حرب الخليج القذرة ــ النظيفة (9) ، تأليف: كريستين عبدالكريم دولان ، عرض ومناقشة: د. محمد مخلوف

ت + ت - الحجم الطبيعي

كوكتيل غامض من اللقاحات حصد القوات الحليفة في الخليج ، واشنطن تعترف بالتخطيط لخوض حربين مهمتين في وقت واحد بلا حلفاء في مقابلته التي اجراها يوم 30 اغسطس مع صحيفة (لوفيجارو) الباريسية, قال وزير الدفاع الفرنسي الآن ريشار: (ان جنودنا لم يخضعوا لتوليفة من اللقاحات لم يجر التأكد منها تماماً). وقال الدكتور روفور رئيس الاطباء ورئيس قسم المعلومات والعلاقات العامة في الجيش الفرنسي في تقرير له بعنوان (المصالح الصحية في الشرق الاوسط) نشره في صحيفة التأمين العام للعاملين العسكريين لشهر مارس 1991 جاء فيه: (بالاضافة الى الاخطار الطبية الملازمة للحروب الحديثة من حروق وصدمات مختلفة مرتبطة بقوة الاسلحة الجديدة وآثار امتصاص الاكسجين من الجو والخثرات العصبية الجراحية كان من الضروري ان يؤخذ بالاعتبار بعض العوامل الخاصة, ان الوسط المحيط والمناخ يستلزمان دراسة اللقاحات الملائمة والنصائح المناسبة من اجل التصدي لدرجات الحرارة العالية). الكوكتيل الغامض ان الجنود الفرنسيين الذين تم ارسالهم الى الخليج تلقوا عدداً من الحقن قبل سفرهم, لقاحات ضد التهاب السحايا وضد الملاريا والتهاب الكبد (ب) والكوليرا والعفونة (التيفوئيد) والكزاز والدفتيريا والشلل و(الجريب) بالاضافة الى لقاحات اخرى تظهر في سجلات دفاترهم الصحية انه (كوكتيل) اعتيادي في اطار مهمة خارجية, حسب رأي السلطات العسكرية. بالمقابل وكما كانت الحال ايضاً بالنسبة لزملائهم الامريكيين تم تلقيح الجنود الفرنسيين ايضاً في الميدان بلقاحات لم يكونوا يعرفون طبيعتها وتدل شهادات عديدة الى أن عمليات التلقيح في الخليج كانت تتم في صفوف الواحد بعد الآخر ويروي (مايك كريش) المحارب القديم في الخليج: (ان الـ 700 شخص الذين كانوا يعملون على حاملة الطائرات ومجموع الوحدات القتالية على الخمسين سفينة تم تلقيحهم دفعة واحدة, كان يجري الوقوف في صفوف حيث تلقى كل عنصر ستة لقاحات وذلك دون ان يقول احد اي شيء عن طبيعتها) هذا ما قاله (كريش) الجندي الاحتياطي في البحرية الامريكية اثناء لقاء تلفزيوني مع قناة (بي.بي.سي) البريطانية بتاريخ 28 اكتوبر 1998. وقال (روبيرلاك) العسكري السابق في الدراسة الحادية عشرة للمدرعات في الجيش البريطاني: (جاء طبيب وممرضات كي يقوموا بتلقيح جميع عناصر الورشة, واكتفوا بالقول بأن اللقاح ضد مرض الجمرة كنا قد تلقينا لقاحاً ضد هذا المرض فسألت عن سبب تلقينا للمرة الثانية فأجاب الطبيب (هذا لقاح مكمل انه لقاح عسكري وهو افضل لكم) ولم يعرف (روبير لاك) ابداً ما هي اللقاحات التي تلقاها ومن جهة اخرى كانت الطبيبة الامريكية (يولاندا هويت فوج) قد واجهت حكماً بالسجن لمدة 30 شهراً لانها رفضت ان تحقن الجنود في الخليج بمنتوجات غير مسجلة رسمياً. ومنذ فترة قريبة فقط حامت شكوك حول اللقاح ضد مرض الجمرة واللقاح ضد الذيفان (مرض عصيات) اللذين تم حقن الجنود بهما اثناء حرب الخليج وذلك ربما انهى اصل بعض الاعراض المرضية لدى المحاربين القدماء, هذا ما اشارت اليه النتائج الاولى لدراسات جرت في الولايات المتحدة الامريكية وفي السويد من قبل مختبرات جامعية, والجمرة مرض يتم نقله للانسان عبر الخراف والابقار اما الذيفان فإنه ينتج عن تخمرات في الارض ويصادف في اللحوم وفي الخضراوات كما يتم استخدامه في الاسلحة البيولوجية المتطورة في بلدان عديدة. وقد قام الجيش الامريكي ــ هل كان الوحيد؟ ــ بتلقيح 001500 عسكري ضد الجمرة و8000 ضد الذيفان (مرض عصيات) ويدل التقرير الرئاسي على ان هؤلاء الجنود قد تلقوا حقنة (على الاقل) كما يشير الى ان التقارير الطبية حول هذا الموضوع (غير ملائمة بالكامل). وكانت ادارة الغذاء والدواء الامريكية قد سجلت رسمياً اللقاح في عام 1970, وهذه الادارة هي مؤسسة امريكية مكلفة بالرقابة وباعطاء الاذن بتسويق المنتوجات الزراعية والصيدلانية في الاسواق لكن منذ عام 1967 اعطيت 00200 حقنة لقاح لـ (اولئك المعرضين للاصابة) من العاملين في المختبرات والاطباء البيطريين والعاملين في الصناعات الصوفية كما (شجعت) ادارة الاغذية والادوية المصالح الصحية ومنتجي هذا اللقاح كي يبلغوا عن حالات ردود الفعل الخطيرة على اللقاحات المسجلة رسمياً لكن هذه الادارة لم تتلق ابداً اية معلومات من هذا النوع فيما يخص اللقاح ضد مرض الجمرة. خلل جهاز المناعة في عام 1994 قامت الباحثة في البيولوجيا النووية (باميلا ازا) في مخبرها الصغير بعملية بحث سمحت لها ان تقدم للمرة الاولى النظرية القائلة بأن احد اسباب الاعراض المرضية العديدة لدى قدامى المحاربين في الخليج قد يكمن في خلل عمل جهاز المناعة هذا الخلل الذي يعود الى تلقي بعض عقاقير المناعة نفسها وتتمثل هذه العقاقير في عنصر اضافي تجريبي ربما تم ادخاله في تركيب لقاح ما من اجل تسريع فاعلية المناعة وقامت هذه البروفيسورة عام 1994 بالاتصال بالعقيد (ديرتزبوج) المسئول عن المكتب العلمي للدفاع في البنتاجون كانت تعتقد انها حسناً فعلت لكن العقيد ارسلها الى مختبرها مع اكبر قدر من الازدراء. وفي 1995 كانت (باميلا ازا) تشاهد بثاً تلفزيونياً حول اعراض حرب الخليج, وسمعت شهادة العقيد (هربرت سميث) لقد انشد انتباهها واستيقظ ايضاً فضولها امام الحالة غير الطبيعية التي مثلتها يدي العقيد سميث فما كان منها الا ان اتصلت به هاتفياً, والتقت معه, وشرعت بعملية بحث انطلاقاً من حالته لقد طلبت عينات من اللقاح من وزارة الدفاع, لكنها جوبهت بالرفض واكتشفت ان (سميث) يعاني من خلل في جهاز المناعة وقد استخدمت شبكة (الانترنت) كي تشرح نظريتها, وشدت في الحال انتباه قدامى المحاربين والاطباء الذين لم يعرفوا كيف يشرحون حالة مرضاهم ويعالجونهم, واشار لها الدكتور (شارل جاكسون) من المستشفى التابع لوزارة قدماء المحاربين بأن ما يقارب ربع مرضاه من قدماء الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج يعانون من مشكلات في جهاز المناعة قامت (باميلا ازا) عندها بالبحث عن اللقاح الذي ربما يكون في اصل هذه الاضطرابات المناعية وكيفية عمله واكتشفت انه قد تم في عام 1991 ادخال عنصر اضافي بصفة تجريبية في ثلاثة لقاحات كان قد تم اختبارها على الحيوانات والبشر دون اذن ادارة الاغذية والادوية هذا العنصر هو الـ (سكوالين) وهو عصارة يفرزها كبد سمك القرش وتم استخدامها في (كبسولات) تباع في الولايات المتحدة الامريكية من اجل تقوية جهاز المناعة وفي صناعة بعض مواد التجميل وقد بدا هذا العنصر غير مثير مع