تقرير اخباري ، العراقيون يستقبلون رمضان مع بوادر انفراج اقتصادي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستقبل ملايين العراقيين اليوم اول ايام شهر رمضان المبارك وهم يعيشون مرحلة انفراج ملموس من وطأة الحصار الذي اثر على مجرى معيشتهم لاكثر من عقد من الزمن. ولاول مرة منذ فرض الحصار منتصف عام 1990 تخرج الصحف العراقية وهي تتحدث عن انخفاض في اسعار المواد الغذائية بالاسواق بعد ان كانت وعلى مدى عشر سنوات تتنافس في الحديث عن القفزات الجنونية الكبيرة بالاسعار وخاصة ما يتعلق منها بالاغذية. واجمع الاختصاصيون الاقتصاديون في تصريحات نشرتها الصحف العراقية امس على ان قرار القيادة العراقية في التخلي عن التعامل بالدولار واستبداله باليورو يقف في مقدمة الاسباب التي اسهمت في تحسن سعر الدينار العراقي خلال الايام الماضية. وبعكس السنوات الماضية فان الاسواق العراقية تعج الان بجميع المواد الغذائية المحلية والمستوردة وكذلك المعدات والاجهزة المنزلية الامر الذي يتيح للمواطن حسب قدراته الاقتصادية الحصول على ما يحتاجه منها رغم ان اسعارها مرتفعة قياسا بالدخل الشهري. ويبلغ معدل الدخل الشهري للفرد العراقي من العاملين في المؤسسات الرسمية منذ فرض الحصار حتى الان بحدود 5 الى 7 آلاف دينار. وان الدولة تمنح حوافز ومكافآت ومخصصات لدعم الدخل للموظفين. ويلاحظ في سوق الشورجة اكبر الاسواق بوسط بغداد ظهور ملامح حركة اقبال بارزة على شراء المواد الغذائية التي لها علاقة بتقاليد الوجبات التي تقدم خلال شهر الصيام. واكدت صحيفة (الاتحاد) الاسبوعية في عددها امس (ان ظاهرة انخفاض الاسعار في الاسواق هي نتيجة مباشرة لتحسن قيمة الدينار العراقي ازاء الدولار الامريكي خلال الاسابيع الماضية). ونشرت صحيفة الاتحاد التي تصدر عن اتحاد الصناعات العراقي جدولا لمفردات المواد الغذائية اظهرت فروقا بارزة في تدني اسعار المواد الغذائية بين الشهر الماضي وهذا الشهر. كما سيساهم قرار الرئيس العراقي صدام حسين بصرف زيادة في كميات الاغذية ضمن البطاقة التموينية لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك على جميع افراد الشعب العراقي في تحسن وفرة المواد الغذائية. والى جانب استقرار سعر الدينار العراقي فان حالة الانفراج في تواصل تدفق الطائرات المدنية على بغداد وتصاعد التحرك السياسي تمهيدا لبدء الحوار مع الامم المتحدة بشأن مستقبل الحصار اسهمت هي الاخرى في تحسن واستقرار الوضع الاقتصادى داخل العراق. كما عكست التقارير غير المؤكدة حتى الان عن استئناف تدفق النفط الخام عبر الانبوب العراقي السوري حالة من الارتياح بين اوساط الشارع العراقي عن قرب نهاية القطيعة السياسية بين العراق وسوريا قريبا. وعزت استاذة الاقتصاد هناء عبد الحسين حميد سبب تحسن قيمة الدينار العراقي في الاونة الاخيرة الى (الاحداث السياسية والاقتصادية المتعلقة برفع الحصار الاقتصادى والمحاولات التي تجري حاليا لكسر الحصار كان لها التأثير الواضح على المضاربين في الاسواق النقدية). وبلغ سعر الورقة الخضراء (الدولار الامريكي) ظهر امس في مكاتب الصيرفة المنتشرة في العاصمة بغداد 1575 دينارا بعد ان كان سعره يوم امس الاول 1558 دينارا. أ.ف.ب

Email