخريين في الاحتجاجات. واقتحمت الحشود التي تفوقت عدديا على الشرطة وهي تهتف منددة بحزب جولكار (اداة النظام الجديد) مكاتب الحزب ونهبوا معدات ثم اشعلوا النار في المباني بعد ان انسحبت الشرطة لاحقا. ويشير النظام الجديد الى حكم الدكتاتور سوهارتو الذي ارغم على ترك منصبه في عام 1998 بينما انزلقت الدولة نحو انهيار اجتماعي واقتصادي. وحزب جولكار هو حزبه. وانضم حزب جولكار هذا الاسبوع الى غالبية الاحزاب المؤيدة لتحرك البرلمان لمساءلة واحد حول دوره في فضيحتين ماليتين في خطوة قد تؤدي الى عزله. وقالت الشرطة ان انصار واحد اشعلوا النار ايضا في مقر حزب جولكار في بلدة بروبولينجو القريبة. وهتف احد المحتجين في سورابايا مطالبا بقتل كل من امين ريس رئيس مجلس الشيوخ واكبر تانديونج رئيس مجلس النواب وكلاهما حليف سابق لواحد لكن ينظر اليهما الان باعتبارهما من خصومه. ويقود تانديونج الان حزب جولكا. وكتب على احدى اليافطات (نحن مستعدون للدفاع عن غوس دور (لقب الرئيس وحيد) حتى اخر نقطة من دمنا). ورفع بعض المتظاهرين السواطير والسلاح الابيض كما افاد احد مراسلي فرانس برس. وفي يوجياكارتا تظاهر الاف الاشخاص ايضا دعما لوحيد بحسب وسائل الاعلام. وينتمي معظم المتظاهرين الى (نهضة العلماء) التي تعتبر اكبر منظمة شعبية مسلمة تؤكد انها تعد 40 مليون عضو ورأسها وحيد طيلة 15 عاما قبل انتخابه رئيسا للدولة في اكتوبر 1999. الوكالات

Email