البشير على رأس مستقبلي المهدي بالخرطوم الخميس, عودة الزعيم المعارض تشغل الخرطوم وصوره تغطي الشوارع

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيما قررت الحكومة ان يكون في مقدمة مستقبليه الخميس المقبل الفريق عمر البشير رئيس الجمهورية, غطت صور رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي زعيم حزب الامة جميع مداخل وشوارع العاصمة الرئيسية بعد ان غابت عنها لاحد عشر عاما. وفي الاثناء يدور في كل مكان وخصوصا داخل المركبات العامة في الخرطوم جدل حول الموضوع بين مؤيد لعودة المهدي ومعارض لذلك, وكان قد وصل بالفعل عصر امس الاول الجمعة إلى ولاية كسلا شرق السودان جيش الامة للتحرير لينتقل في ذات الليلة إلى معسكر مؤقت بمنطقة الفاو إلى الجنوب من كسلا يتقدمه نجل المهدي عبدالرحمن امير الجيش وابنته الدكتورة مريم الصادق التي تحمل رتبة رائد. وبدورها اعطت صحافة الخرطوم بشكل احتفالي مساحة واسعة لاخبار عودة جيش الامة وعودة زعيم الحزب المرتقبة ولم تخل صحيفة امس من حديث عنه وحمل بعضها تصريحات للمهدي كشف فيها عن تقدم كبير قد حدث في الحوار بين حزبه والحكومة وصل إلى فراغ اللجان المشتركة بين الطرفين إلى دفع توصيات محددة بشأن الحوار وما تم التوصل له وقال المهدي ان الجانبين الان يدرسان التوصيات المشتركة. إلى ذلك اعلنت الحكومة انها توصلت مع حزب المهدي إلى نقاط مشتركة في معظم القضايا الخلافية والشائكة وتم الاتفاق بين الجانبين في معظم تلك القضايا لدرجة تمكن من وجود ارضية طيبة للانطلاق نحو الوفاق الشامل. وقال لـ (البيان) احمد عبدالرحمن محمد نائب رئيس القطاع السياسي في الحزب الحاكم رئيس لجنة الاتصال بالقوى السياسية انه حوار عميق واستمر لفترات طويلة وصلنا من خلاله إلى قناعة بأن القواسم المشتركة بيننا اصبحت كبيرة, وزاد عبدالرحمن ان المهدي يتعامل مع هذه الحقائق بشكل واقعي واكد التزامه وترسيخه للقيم السلمية والنهج السلمي وانتهاج الحوار لمعالجة القضايا التي اقعدت السودان السنوات الطوال والتي واجهها المهدي كرئيس لحزب حاكم ويواجهها الان كمعارض وعلى رأسها قضية السلام في جنوب السودان وقضية التنمية وازمة الحكم بمعنى ايجاد نظام يحظى برضا اهل السودان, وقال ان المهدي ساهم مساهمات كبيرة في ترسيخ النهج السلمي حتى اصبح الحوار هو الرهان الرابح, ومضى عبدالرحمن قائلا: نرى ان الصادق المهدي شخصية قيادية نزيهة ولها باع طويل في السياسة ومساهمات حقيقية لا على المستوى السوداني فحسب بل على المستوى الاقليمي والدولي. ومضى يكيل المديح على المهدي قائلا: لقد اهلته مقدراته على ان تكون له رؤية متقدمة بالنسبة للعمل السياسي تشكل مدرسة يحتاج لها القادة والسياسيون على مستوى العالم الثالث, واردف عبدالرحمن: لهذا لابد ان يكون الاستقبال لهذا الرجل على مستوى متقدم وعال بالقدر الذي يمثله. وبدوره كشف الصديق الصادق المهدي عضو المكتب التنفيذي لحزب الامة ونجل زعيم الحزب ان حزبه قد تقدم للحكومة بدعوة لاستقبال المهدي غير انه ذكر بأنهم لا يعلمون المستوى الرسمي الذي سيتم به الاستقبال, وقال الصديق لـ (البيان) ان كافة اللجان تعمل بشكل منتظم سواء تلك التي شكلها الحزب أو التي شكلتها هيئة شئون الانصار موضحا ان الاستقبال سيكون استقبالا شعبيا كبيرا, إلى ذلك كشف الصادق المهدي في حديث لصحيفة (الرأى العام) ان الحكومة ابلغته انها الان تدرس مقترحاته التي تقدم بها حول الانتخابات وضرورة تأجيلها. وزاد ان د. غازي صلاح الدين وزير الثقافة والاعلام قد عقد اجتماعا معه ونقل له ترحيب الحكومة بعودته المعلنة يوم الخميس المقبل ووصف المهدي حواره مع الحكومة بانه (حوار المبصر وليس حوار الطرشان), ومضى إلى القول ان اللجان المشتركة بين حزبه والحكومة قد رفعت توصياتها وان التوصيات الان قيد الدراسة. الخرطوم ـ عثمان فضل الله:

Email