ذلك دلت تجارب اجريت خلال سنوات السبعينيات على الفئران بأن حقن الـ (سكوالين) يثير التهاب المفاصل ومرض اطلقت عليه تسمية: (التهاب النخاع الشوكي التجريبي) لذلك منعت ادارة الاغذية والادوية آنذاك السماح بادخال الـ (سكوالين) في اللقاحات. وفي الوقت الذي كانت (باميلا ازا) تتابع بحوثها على الرغم من الهجمات المتكررة التي اطلقها ضدها العاملون في الحقل العلمي بالبنتاجون والقيادة العسكرية نشرت مجلة (امنسايت أوف ذانيوز) وهي ملحق بصحيفة (واشنطن تايم) مقالاً كشفت فيه ان خبراء من وزارة الدفاع الامريكية يعملون سراً على نظرية ترمي الى تأكيد فعالية هذا العنصر اي الـ (سكوالين) وبأنه دون خطر وبالموازاة مع ذلك وفي (حملة مضادة لصالح اللقاح) قام مركز (والتر ريد) الطبي العسكري و(المعهد القومي للصحة) المختص في علاج امراض (الهربز) والملاريا ونقص المناعة المكتسبة (الايدز) بتجريب الـ (سكوالين) ومركز (والتر ريد) الطبي العسكري هو المنتج الرسمي الوحيد لــ (سكوالين), وكان قد اجرى اختبارات سرية للقاحات مضادة لـ (الايدز) في تايوان لعدة سنوات, وبعد ان نشرت المجلة تحقيقها, زعمت وزارة الدفاع الامريكية ومركز والتر ريد علمهما بهذا العنصر ونفيا خلال عامين انهما كانا وراء لقاحات تجريبية على الجنود اثناء حرب الخليج. لكن بالمقابل رفضا فتح ارشيفهما حول هذا الموضوع ونسقا حملة واسعة لصالح اللقاح. اكتشافات فريق تولان في عام 1995 وبينما كانت (باميلا ازا) تتقدم ببطء حصل باحثون من جامعة جونز هوبكنز, في بالتيمور بالولايات المتحدة على عينات من دم مرضى من قدامى المحاربين, كان احد المسئولين العلميين في مركز والتر ريد قد طلب منهم ان يقوموا باكبر قدر من السرية ببحث متقدم حول مرض مناعي ذاتي وعلى فيروس خاص. طلب الباحثون ان يتعاون معهم الدكتور (روير. ف. جاري) الاخصائي المشهور بالفيروسات والذي كان يعمل في قسم علم المناعة والبيولوجيات الجرثومية في المدرسة الطبية التابعة لجامعة تولان في اورليان الجديدة, لقد جرى البحث وتم تجميد العينات. وفي عام 1997, وبعد ان نشرت (باميلا ازا) اولى النتائج التي توصلت اليها, اخرج الدكتور اجري الانابيب من الثلاجة وقارنها مع العينات الجديدة المأخوذة من محاربين قدماء مرضى من قبل زميلته. لقد اكتشف الاثنان وجود عنصر الـ (سكوالين) ونشرا في 23 سبتمبر 1999 النتيجة التي توصلا اليها وجاء في البيان الاول الموقع من (باميلا ازا) و(يان كاو) و(روبير. ف. جاري) بأن اعراض حرب الخليج هو مرض يعود لعدة منظومات اصاب العديد من المحاربين القدماء في الخليج. ان الظاهرة المرضية الخلوية لهذه الاعراض لم يتم تحديد هويتها بدقة. لقد حاولنا ان نحدد ما اذا كان وجود مضادات السكوالين مرتبطا بوجود علامات الاعراض. ثم قام الفريق بدراسة على مجموعة مؤلفة من اشخاص كان قد جرى تلقيحهم في افق المشاركة بالعمليات في الخليج. ومن محاربين قدماء في الخليج في الجيش وممن تبرعوا بدمهم ومن اشخاص يحملون في جسدهم اجهزة ترميم مصنوعة من السليكون ومن مرضى يعانون من حالة تعب مزمنة. واظهر البحث ان وجود مضادات السكوالين موجودة لدى 95% من مرضى حرب الخليج و 100% ممن تم تلقيحهم للمشاركة في العمليات الحربية بالخليج, لكنهم لم يذهبوا الى المنطقة وانما يعانون من نفس الاعراض التي يعاني منها الذين شاركوا في الحرب. بالمقابل لم يتم الكشف عن وجود هذه المضادات لدى المحاربين القدامى في الخليج والذين لا تظهر عليهم اعراض حرب الخليج او لدى المرضى الذين يعانون من مرض مناعي, ذاتي او لدى الاشخاص سليمي الصحة. فما هو اذن القاسم المشترك بين المحاربين القدامى في الخليج والعسكريين الذين بقوا في الولايات المتحدة؟ تساءل الباحثون اجابوا: (لقد شمّروا جميعا عن اذرعهم كي يتلقوا اللقاح). وفي يونيو 2000 نشر فريق من الباحثين السويديين في المجلة الامريكية لعلم الامراض نتائج الاعمال التي قام بها حول الاثار الجانبية لــ (سكوالين) على الفئران, وقد شارك في هذا البحث وحدة امراض المفاصل ـ روماتيزم. التابعة لمعهد (كارولينسكا) في ستوكهولم وقسم العلوم الطبيعة في المستشفى الجامعي باومبسالا وقسم البيولوجيا الطبيعة التابع للفرقة النووية والبيولوجية والكيميائية التابعة لمركز ابحاث الجيش في اوميا. وكانت نتائج هذه الدراسة التي اكدتها وزارة الدفاع السويدية واضحة. وقد جاء فيها: (ان السكوالين الذي يشير الى زيادة الكولسترول ينشط جهاز المناعة بصورة غير نوعية وقد قدمنا البرهان على ان حقنة واحدة تحت الجلد من هذا العنصر يمكن ان تثير في بعض الحالات التهابات مفصلية مزمنة وترقق العظام والغضاريف وتؤدي الى آلام مفصلية عامة (...) وهذا يطرح اسئلة جديدة حول دور الجزيئات الداخلية بالعلاقة مع الصفات الخاصة للعنصر المضاف الى الامراض الالتهابية المزمنة. وتدل جمعية قدماء المحاربين وعائلات المحاربين القدماء البريطانيين, بأنه يتم استخدام السكوالين في ايطاليا بصفة تجريبية في لقاحات ضد (الجريب) يتم حقنها لطاعنين في السن. وبما ان التهاب المفاصل يظهر مع العمر فإن آثار هذا العنصر لم يتم التمكن من كشفها. عناد البنتاجون اثر هذه النتائج, نفت وزارة الدفاع الامريكية في البداية وجود السكوالين في مخابر الجيش, ثم صرحت فيما بعد بأنه لم يتم استخدام السكوالين ابدا, ثم انه جرى استخدامه بعد الحرب, ثم قبلت بأنه قد جرى تصنيعه قبل الحرب ولكنه لم يتم استخدامه ابدا. وفي النهاية اكدت بأنه قد تم استخدامه فيما وراء البحار لاجراء تجارب خلال عدة سنوات من دون اية معلومات دقيقة. في الوقت نفسه قررت التشريع في عملية تلقيح الـ 2.4 مليون جندي من العاملين. وقد اشارت مجلة البنتاجون عام 1997 الى ان (الادارة العسكرية يعتريها قلق شديد من جراء انتشار الاسلحة البيولوجية وبشأن قدرتها على الدفاع عن القوات الامريكية في الخارج والمواطنين الامريكيين داخل البلاد, هذا هو الرأي الذي عبرت عنه السلطات العسكرية العليا في البرنامج الاستراتيجي لعام (2010) الذي يتبنى مفهوم عمليات يسمى (الحماية في كل الاتجاهات) مما يبرر الاستخدام الفعال للتلقيح (كأحد الوسائل العديدة لوقاية العسكريين الامريكيين). وفي مايو 1998 ايد وزير الدفاع الامريكي آنذاك, وليام كوهين, برنامج اللقاحات العسكرية لاعضاء الحرس المدني وجيش الاحتياط. وفي حوالي منتصف شهر اكتوبر كان هناك حوالي 290000 عسكري قد تم تلقيحهم مرتين بالوقت نفسه نشرت جمعية عائلية قريبة من الجيش وداعمة لــ (البرامج العسكرية الرامية الى ضمان قدرة القوات المسلحة على التدخل في جميع الظروف وفي اية لحظة مقالا مهما انتقدت فيه