وزراء جدد في حكومة الحريري ، لا وعــود انتخـابيـة واســتمرار على الخــط الســياسي الوطنـي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكل وزير في الحكومة اللبنانية الجديدة رؤى وتطلعات يسعى لتحقيقها خلال الفترة المقبلة, خاصة وان التحديات ثقيلة ومتعددة, فالحكومة الجديدة تسعى الى استكمال الانجازات التي تمت خلال المراحل السابقة, مع البدء فيما اراده اللبنانيون ولم تتمكن الوزارة السابقة منه. وهنا يؤكد كل الوزراء الذين التقيناهم ضرورة استمرار الخط السياسي الوطني المتمثل في استمرار المقاومة ضد اسرائيل على مختلف الصعد حتى تتحرر بقية الارض اللبنانية (مزارع شبعا), الى جانب الحفاظ على وحدة المجتمع اللبناني, ومواجهة المشكلات الحياتية اليومية والسعي لوضع حلول لها من اجل رفاهية المواطنين اللبنانيين الذين يتطلعون للكثير من هذه الحكومة وهنا نلتقي وزراء الدفاع والداخلية والتربية والتعليم العالي والثقافة والاعلام ليتحدث كل منهم عن سياساته المقبلة. يقول الوزير الجديد للدفاع خليل الهراوي, ردا على سؤال حول متابعة لاداء الوزير السابق غازي زعيتر, وسياسته المقبلة في الوزارة. الحقيقة ان الوزير زعيتر كان ملما بتفاصيل الامور الامنية والادارية والعسكرية في الوزارة مما افسح المجال لتلبية خدمات وطلبات المواطنين وايضا المحافظة على هذه المؤسسة وتحصينها من التدخلات السياسية واستكمال عملية البناء للجيش اللبناني التي بدأها الرئيس العماد اميل لحود والتي يكملها العماد ميشال سليمان, طبعا هذا كله برعاية سياسية من جميع القوى السياسية الموجودة على الارض في لبنان, وايضا برعاية ودور اساسي لسوريا التي احتضنت هذا الجيش ومكنته من بسط سلطته على كافة الاراضي اللبنانية.ويؤكد الهراوي على: استمرار الخط السياسي الوطني الواحد, على اكمال عملية البناء مع اعطاء الدور الاساسي للجيش الذي هو العامود الفقري لأمن النظام, فنحن مرتاحون لهذا الموضوع خصوصا ان الجيش كان له الدور الاساسي في احتضان المقاومة وفي استعادة الارض المغتصبة.ويضيف قائلا: نحن نريد ان نكمل هذه المسيرة وان نستمر في تحصين الجيش من المداخلات السياسية حتى يتمكن من متابعة دوره الامني على كافة الاراضي اللبنانية ولاحقا على الحدود اللبنانية ولاحقا على الحدود الجنوبية بعد التوصل الى السلام العادل والشامل, لذلك فانه مما لاشك فيه ان موقف حكومتنا واضح في البيان الوزاري وهو استعادة كامل الاراضي اللبنانية المحتلة ولا سيما مزارع شبعا واطلاق سراح المعتقلين. واكد ان لبنان تواق الى تحقيق السلام العادل والشامل معتبرا: ان هذا السلام لا يتحقق الا بتأمين حقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب الكامل من الاراضي العربية ولا سيما من الجولان.وناشد المجتمع الدولي الضغط على اسرائيل لاكمال الانسحاب الاسرائيلي من لبنان ولاطلاق سراح المعتقلين والمضي قدما في عملية السلام في الشرق الاوسط, مشيرا الى انه سيكمل السياسة الدفاعية نفسها التي انطلقت منذ 1989. وزير الداخلية والبلديات يؤكد وزير الداخلية والبلديات المحامي الياس المر انه سيبقى على عهده للمواطنين بان يبقى حريصا كل الحرص على تطبيق القانون من دون تجاوز و تعسف, من اجل خدمة لبنان والناس, انطلاقا من حماية الحق وتعزيزه. لا يجد الوزير الشاب حرجا وهو يتحدث لـ (البيان) من كونه اصبح وزيرا (بالوراثة) في الوزارتين اياهما