طائرتان مصرية وليبية (تزفان) المهدي إلى الخرطوم غداً ، ثلاثة آلاف حافلة لجلب أنصاره وإغلاق شوارع لمرور موكبه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحط في تمام الساعة الثالثة بعد ظهر غد الخميس بمطار الخرطوم طائرتان ليبية ومصرية تحملان زعيم حزب الأمة السوداني رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي وعددا من معاونيه ابرزهم نصرالدين الهادي المهدي، ود. عبدالرحمن الأمين ود. أحمد عقيل وحسن يوسف حسن اضافة لآخرين ومجموعة من الاعلاميين ومراسلي الصحف. وفور وصول المهدي لمطار الخرطوم ينطلق موكبه بشارع افريقيا مرورا بشارع البلدية فالموردة حتى ميدان الخليفة بأم درمان حيث يقام احتفال ضخم يتوقع ان يشهده مئات الآلاف من مناصري المهدي الذين تم اعدادهم وجهزت وسائل ترحيلهم من مختلف ولايات السودان. ووفقا لمعلومات تحصلت عليها (البيان) فإن عددا من شوارع الخرطوم وأم درمان سيتم اغلاقها منذ الثالثة ظهرا حتى تتمكن مواكب استقباله من المرور بسلام. ورصدت (البيان) صباح أمس تحركات نشطة وسط اعضاء حزب الأمة من والى المركز العام للحزب وتم تجهيز ما لا يقل عن ثلاثة آلاف (باص) لنقل مناصري المهدي من الولايات الى الخرطوم. وسيقوم المهدي بمخاطبة مناصريه بميدان الخليفة الذي تم اعداده ليشهد اول ندوة جماهيرية مفتوحة يخاطبها زعيم حزب الأمة منذ مجيء الحكومة الحالية في الثلاثين من يونيو 1989. في هذه الأثناء, أبدت الأحزاب والقوى السياسية ترحيبا فاترا بعودة زعيم حزب الأمة. وتأكد لـ (البيان) خلافا للتقارير التي نشرت ان القوى السياسية بما في ذلك الحزب الذي يتزعمه صهره د. الترابي قد ترك أمر استقبال المهدي لتقديرات وظروف اعضائه الشخصية ولن يتم ترتيبها على المستوى الحزبي. وأبدى الحزب الاتحادي الديمقراطي بالداخل حليف المهدي السابق ونده التقليدي موقفا أكثر تشددا عندما ذهب احد قياداته النافذين الى القول ان المهدي في انتظاره الكثير من الأسئلة الصعبة المطالب بالرد عليها بشكل مقنع. فيما اعتبر الحزب الشيوعي السوداني الأمر تقديرا خاصا بالمهدي. وقال احد قياداته: اتمنى ألا تكون عودته لإبرام تحالف ثنائي مع الحكومة. وفي أروقة حزب الأمة أشار نجل المهدي (الصديق) الذي تحدث لـ (البيان) الى ان قوات جيش الأمة لن تصل الى الخرطوم لاستقبال المهدي. وقال انها ستبقى بالفاو شرق السودان لحين صدور قرار بشأنها من قيادة الحزب. وعلمت (البيان) ان مبارك الفاضل مسئول العلاقات الخارجية في حزب الأمة ربما وصل البلاد اليوم مستبقا عودة المهدي حتى يكون في استقباله, فيما تأجلت عودة د. عمر نور الدائم نائب رئيس الحزب الذي يستشفى حاليا بالعاصمة البريطانية لندن بعد الهجوم عليه من قبل بعض منسوبي جيش الأمة مؤخرا في منزله بالخرطوم بعد ان تردد انه سيعود والمهدي على متن طائرة واحدة. من ناحيته, قال المحامي الناشط في المعارضة الداخلية علي محمود حسنين القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي ان الأصل في العمل السياسي هو الوجود في الداخل ونأمل ان تكون عودة المهدي دعما حقيقيا للمعارضة السودانية بالداخل. ومضى حسنين ليقول في حديثه لـ (البيان): المهدي خرج لاعتبارات خاصة به لم يناقش فيها الحزب الاتحادي ولا تجمع المعارضة وكذلك عودته الآن امر خاص لن نناقشه فيه, ولكننا نرى ان النظام لا يزال في مربعه الأول وان الانتفاح الموجود الآن أمر ظاهري فقط, فما زالت الحكومة تمتلك (ترسانة) من القوانين القمعية التي تبيح الاعتقال التحفظي لمعارضيها بالزمن الذي ترغب فيه, وما زالت الحكومة تتمترس خلف اجهزة قمعية