بشدة حملة التلقيح ضد الجمرة وقد قدم بعض العسكريين شهاداتهم في هذا المقال حيث اكد الكاتب جوناثان ريشتر انه بعد تلقية اثنتين من الحقنات الست اصيب بمرض يشابه مرض الجمرة وقرر الاستقالة قبل ان يتلقى سلسلة اخرى من الحقنات. وأكدت السيدة ميشيلا بييل الكابتن الطيار في القوات الجوية الامريكية بقاعدة دوفر بأن اللقاح اثار لديها ردود فعل عنيفة عندما كانت تقوم بالطيران لغاية انسانية. وقد تم منعها من الطيران لمدة عام كامل. لقد سادت الفكرة لدى العسكريين بأن اللقاح يطرح مشكلات جدية, وانطلقت حملة لرفضه. وسرت في الجيش موجة استقالات للتهرب منه. بل وحضر الكونجرس قرارا بدعوة وزارة الدفاع الى تعليق عمليات التلقيح (الى ان يصبح اللقاح آمنا وبعد ان تتم دراسة آثاره الجانبية جديا على الانسان) هذا مع التذكير بأنه لم يتم تجريبه سوى على الشواذ لكن هذا القرار ــ القانون لم يتم الاقتراع عليه. تحقيق الكونجرس دفع موقف وزارة الدفاع الامريكية نائباً جمهورياً الى الطلب من مكتب تحريات الكونجرس في اغسطس 1997 القيام بتحقيق حول ادراج عنصر السكوالين بصورة غير شرعية في اللقاحات وخاصة ضد مرض الجمرة. وفي مايو 1999 قدم المكتب تقريره الاول الذي يحمل عنوان: (امراض حرب الخليج) الاسئلة حول وجود المضادات للسكوالين في دم المحاربين القدماء في الخليج, وامكانية الاجابات عليها). وطلب مكتب تحريات الكونجرس في هذا التقرير من وزارة الدفاع (التحرك فوراً لتعميق الابحاث التي تم الشروع بها) وتحديد كميات وجود مضادات السكوالين لدى مجموعة كبيرة من قدامى المحاربين في الخليج من اجل تقدير صلاحية النتائج. وفي 25 اكتوبر 1999 نشر المكتب تقريرا آخر تحت عنوان: الوقاية الطبية: وزارة الدفاع تواجه تحديات جديدة في تطبيق برامجها لتأمين المناعة ضد مرض الجمرة وشجب هذا التقرير الطرق المتبعة من قبل وزارة الدفاع من اجل تحديد عدد الجنود الذين ظهرت عليهم اعراض جانبية خطيرة وأكد ايضا بأن عدد الجنود المرضى يفوق بـ 70 ضعفا الارقام التي قدمتها وزارة الدفاع. ان النقاش حول التلقيح ضد مرض الجمرة يتجاوز اليوم الاطار الطبي والعلمي. وقد مارس مجلس الامن القومي (احد البنى الدستورية الاكثر اهمية في الولايات المتحدة الامريكية) مساومات حقيقية على القوى الحلفية ولا يزال يمارس مثل هذه المساومات وقد جاء في احد تقاريره: (الولايات المتحدة شريك كبير في عمليات التدخل. مع ذلك لا تمتلك اية دولة حليفة للامريكيين برنامجا اجباريا للتلقيح ضد مرض الجمرة, وإذا لم يتم تلقيح الجنود قبل عمليات التدخل فإن الموتى سيكونون عديدين على أرض المعركة. واذا كان الحلفاء وشركاء التحالف ليسوا ملقحين, فإن الخطط العسكرية الامريكية لن تعتمد عليهم. بالتالي ينبغي ان يمتلك الجيش الامريكي خططا للتحرك من طرف واحد. وبالتالي تتحمل الولايات المتحدة مسئوليات كبيرة اذ عليها ان تمتلك ما يكفي من القوات للقتال وحدها في حربين مهمتين في وقت واحد. وتجدر الاشارة الى ان تقرير مكتب تحريات الكونجرس قد اكد بأن وزارة الدفاع الامريكية قد بدأت تجاربها للتوصل الى لقاح ضد الملاريا منذ عام 1988. وكان هذا اللقاح يحتوي على عنصر السكوالين. ولم يكن اللقاح سوى مصدر خطر الى جانب مصادر اخرى مثل (الاقراص المضادة للغازات الحربية).

Email