اللتين كان يتسلمهما والده الوزير السابق النائب ميشال المر الذي يسارع بدوره الى القول ان الوزير الجديد يقصد نجله: هو ابن بيت سياسي عريق عمره 40 سنة. وقبل ان يكون الكلام مع الوزير الشاب الذي تنحر له الخراف كل يوم احد في منطقته الجبلية, يوضح الوزير السابق طبيعة ما قام به خلال توليه الشأن الوزاري فيقول: (توليت مهام وزارة الداخلية منذ ست سنوات وقبلها كنت في وزارة الدفاع. وكنا منذ عشر سنوات نقوم بواجبنا في الوزارتين, لن اعدد المراحل الصعبة والانجازات التي تمت لاننا لسنا في مجال تعدادها, انما فريق العمل الموجود هنا من كبار الموظفين والمدراء العامين ورؤساء المصالح والمحافظين والقائمقامين وكبار ضباط قوى الامن والدفاع المدني وجهاز امن المطار وكل الاجهزة الامنية والمديرية العامة للامن العام كلهم كانوا نموذجا للتعاون والعمل لانجاح المهمات الدقيقة والصعبة التي مرت. لن اعدد الانجازات الا انني سأقف عند ثلاث محطات: عام ,1996 اجرت وزارة الداخلية انتخابات حرة ونزيهة وأؤكد هذا الشيء لانه لم يتغير ذلك لا في الـ 98 ولا في الـ 2000. وفي عام 98 ولأول مرة بعد سنوات طويلة, اجرينا الانتخابات البلدية والمجالس المحلية وكانت افضل انتخابات, وبنتيجتها هنأنا كبار رؤساء العالم على هذا الانجاز الكبير ومنهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي منحني عندما زار لبنان وسام الاستحقاق, وعام 2000 شكك بعض المرشحين في نجاح الانتخابات فاذا بها تأتي حرة ونزيهة بشهادة الدول الكبرى والدول العربية, واهم من ذلك شهادة المعارضين في لبنان. الرئيس اميل لحود اعتبر انه انجاز مهم. وكذلك فان رأس المعارضة وقتها الرئيس رفيق الحريري بشهادة على التلفزيون قال ان هذه الانتخابات كانت حرة ونزيهة. وهناك ايضا انجازات عديدة لسنا في مجال تعدادها الآن.ويكفي ان تكون وزارة الداخلية بكامل اجهزتها الامنية والادارية قامت بهذه الاعمال الثلاثة بصرف النظر عن المهمات الامنية التي على عاتقها لتكون قسطها للعلى.أما بالنسبة الى وزارة البلديات فاختصر واقول اننا شددنا في العمل البلدي على اعطاء دور للمجالس المحلية التي هي نواة للامركزية في لبنان, وأمنا لها المال, وقمنا بثلاثة توزيعات خلال عهد الرئيس لحود وأخذت البلديات كلها حصصها المالية التي تمكنها القيام بالعمل وآخرها كان قبل اسبوعين: قرض من البنك الدولي بقيمة مئة وخمسين مليار ليرة لبنانية وتوزعت على كل البلديات في لبنان.وانتقل الى شق التسليم وهو الشق العاطفي, مهما قلت, واذا شكرت بصفات الوزير الجديد, هنا تتغلب العاطفة, وانتم تعرفون من هو الوزير الشاب الآتي الى الحكم (نجله). الياس المر ابن بيت سياسي قائم منذ 40 سنة, ناضل في هذا البيت بكل قواه وانا كنت الواجهة السياسية, لذلك لم يكن يطل على الساحة كثيرا انما النضال كان متوازنا, ومتكاملا بيني وبينه بشكل يومي.عايش الحياة الوزارية ومعاناتها, اضافة الى ذلك رشحت كتلة المتن الوزير الياس المر للوزارة اذن هو لم يأت لان له صلة القربى بالمراجع العليا وليس لانه فقط ابن ميشال المر, أتى لأنه ابن بيت سياسي اسسه ميشال المر, عمر الياس 38 سنة وهو عايش السياسة منذ ان ولد, بما فيها الحسنات والسيئات في وزارة الداخلية وبالتالي لن تكون المهمة صعبة عليه. * قبل ان يتحدث الوزير الجديد الشاب الى اي شأن سياسي وعام نسأل اين سيذهب الوزير السابق والده؟ اجاب الوزير السابق والنائب المر بقوله: ـ يحق لكل شخص باجازة, وهذا ما سأقوم به, وان كنت لن اتمكن من الحصول على اجازة طويلة كوني نائبا عن (المتن) وامامي مسئوليات تجاه الناخبين الذين صوتوا لي وعددهم نحو 48 الفا من اصل 70 الف ناخب, وهذا رقم قياسي فأمام هؤلاء لدي واجبات, وعلينا الاستمرار بالتضحيات من دون ان نشل العمل الوزاري, سأكون المساعد الكبير على الساحة السياسية المتينة, كما سأقوم بواجباتي النيابية على اكمل وجه, ربما لن اتمكن من حضور جميع جلسات اللجان النيابية انما سأحضر الجلسات العامة, واضافة الى متابعة العمل السياسي الوطني, كذلك تفعيل اعمالي الخاصة بعد توقف دام عشر سنوات. الوزير الابن الجديد * ماذا لدى الوزير الجديد المر؟ ـ يمازح الوزير والده باحترام شديد كونه يتسلم من والد بامتياز ورجل دولة رفيع امانة حكومية غالية. * ماذا بعد؟ ــ يقول: انني مصمم على القيام بكامل المسئوليات السياسية والامنية والادارية والانمائية التي تنتظرني وما يزيدني تصميما وارادة على ذلك انه ليس من السهل ان يخلف احدنا دولة الرئيس (يقصد والده ميشال المر) في اي حقيبة يتولاها فانجازاته كثيرة وظاهرة للعيان, وقد يكون اهمها على الصعيد الوطني الانتخابات النيابية الاخيرة التي شهد الجميع لنزاهتها وصدقيتها. وكلنا اليوم يعرف الاولوية التي ما لبث رئيس البلاد وليها للأمن والاستقرار وسيادة القانون وقيام دولة المؤسسات في لبنان, وإني اشكر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على الثقة الغالية التي وضعاها في شخصي واعاهد المواطنين بأنني سأكون حريصا كل الحرص على تطبيق القانون من دون تجاوز او تعسف. واني في تحقيق ذلك متفاعل حتما مع جميع المسئولين في هذه الوزارة لخدمة لبنان والناس من منطلق حماية الحق وتعزيزه, وتحقيق الانماء المتوازن والسهر على المساواة في الحقوق والموجبات كما هي مكرسة في القانون الذي هو سيد الجميع. *المعروف ان كل الوزراء الجدد يحاولون نسف انجازات الوزراء السابقين, هل انت ستستمر من حيث انتهى الوزير ميشال المر وابرزها مشروع اللامركزية الادارية الذي لم ينجز حتى الساعة؟ ـ دولة الرئيس انجز 75 بالمئة من الاعمال, ولا مصلحة للوطن ولا للوزير الا تكملة ما انجزه دولة الرئيس, خاصة انه عمل مميز, ليس لانه (والدي) بل لانني اطلعت على المشروع عن كثب, وهناك مصلحة للوطن وللمواطن لتكملة هذا المشروع, خصوصا اننا في مرحلة متقدمة منه. * ماهو برنامج عملك الوزاري وهل هناك اولويات لديكم؟ ــ هناك شقان: الاول المديرية العامة للداخلية والبلديات والادارات المدنية التابعة لها, لم يترك دولة الرئيس شيئا الا وانجزه في هذا المجال, اما فيما يعود للاجهزة الامنية التابعة للوزارة فلدي مشروع لتطويرها, واتطلع الى ان تأخذ مؤسسة قوى الأمن الداخلي حقها, وسأوظف التواصل مع الضباط لصالح الوطن والمواطنين وسأولي لفتة خاصة لموضوع السجون, سيما وأني قمت بزيارة الى سجن رومية ولمست الوضع بنفسي ورأيت حالة الناس هناك, واعلم كم عانى دولة الرئيس من هذا الموضوع لعدم توافر الاعتمادات اللازمة, هناك اولوية لهذا الموضوع خاصة وأن هناك لجان حقوق الانسان التي كانت تتهم باستمرار وزارة الداخلية بالتقصير.وستكون هذه اللجان العنوان لهذا الموضوع وسندعوها للاجتماع هنا ونقول لهم بدلا من اتهامنا بالتقصير في العمل كونوا معنا لنتعاون سويا في تحسين وضع السجون والسجناء.