انتقادات فلسطينية لخطاب عرفات أمام قمة الدوحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجهت شخصيات فلسطينية ومنظمات وأحزاب مختلفة انتقادات لاذعة للخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمام مؤتمر القمة الاسلامي في الدوحة لانه تجاهل المطالب الفلسطينية في الحماية ووقف التطبيع واغلاق الممثليات الاسرائيلية لدى العالمين العربي والاسلامي. واكدوا ان بعض الخطابات العربية كانت أكثر وضوحاً وتحديداً فيما لم يجد آخرون تفسيراً لما تجاهله عرفات في خطابه, وقال الدكتور مصطفى البرغوثي عضو الأمانة العامة لحزب الشعب الفلسطيني حقيقة ليس لدي تفسير لذلك لكن ما أعرفه ان هناك مطالب فلسطينية واضحة ومحددة تتمثل في اغلاق مكاتب وممثليات اسرائيل في الدول التي تقيم علاقات معها ووقف كل اشكال التطبيع وانهاء اية مشاريع مشتركة مع الاسرائيليين وعدم استقبال الطائرات الاسرائيلية في المطارات العربية, وأشار البرغوثي الى ان عدم ادراج هذه المطالب في الخطاب الرسمي هو مشكلة حقيقية. أما الدكتور غسان الخطيب مدير معهد القدس للاتصالات والاعلام فإنه يفسر غياب المطالب الفلسطينية من الخطاب الرسمي بالمعرفة المسبقة لقرارات القمة, ويقول ان قرارات القمة مسبقة (البيان الختامي) لذلك فالخطاب الفلسطيني لن يتجاوز هذه القرارات ويتجنب اشياء لم يتم تجاوزها في البيان الختامي وأوضح الخطيب ان المطالب الفلسطينية خلال المداولات التي سبقت القمة كانت واضحة ومحدودة وتم الحصول على معظمها نظرياً وينتظر ان نترجم ذلك على الأرض. أما أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية فيؤكد بأن الخطاب الفلسطيني الرسمي يشكل نقطة ضعف لانه ابتعد عن تحديد المسائل والمطالب بشكل دقيق, وقال بعض الخطابات العربية كانت أكثر وضوحاً وتحديداً واشار الى ان ضعف مستوى الخطاب الفلسطيني يمكن أن يشكل حجة تتكئ عليها بعض الأنظمة العربية العاجزة للتهرب من مسئولياتها مشيراً الى ان تمسك السلطة الفلسطينية باتفاقات أوسلو هو الذي يجعلها دائماً في الموقف الأضعف ويجعل الخطاب الفلسطيني متأرجحاً. أما الكاتب الصحفي هاني حبيب فيقول حقيقة ليس لدي تفسير لتجاهل هذه المطالب لكن أقول إن الخطاب ركز على قضايا قد تكون مريحة للأطراف الأخرى وهو تصرف تشوبه الدبلوماسية والرأي السياسي العام واكد بأن معرفة ما جاء في البيان الختامي مسبقاً لا يعفي الجانب الفلسطيني من طرح كل مطالبه وقال يجب على الجانب الفلسطيني ان يضغط دائماً. وعقد القياديون الفلسطينيون مقارنة سريعة بين غياب المطالب في الخطاب الفلسطيني وبين مطالبات الدول العربية والاسلامية خلال المؤتمر, حيث دعا الرئيس السوداني عمر البشير الى اعلان حالة الجهاد ضد اسرائيل ودعم المقاومة المسلحة واستنفار كل طاقات الأمة دعماً لكتائب الشباب المجاهدة في فلسطين, فيما دعا عزت ابراهيم نائب رئيس مجلس الثورة العراقي الى الجهاد المقدس لتحرير فلسطين من البحر الى النهر, ودعا علي عبدالله صالح الرئيس اليمني الى قطع كل اشكال العلاقة مع العدو الصهيوني ووقف عمليات التطبيع. من ناحية ثانية اثارت النقطة التي طرحها الرئيس عرفات حول فتح أبواب العمل أمام العمالة الفلسطينية في الدول العربية جدلاً ما بين مؤيد ومعارض في فلسطين. ووصف أبو علي مصطفى هذا الطلب الفلسطيني بأنه (خطير ويحمل وجهاً سلبياً), وقال نحن أمام 200 ــ 250 ألف عامل ومعنى فتح أبواب الدول العربية أمامهم هو تهجير لهم ولعائلاتهم, وأضاف ان هناك طرقاً عديدة من أجل دعم العامل الفلسطيني عبر التزام الدول العربية والاسلامية بالاستثمار في فلسطين وفتح مشاريع.

Email