فاروق قدومي في نادي دبي للصحافة: الانتفاضة ماضية نحو الاستقلال عبر حرب الاستنزاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية متفائلا في مؤتمره الصحفي بنادي دبي للصحافة امس بمضي الانتفاضة الفلسطينية الباسلة إلى اهدافها بجهود جماهير الشعب الفلسطيني ونحو مئة الف مسلح من، حركة فتح عبر حرب استنزاف لا شاملة وشدد على ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لن يغادر فلسطين تحت اي ظرف ومهما بلغ التصعيد الاسرائيلي. بدأ قدومي (ابواللطف) الذي يحمل ايضا حقيبة الخارجية للدولة الفلسطينية العتيدة المؤتمر بعرض تاريخي للنضال الفلسطيني وما احاطه من ظروف عربية ودولية ابرز خلاله تفويض قيادة منظمة التحرير لفريق اوسلو خوض تجربة التفاوض هذه والتي تمخضت عن اتفاقات تضمنت الانسحاب من 90% من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال عامين وتسليم نحو 37 ادارة للسلطة الفلسطينية الوليدة اضافة لعودة 750 الف نازح إلى مناطقها وهو ما لم تلتزم به الحكومات المتعاقبة في الدولة العبرية. واوضح ان الحصار المالي والسياسي للقيادة الفلسطينية في فترة ما بعد حرب الخليج الثانية هو الذي دفع الفلسطينيين للمشاركة في مؤتمر مدريد للسلام تحت مظلة الوفد الاردني. وكشف عن خطأ تقدير الفلسطينيين لموقف الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر من مشروع روجرز الذي اراده غطاء لاتمام نصب قواعد الصواريخ عقب زيارته الخاطفة للاتحاد السوفييتي وتأكيده على شعار (ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة). وفي معرض حديثه عن السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط قال ان الادارات الامريكية اتبعت اسلوب طرح المشاريع التسووية عقب كل حرب عربية اسرائيلية حيث طرحت مشروع روجرز عقب النكسة عام 67 وكامب ديفيد عام 73 وريجان عام 82 ومدريد عام 1990. وكشف ابواللطف عن مذكرة امريكية للعرب في 19 مايو العام 1990 حملت تحذيرا من ان اي محاولة لاستخدام سلاح النفط تثير القلق الامريكي وضرورة تأمين مرور كافة السفن عبر ممرات المنطقة المائية اضافة للدعوة للتخلص من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط وهو ما هدفت من ورائه لعقد اجتماع بين اسرائيل والدول العربية التي يشتبه بامتلاكها بعض من هذه الاسلحة كالعراق وسوريا ومصر. ووصولا إلى انتفاضة الاستقلال الفلسطيني الحالية اكد قدومي ان من اهم ثمارها الاولية اعادة بناء الجدار النفسي بين العرب واسرائيل اضافة لبدء عودة الوفاق العربي ووحدة الجماهير العربية امام الخطر الصهيوني. وشدد ابواللطف على ان الفلسطينيين لا يسعون لتفجير حرب شاملة في المنطقة بل حرب استنزاف لارغام الصهاينة على الاقرار بالحقوق الفلسطينية المشروعة. واكد في رد على سؤال ان القيادة الفلسطينية وتحديدا الرئيس ياسر عرفات لن يغادر فلسطين قطعيا وتحت اي ظرف وذلك دحضا لتقارير صحفية اسرائيلية تحدثت عن خطط عرفات للانتقال إلى تونس حال اقتحام جيش الاحتلال لمناطق السلطة الفلسطينية. وفيما يخص مؤتمر مرسيليا للشراكة المتوسطية التي تحضره اسرائيل وردا على سؤال ان كانت مشاركة وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث تعد خرقا لقرارات المقاطعة التي اتخذتها قمة القاهرة العربية الاخيرة, اوضح ابواللطف ان المطلوب هو التمييز بين ادوات الفلسطينيين النضالية وبين الموقف العربي. وقال ان القيادة الفلسطينية عادت إلى الضفة وغزة للاشتباك مع الاسرائيليين والنضال اليومي ضدهم في ظل تجاور جغرافي واقتصادي معقد ما يستلزم مواجهتهم في كافة الساحات الداخلية والخارجية في حين بوسع الاطراف العربية الاخرى المضي قدما في رفض الاشتباك واقامة العلاقات مع الاسرائيليين. وفي رده على سؤال لـ (البيان) حول غموض موقف السلطة الفلسطينية ازاء ما تريده من الانتفاضة الحالية في ظل تأكيد حركة فتح على استمرارها حتى الاستقلال وتوزع تصريحات المسئولين الفلسطينيين بين المطالبة بتطبيق تفاهم شرم الشيخ الاخير والحماية الدولية اكد ابواللطف ان الانتفاضة مستمرة حتى الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشرقية وعودة اللاجئين. وقال شارحا لموقف السلطة ان هذا الموقف يأتي في سياق (تكلم بهدوء وامسك بالعصا بصلابة) في اشارة إلى دفع النضال على الارض إلى الواجهة وعدم التشويش عليه بشعارات مندفعة.

Email