اما فيما يتعلق بالدفاع المدني فسنعمل على تفعيل هذا القطاع, على رغم ان ما انجز لغاية تاريخه يعتبر جيدا, سنعمل على ان يكون الدفاع المدني موجودا, قبل وقوع الحدث, وليس بعده وبالنسبة الى وحدات الامن الداخلي سنتابع العمل فيما يتعلق بمتطلباتها لتفعيل عملها. وزير التربية والتعليم العالي يتجنب وزير التربية والتعليم العالي عبد الرحيم مراد امرين اساسيين: اولهما عدم الاكثار من الكلام الا بعد الانجاز والعمل, والثاني الاقلال من اطلاق الوعود والعسل الموعود, كما يقول: يقول موضحا ومقلا: لا نستطيع ان نعد كثيرا, لكننا نقول اننا لا ننطلق من الصفر, بل من منجزات تحققت في وزارة التربية, كما في وزارات اخرى. لذا نأمل ان تتواصل المسيرة على قاعدة ان الحكم استمرار فلقاءاتي مع زميلي وزير التربية السابق محمد يوسف بيضون لن تتوقف, بل على العكس هو الذي سيحصل للاستفادة من خبراته في مرحلتنا الحكومية المقبلة. لقد انجز الوزير الكثير من هذه الوزارة, وقد كانت متشعبة اكثر مما هي عليه اليوم, نأمل من خلال المرحلة المقبلة, ان نواصل المسيرة التي بدأها ونواصل المنجزات التي قدمت وانجزت. كذلك فان كل الانظار مشدودة الى هذه الحكومة الجديدة التي ولدت بالأمس القريب, متطلعة لتكون منقذة لهذا الوضع الاقتصادي المتردي ولهذه الازمة المعيشية الخانقة, وقد سمعنا بعض التعليقات بالامس واليوم, وان هناك الكثير من المراهنات على أن هذه الوزارة ستسعى لمعالجة سريعة للازمة المعيشية. واذكر انني قلت, عندما تسلمت في الماضي, وزارة التعليم المهني بأنني عندما سأسلمها لخلفي, سأقول له ان هناك بعض الاخطاء, متمنيا عليه ان يتجاوزها من بعدي ويعالجها, انطلاقا من التركيز على ايجابيات ما تحقق. وتعليقا على كلام مراده لا ينفي الوزير بيضون وجود مشاكل امام الوزير الجديد, ويقول: اعتقد ان التربية هي الوزارة او الادارة العامة الاكثر صعوبة على المسئول الذي يتولاها لتداخل السياسة بكل الوانها في التربية. فهي تتصل بكل السكان اي الاربعة ملايين لبناني, وفيها اكثر من سبعين الف معلم واستاذ بين رسمي وخاص الى جانب ما يقارب المليون تلميذ. انا اعرف ان مراس معاليه وخبرته سيجعلانه يتجاوز كل هذه المشاكل, واني مطمئن الى اني اسلم هذه الوزارة كما تسلمتها من سلفي وان الوزير سيكون على مستوى المسئولية التي وضعت بين يديه. التربية ثم التربية, هي اساس لكل نمو اجتماعي واقتصادي وعسى ان يدرك جميع المسئولين في هذا البلد ما ادركه غيرنا في بلادهم من اهمية للتربية. وكلكم يذكر كلام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حين تسلم رئاسة حكومته, وسئل عن برنامجه في الحكم فأجاب: التربية ثم التربية ثم التربية. سلامة : الثقافة ثروة هائلة يرى الوزير الجديد للثقافة الدكتور غسان سلامة ان الثقافة في لبنان, كما في العالم, ثروة هائلة وابداع, ويقول: لقد ارسى الوزير السابق للثقافة محمد يوسف بيضون بعض القواعد العامة التي اقول منذ الآن أني سأتبعها لاسيما بالتعاون بين مؤسسات الدولة, وانا ادري بامكانياتها الضئيلة مع مؤسسات المجتمع الاهلي والمجتمع المدني, لارساء مستوى عال من التعاون بين المؤسسات الممثلة لمجتمعنا الحي المبدع الخلاق وبين مؤسسات الدولة وبالذات مع وزارة الثقافة, وايضا, متابعة إساءة قواعد التعامل البناء مع مختلف المنظمات الدولية لاسيما منها تلك التي تعنى بالثقافة والعلوم ايضا, لذلك فاني سأبدأ هذه المهمة معتمدا على الانجازات الكبيرة في هذه الوزارة.