تحركها كيف شاءت لمنع النشاط السياسي الحزبي. الحكومة ما زالت تنازل المعارضة في كل موقع وهي الآن تصر على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لفرض واقع جديد على المعارضة وتتفاوض معه بما يخدم سياساتها وأهدافها لا لمصالح البلاد العليا. ويزيد حسنين قائلا: كل هذا نعلمه ويعلمه المهدي, أعتقد وحده ــ المهدي ــ يمتلك حزبا سياسيا وجماهيريا قاعدته بقية الشعب السوداني رافضة للحكومة وهي ترى كما نرى ان هذه الحكومة لا يمكن محاصرتها الا بمنبر معارض واحد ومتحد هو التجمع الوطني المعارض ونتمنى ان تكون عودة المهدي بداية لعودة حزب الامة لتجمع المعارضة وألا تكون ارتماء في حضن الحكومة لأن الاتفاقات الثنائية لن تحل المشكلة السودانية وانما ستزيدها تعقيدا. وأشار حسنين الى ان استقبال المهدي سيكون امرا فرديا. وبذات العبارة, الأصل في العمل السياسي الوجود بالداخل, بدأت القيادية البارزة في الحزب الشيوعي السوداني د. سعاد ابراهيم احمد حديثها لـ (البيان) ومضت تقول: ان عودة المهدي شأن خاص بحزب الامة والقرار فيها متروك له وحده وعودة رجل في قامة المهدي لابد ان تجعلنا نرحب به في وطنه ونتمنى ان تكون عودته مساهمة في الخروج بالسودان من الازمة التي يعاني منها الوطن ونتمنى ان تستأنف جهود حزب الأمة في بقية اهل السودان لأن حزب الامة ذا الوزن والتاريخ لابد ألا يعزل نفسه عن اهله ونحن نرى ان جماهير حزب الأمة تواقة للديمقراطية والحرية, ولهذا نرجو ان تكون عودة المهدي مصحوبة بفتح صفحة جديدة لتحقيق سودان جديد وألا تكون عودة المهدي لاتفاق ثنائي مع الحكومة. أما حزب الترابي فقد ابدت قياداته ترحيبا بعودة المهدي غير انها قالت ان استقباله متروك لتقدير الاعضاء وظروفهم ويتوقع ان يصدر الحزب بيانا للترحيب بالمهدي. وأكدت مصادر (البيان) داخل الحزب ان د. الترابي لن يكون ضمن مستقبلي المهدي بالمطار, غير انها أكدت انه سيقوم على زيارته في بيته في وقت لاحق لم تحدده. من ناحية ثانية, تحصلت (البيان) على نص الرسالة التي بعث بها المهدي أمس للفريق عمر البشير رئيس الجمهورية التي دعاه فيها الى العمل سويا من اجل جمع الشمل وتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي المنشود, وذيّلها بعبارة أخوك الصادق المهدي. فيما يلي نصها: أخي العزيز: سلام الله عليك ورحمته وبركاته في ظرف تحكم فيه الرأي الواحد النافي للآخر القاهر له فكان ما كان. والآن لا سيما بعد (نداء الوطن) تحول الأمر في بلادنا من الاستئصال والاستئصال المضاد الى الحوار الوطني الذي يمكن ان يحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي وحسن الجوار واستعداد السودان الديمقراطي المستقر للقيام بدوره الحضاري الاقليمي والعالمي بجهد كل مواطنيه. والآن وقد حدث هذا التحول الايجابي والاعتراف بالقوى السياسية التي حققت استقلال البلاد وبنت دولته الحديثة, قرر حزبنا ان مبررات العمل خارج الوطن قد انتفت وان الواجب الوطني ان تقبل القوى السياسية على تنظيم صفوفها ديمقراطيا والاستعداد لاستيعاب مستجدات الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد ومواصلة الحوار البناء من اجل تحقيق الحل السياسي الشامل وتنظيم الصف السياسي لممارسة الحريات الأساسية والمساهمة في البناء الديمقراطي. لقد تقرر ان تكون عودتي وزملائي للوطن في يوم الخميس 26 شعبان 1421 هـ الموافق 23 نوفمبر 2000. انني إذ اتطلع لجمع الشمل في رحاب الوطن, وأمد إليكم يد التعاون الوطني الخالص راجيا ان تتفق جهودنا لتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي.

Email