مثقفون وسياسيون يطالبون باصلاح سياسي شامل في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مثقفون وممثلون لتيارات سياسية مختلفة على ضرورة البدء في إصلاح سياسي ودستوري شامل في مصر والبحث عن صيغ مختلفة لتقوية الأحزاب السياسية الحالية وفتح الباب أم أحزاب جديدة لتجديد دماء الحياة السياسية المصرية. جاء ذلك في ندوة (مستقبل الديمقراطية في مصر بعد انتخابات 2000) في إطار الموسم الثقافي لصالون احسان عبد القدوس والتي عقدت ليل أمس الاول بمقر نقابة الصحفيين. قال الدكتور حسام بدراوي عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني أنه يرى تيارا جادا داخل الحزب الوطني يسعى للتغيير الإيجابي داخل الحزب مشيرا إلى أنه يرى ضرورة تأييد هذا التيار ومساندة في سعيه للتغيير داخل الحزب الحاكم. وأكد بدراوي رفضه لقيام حزب على أساس ديني محذرا من أن ذلك يقود مصر لطائفية لا يمكن التحكم فيها, وقال ان التخوف الكبير من جماعة الاخوان المسلمين هو أنه في حالة وصولهم للسلطة لن يتم تداول للسلطة مرة أخرى في مصر. أما الدكتور عصام العريان الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء وأحد القيادات البارزة بجماعة الاخوان فقد رأى أن مستقبل الديمقراطية في مصر اصبح صعبا بعد الاحداث الاخيرة التي شهدتها الانتخابات المصرية محذرا أنه إذا كان كل اصلاح سياسي في مصر سوف يتم عن طريق القضاء فإن مستقبل الديمقراطية في مصر لن يكون مشرقا أبدا. وطالب العريان باستكمال الاصلاح الانتخابي وتشكيل قوة ضغط حقيقية على الحكومة لاستكمال ذلك الاصلاح. وقال العريان ان جماعة الاخوان لا تطلب حزبا سياسيا لها هي فقط وإنما أن يكون لكل قوة سياسية حزبها مؤكدا أن برامج جماعة الاخوان ليس فيها أي تمييز ضد أي طائفة داخل المجتمع. وأضاف أن الاخوان حالة مستعصية سواء محليا أو عربيا أو اقليميا وأن الحالة الإسلامية في حاجة إلى قرار شجاع بالاعتراف بها وبوجودها مشيرا إلى ان الاخوان يطلبون حزبا سياسيا مدنيا مفتوحا لكل الناس ومؤكدا أن الدول الغربية ترفض قيام أي ديمقراطية في الدول العربية خوفا على إسرائيل من وصول الإسلاميين للحكم في هذه الدول وخاصة دول الطوق منها. ورأى الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي أن مساحة السياسة انكمشت في الانتخابات الأخيرة, وكان هناك أنماط في التصويت اللاسياسي القائم على التكتلات العائلية والقروية وأيضا الخدمات بما يعبر عن وصول السياسة في المجتمع المصري إلى محنة حقيقية. وأكد عبد المجيد أن الحزب الوطني الحاكم الآن لا توجد فيه أي سياسة وأن هناك حاجة لأحزاب جديدة لتحريك الركود السياسي الحالي في الحياة المصرية. كما اتفق الكاتب الصحفي صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة مع أن الانتخابات الأخيرة ليست سياسية وليست لها أي صفة حزبية, وقال ان مصر تحتاج لاصلاح سياسي ودستوري جذري وأن يتم إحياء الدعوة لتحويل مصر إلي جمهورية برلمانية وإحياء لجنة الاصلاح السياسي والدستوري مشيرا إلى ان الاحزاب السياسية جميعها لا توجد لديها رؤية ديمقراطية صحيحة وانتقد عيسى عدم وجود موقف واضح لدى التيار الإسلامي نحو الديمقراطية مطالبا باجتهاد حقيقي يثبت فيه هذا التيار أنه يقبل بالديمقراطية قبولا حقيقيا. وأكد حمدين صباحي عضو مجلس نقابة الصحفيين وعضو مجلس الشعب ان الأحزاب لا تعكس القوى الشعبية الموجودة في مصر مؤكدا رفضه قيام حزب ديني ومطالبا بمراجعة القيود الداخلية والديمقراطية داخل هذه الأحزاب نفسها.

Email