ويتابع قائلا: ان الثقافة في الواقع ليست بحاجة الى كلمات اخرى تضاف اليها, فهي غنية بما يكفي لكي تكون فخورة بتفردها. ولذلك لن ابكي على ادارات ذهبت, بل اني فخور بأن أكون فقط وزيرا للثقافة لان نظرتي اليها هي نظرة ملؤها الثقة بأن لها معان كثيرة تعطيها مناعة لكي لا تبحث عن اضافة تفاصيل اخرى الى عملها. * بأي مفهوم للثقافة انطلقت في عملك الوزاري الجديد؟ ــ الثقافة هي اولا تلك الثروة الهائلة التي يتميز بها لبنان من آثار وكتب ومواقع علينا ان نحتفظ لها, وهنا منطق الحفاظ, منطق الاهتمام, منطق التطوير هو الذي سيغلب. والثقافة هي ايضا ابداع, ودور هذه الوزارة ليس ان تبدع الوسائل الآيلة لمساعدة المبدعين في المجالات الفنية والفكرية والثقافية والموسيقية وغيرها من المجالات. للثقافة معنى ثالث, هو انها في الواقع ما يبقى للمرء عندما يفقد كل شيء. * الى اي مدى أثرت الحرب والاحداث المباشرة والمقنعة بسلبياتها التدميرية على مستوى الثقافة في لبنان؟ ـ سبق للوزير السابق للثقافة محمد يوسف بيضون, ان قال ان لبنان قد فقد الكثير بسبب الحرب المدمرة التي كادت ان تطيح به. والواقع انه بقيت لنا الثقافة وهي كنز لا يفنى, لان الثقافة هي ايضا تماما الثروة التي تعود اليها الكرة الارضية كلها باعتبارها المرتكز الاساسي للثروة. فالثقافة باتت الآن في عالم المعلومات في عالم اقتصاد المعرفة هي الرأسمال الاول. واذا نظرتم الى العالم وجدتم الدول الاكثر تقدما او عددا كبيرا من الدول الاكثر تقدما تنقصها كلبنان الموارد الطبيعية, تنقصها كلبنان فترات طويلة من الاستقرار, فهي ايضا عرفت حروبا داخلية او خارجية, ولكن لديها من الثروة البشرية ومن الثقافة ما يكفي لكي تنهض من كبوتها ولكي تشترك باصرار وحزم في عملية تقدم البشرية من خلال اقتصاد المعرفة الذي للبنان فيه دور كبير وسيكون من مهامنا ان نعظمه ايضا. بيضون والتنمية الثقافية موقف الوزير الجديد للثقافة يؤكده بدوره وزيرها السابق محمد يوسف بيضون. * اي مستوى رسمي من التعاطي مع الشأن الثقافي سلمته الى الوزير الجديد الدكتور غسان سلامة؟ فيرد بالقول: ــ ان تحويل وزارة الثقافة الى وزارة مستقلة في الحكومة الجديدة ليس سوى تأكيد على ان الثقافة في لبنان لها اهمية السياحة الثقافية, ولبنان يأتي من بين الدول الاوائل في العالم الذي بامكانه ان يقول ان لي مميزات عن سواي على الدول في مجال السياحة الثقافية والجميع يعلم ان هناك اكثر من 17 او 18 حضارة مرت على لبنان وان تاريخ لبنان حافل بما فيه من آثار من هذه الحضارات.ان لبنان غني بثقافته المتعددة المتشعبة التي تنال وتطول كل انواع الثقافة ولا حاجة للتأكيد على ما كان للبنان من دور في اعادة احياء الثقافة العربية من القرن الماضي. * بأية عناوين عريضة يمكن اختصار مرحلة تسلمك لوزارة الثقافة, والتي تُسلمها بالتالي الى الوزير الجديد؟ ــ بشكل اساسي ركزنا في الوزارة على تنمية الفنون الثقافية والتشكيلية والموسيقى وتطويرها, وقد كان العام الماضي مناسبة للبنان بان يقوم بدوره على احسن ما يرام في اعطاء وتقديم النشاطات الثقافية في اطار بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي كما ان لبنان انتقل الى باريس وهناك اقام المعرض الشهير. فقد قمنا بتأمين البنية التحتية فكل مشروع يحتاج الى بنية تحتية سترون ان المتحف قد انجز, ويبقى ان ينجز الطابق السفلي مثلا. كذلك فان لبنان اهم اوركسترا سمفونية في العالم العربي, وهي اوركسترا لم يمض على انشائها السنة بعد, والى جانب ذلك هناك الاوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية, وهذه الاوركتسرا نادرا ما تجدون امثالها في العالم العربي, وستجدون اننا اتخذنا قرارا باعادة احياء المكتبة الوطنية, وقد قرر مجلس الوزراء ان يكون مكان هذه المكتبة ببناء في مبنى كلية الحقوق في الصنائع, وسترون اننا انجزنا ترقيم الكتاب, وكان بطلب الكثير من المؤلفين لنحفظ حقوقهم من اجل عطاءاتهم. ومن العناوين التي نسلمها الى الوزير الجديد اننا انشأنا الاستديو السمعي البصري لانتاج الافلام القصيرة بمساعدة يابانية, وانشأنا ايضا ما يسمى بالمكتبة السينمائية التي تحفظ افلام لبنان منذ ان بدأت السينما اللبنانية في انتاج افلامها, وآخر ما قمنا به هو قرار بانشاء المعرض الدائم للفنون التشكيلية في احد مباني معرض طرابلس الدولي (معرض رشيد كرامي) وقد تأمن الاعتماد لذلك, وستجدون ان المسرح قد عاد للعطاء, كل ذلك من خلال بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي لعام 2000. ويختم بيضون قائلا: لقد وضعنا ايضا, اسسا, اطلعنا مجلس الوزراء (السابق) عليها في حينه, بان تكون بيروت خلال العام المقبل, العاصمة الثقافية للفرانكوفونية بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الفرانكوفوني في لبنان اكتوبر عام 2001. إذ سيخصص لهذا النشاط (بيروت عاصمة ثقافية للفرانكوفونية) يخصص مال, آمل ان ان يكون مالا, وفيرا في اطار اما اعتماد في الوزارة واما اعتماد خاص من خلال اعتماد الموازنة الخاصة لهذا المؤتمر. وزير الاعلام والحريات ويدعو وزير الاعلام في الحكومة الجديدة غازي العريضي مسئولي القطاع الاعلامي العام والخاص الى التعاون لتوفير التكامل بين هذين القطاعين انطلاقا من الحرص على ان تبقى وزارة الاعلام وزارة حقيقية للحريات, وان يبقى لبنان وطن الحرية والديمقراطية ووطن الحوار, لافتا الى اننا نسعى لكي يكون الاعلام اللبناني اعلام الحوار المفتوح بين جميع ابناء الوطن وان تكون المنابر الاعلامية منابر حوارية تعزز الثقة بين اللبنانيين, لا ان تتحول الى متاريس لهدم الثقة بيننا, واكد ان اليد ممدودة للجميع في كل المواقع فوزارة الاعلام ستكون وزارة الجميع ومفتوحة للجميع ومنفتحة على الجميع وحاضرة للحوار والتفاعل مع الجميع.وقال: ان الاضطلاع بالاعلام الرسمي مسئولية كبيرة, وفي حاجة الى جهد كبير وعمل دؤوب متواصل والى تعاون بين جميع العاملين في هذا القطاع الاعلامي, على مستوى القطاع الرسمي ومؤسساته وعلى مستوى الاعلام الخاص ومؤسساته ايضا, وما يجب ان نسعى اليه لتوفير التكامل التام بين هذين القطاعين انطلاقا من الحرص على ان تبقى وزارة الاعلام وزارة حقيقية للحريات, وان يبقى لبنان وطن الحرية ووطن الديمقراطية ووطن الحوار, هذه هي مسئوليتنا في مواقعنا الرسمية وفي اي موقع من مواقع مشاركتنا في الحياة السياسية العامة في البلاد.