الرئيس الجديد يواجه مأزق حربين متزامنتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيكون على رئيس امريكا الجديد رقم 43 الاختيار بين استراتيجية تدعو الى التركيز على كسب حرب واحدة واخرى تدعو الى القدرة على دخول اثنتين في آن واحد. سؤال صعب يواجه وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) هذه الايام.. ومن ابرز قضايا الامن القومي المثيرة للجدل التي تواجه الرئيس الامريكي الجديد العام المقبل ما اذا كان على الجيش الامريكي رفع درجة الاستعداد لخوض حربين كبيرتين في آن واحد. يعتقد معظم الضباط الكبار بالجيش وبينهم رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون ان القوات الامريكية عليها الالتزام بسياسة عام 1993 بالتمتع بالمقدرة لخوض صراعين في آن واحد في كوريا والخليج على سبيل المثال. وفي الوقت ذاته يعترفون بان درجة الاستعداد لهذه المهمة غير كافية بعد انتهاء الحرب الباردة وتقلص القوات الامريكية لمشاركتها بشكل متزايد في بعثات حفظ السلام وعمليات الاغاثة الانسانية والقيام بدوريات في منطقتي الحظر الجوي بالعراق. وتقلصت القوات الامريكية من مليونين عام 1990 الى 1.4 مليون اليوم. ويقول منتقدون وبينهم السناتور الديمقراطي كارل ليفين عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ان خوض حربين كبيرتين في آن واحد امر غير محتمل في المستقبل القريب بالنسبة للقوة العظمى الوحيدة المتبقية في العالم. ويضيف مؤيدو الجنرالات انه يصعب على الولايات المتحدة الاعتراف بانها غير مستعدة لخوض حربين في مكانين. ويشيرون الى ان الجيش انفق الكثير لتحديث نفسه بالتكنولوجيا الحديثة. واخبر برنارد روتسكر وكيل وزارة الدفاع الصحفيين في مقابلة الاسبوع الماضي (ما يمكن ان تفعله قوى كبرى ببداية القرن الواحد العشرين قد يكون مختلفا عما كانت تفعله منذ عشرة او 15 عاما), ولكنه اوضح انه من الممكن ان يحتفظ الجيش بسياسة خوض حربين مع المهام الانتقائية غير القتالية. وسياسة خوض حربين كبيرتين ستكون من القضايا الرئيسية التي ستناقشها وزارة الدفاع والبيت الابيض العام المقبل ضمن المراجعة التي تجرى كل اربع سنوات عندما يتولى رئيس جديد المنصب. ولم يذكر المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية جورج بوش الابن ومنافسه الديمقراطي ال جور اللذان يتقاتلان على بضع مئات من الاصوات في فلوريدا لمعرفة من يفوز في سباق الوصول الى البيت الابيض في يناير كيفية تعاملهما مع القضية. وقال السناتور ليفين في مؤتمر بواشنطن لمناقشة الامن القومي ومستقبل الجيش الاسبوع الماضي (اعتقد ان علينا تنظيم قواتنا للتعامل مع حرب كبرى واحدة او معركتين اصغر). ومضى ليفين يقول ان التحول الى استراتيجية الحرب الواحدة من غير المرجح ان يوفر المال ولكنه سيوفر قوة متوازنة للتعامل مع التحديات الامنية للقرن الواحد والعشرين التي تتراوح بين هجمات ثوار الى حرب الكترونية وعمليات حفظ سلام. واضاف (اعتقد ان التغيير سيسفر عن قوة مزودة بمعدات افضل ومدربة بشكل افضل للتعامل مع الصراعات المرجح ان يواجهها جنودنا والبحارة ومشاة البحرية والطيارون في المستقبل القريب). اما شيلتون فقال في نفس المؤتمر (اعتقد ان تمتعنا بقدرة خوض حربين كبيرتين يخدمنا.. هذه المقدرة تساعدنا على التحرك في اتجاهين في وقت واحد وتساعد في ابرازنا كقوة عالمية). وقال لاري كورب مستشار وزير الدفاع السابق انه يعتقد ان الولايات المتحدة ستحتفظ بسياسة الحربين الا انها ستجري تغييرات في الجيش للتعامل مع احتمالات اكثر واقعية. واضاف لرويترز (لن يصرح احد علنا باننا غير قادرين على خوض حربين كبيرتين في وقت واحد ولكن الحقيقة هي اننا لم نتمكن من القيام بذلك لبعض الوقت). وهاجم بوش اثناء حملته الانتخابية مرارا مدى استعداد الجيش الامريكي للقتال وتعهد بانه اذا اصبح رئيسا فسيكبح المهام غير القتالية عبر البحار وسيركز على التدريب وكسب القدرة على الفوز في المعارك. وقالت كوندوليزا رايس كبيرة مستشاري بوش لشئون الامن القومي ردا على سؤال لرويترز في المؤتمر الامني (دون شك يحتاج الجيش الامريكي لمراجعة المهام المتوقع ان يقوم بها خلال الاعوام المقبلة, لا يمكن ان نستمر في اضافة مهام على المهام التي نقوم بها حاليا ثم نقدم موارد غير مناسبة لتنفيذها.. يجب ان نختار). رويترز

Email