لعبة الكراسي بين الجمهوريين والديمقراطيين في ساحات المحاكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشعلت ثلاثة قرارات قضائية الليلة قبل الماضية المعركة الانتخابية الرئاسية الأمريكية, ووضعت المعسكرين الجمهوري والديمقراطي على حافة هاوية الفشل ثم صعدت بهما على التناوب إلى تلال الأمل بالفوز بالرئاسة الأمريكية في لعبة أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية. ودعم الحكم الاول قرار وزيرة الداخلية في ولاية فلوريدا كاثرين هاريس عبر تأييد حقها في رفض اخذ عمليات الفرز اليدوي الجديدة في ثلاث مناطق, في الاعتبار. وكانت هاريس تستعد لتعلن أمس النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية في فلوريدا عندما منعتها المحكمة العليا في هذه الولاية عن ذلك حتى تتمكن من الاستماع الى حجج الطرفين حول اخذ نتائج الفرز اليدوي في الاعتبار. ورحب المرشح الديمقراطي آل جور على الفور بهذا القرار معربا عن ارتياحه الكبير لمواصلة عمليات الفرز اليدوي رغم محاولات العرقلة. وبعيد ذلك اصدرت محكمة الاستئناف في اتلانتا التي تمتد صلاحياتها على ولاية فلوريدا, قرارا بمواصلة عمليات الفرز اليدوي عبر ردها شكاوى ثلاثة ناخبين جمهوريين طلبوا وقفها لانها تتعارض والمبدأ الدستوري القاضي بالمساواة امام القانون. لكن هاريس قررت ان تعلن النتائج غير الرسمية للانتخابات الرئاسية في فلوريدا بعد احتساب اصوات الناخبين المقيمين خارج البلاد. وامام المناطق حتى ظهرأمس بالليلة الماضية بالتوقيت المحلي لنقل نتائج التصويت الذي تم عبر البريد. وتظهر هذه النتائج حتى الان ان المرشح الجمهوري جورج بوش كان يتقدم حتى الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش (العاشرة صباح أمس) على منافسه آل جور بـ760 صوتا في فلوريدا وفق نتائج مؤقتة وتعتبر اصوات المغتربين بشكل عام مؤيدة للجمهوريين. وكان المرشح الجمهوري الذي عاد الى اوستن عاصمة ولاية تكساس بعدما قضى اسبوعا في مزرعته يأمل في ان يتمكن من اعلان نفسه فائزا في السباق الى البيت الابيض أمس لكن موفده الى فلوريدا وزير الخارحية الامريكي السابق جيمس بيكر اعرب عن اقتناعه بعد قرار المحكمة العليا في فلوريدا ان هذه الاخيرة ستؤيد في النهاية قرارات كاثرين هاريس. واوضح بيكر نحن على ثقة ان المحكمة العليا ستعتبر ان وزيرة الداخلية مارست بشكل مناسب حقها في اتخاذ قرار وانها احترمت القانون. واعرب عن خيبة امله من قرار محكمة الاستئناف في اتلانتا التي سمحت بمواصلة عمليات الفرز اليدوي. ويراهن جور من جهته على عمليات الفرز الجديدة في ثلاث مناطق ذات غالبية ديمقراطية لقلب النتائج في ولاية فلوريدا لصالحه عبر حصوله على الاصوات التي رفضت اجهزة الفرز الاوتوماتيكية احتسابها. فبعد منطقة بروارد وبالم بيتش قررت منطقة ميامي-دايد كبرى مناطق فلوريدا امس الأول اعادة فرز حوالى 650 الف بطاقة اقتراع يدويا. وتملك فلوريدا مع ناخبيها الـ 25 الكبار مفتاح الانتخابات الرئاسية الامريكية لانها ستعطي الغالبية المطلوبة ( 270 ناخبا كبيرا) الى احد المرشحين ليصبح بذلك الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة من دون فلوريدا, يتمتع جور بتأييد 262 ناخبا كبيرا في مقابل 246 لبوش. أ.ف.ب

Email