وقال: ولذلك فإننا سنسعى لكي يكون الإعلام اللبناني اعلام الحوار المفتوح بين جميع ابناء الوطن, وان تكون المنابر الاعلامية منابر حوارية تعزز الثقة بين اللبنانيين لا ان تتحول الى متاريس لهدم الثقة بيننا, مضيفا القول: يجب ان يكون الاعلام اللبناني في هذه المرحلة الهامة من تاريخ وطننا التي نقف فيها بعد اشهر من تحقيق اهم انجاز في تاريخ المنطقة, اعني تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي بفضل المقاومة وصمود الشعب اللبناني والموقف السياسي اللبناني المتكامل والمتعاون والمتضامن والمتحالف مع سوريا, ان يكون هذا الاعلام دائما اعلام مقاومة واعلام تحرير, التحرير لم ينته بعد وعلينا واجب كبير في اطار معركة استكمال التحرير, والمقاومة ستبقى مستمرة, وعندما اتحدث عن المقاومة وتحديدا في الاعلام اعني, حتى لو تم التحرير الكامل فان المقاومة ستستمر بمعنى المقاومة الفكرية والمقاومة الثقافية والمقاومة السياسية والمقاومة الاعلامية, مقاومة كل اشكال التطبيع ومحاولات اختراق مواقعنا وصفوفنا وقناعاتنا وايراداتنا. ويأمل الوزير العريضي: ان يكون الاعلام اللبناني وهذا ما سنعمل عليه اعلام جميع اللبنانيين, يهتم بجميع قطاعاتهم البيئية والصحية والاجتماعية والتربوية والاخلاقية والشبابية والطلابية, تكريسا لمبدأ الحوار ومناخ الحوار الملائم والضروري لكي يكون الاعلام, ليس منبرا فقط لقضايا مهمة يجب ان يلقي الضوء عليها, بل مستوعبا ايضا لكل القضايا التي يمكن ان تؤثر بشكل او بآخر على استقرارنا وسلامة حياتنا اليومية. ويضيف قائلا: انه على هذا الاساس اعلن سلفا, وأنا من القادمين من القطاع الاعلامي, ان اليد ممدودة للجميع ونحن بحاجة للجميع في كل المواقع وفي المؤسسات مهما اختلفت الآراء وتباينت, فوزارة الاعلام ستكون وزارة الجميع, مفتوحة للجميع, منفتحة على الجميع, حاضرة للحوار والتفاعل مع الجميع. وفي هذا السياق ثمة عناصر معينة يمكن تناولها, فيما يخص المؤسسات التابعة للدولة, لا اريد ان اطلق في هذا اللقاء شعارات كبيرة ولا اريد ان اتحدث عن طموحات ايضا كبيرة اتمنى ان ترسم في خطة متكاملة وان نتمكن من تحقيقها, لكنني اقول حتى في ظل الواقع الذي نعيش والامكانات المتوفرة وهي ضئيلة, يمكننا ان نقوم باشياء كثيرة وان نفعل عملنا اليومي وان نجعل المؤسسات تعمل وتنتج بشكل ايجابي اكثر فأكثر, دون ان يعني ذلك أننا لن نذهب الى المطالبة بتوفير كل الامكانات للإعلام الرسمي من أجل اطلاق دور واسع له وتوفير حضور مهم ومميز. الاعلام الخاص والإعلان ويتطرق الوزير العريضي الى دور الاعلام الخاص وقال: الى جانب هذه المؤسسات ثمة اعلام يسمى بالاعلام الخاص متحرك ودينامي, اعتقد, وبكل اعتزاز اقول هذا الكلام, ان لبنان اثبت حضورا هاما ومميزا ولامعا وحضاريا في هذا المجال وكان لدور الاعلام اللبناني الاثر الكبير في تحقيق انجاز التحرير وفي تقديم الصورة الحقيقية عن لبنان, في مواجهة اعلام يضخ الافكار المشوهة والمعلومات المشوهة والمفبركة والمضللة, والتي استخدمت كسلاح من اسلحة استهداف لبنان. لذلك اؤكد الحرص على التفاعل والتكامل بين كل المؤسسات الاعلامية الموجودة في لبنان من اجل الاستفادة من امكاناتها وطاقاتها.ثم يشير الى: انه الى جانب الاعلام هناك الاعلان الذي اصبح صناعة وطنية متقدمة, وفي هذا الحقل والقطاع يعمل الآلاف وفيه مبدعون ومنتجون ولامعون واصحاب خبرة عالية جدا, يجب العمل على صون هذا القطاع وعلى تطويره, وعلى توسيع دائرته ومساحته والاستفادة من الخبرات فيه كي لا تستمر في الهجرة الى الخارج, واعتقد ان الجميع يعلم ربما ليس ثمة مؤسسة اعلامية فضائية او ارضية او مكتوبة او مسموعة في عدد كبير من الدول المحيطة بنا الا وفيها عدد من اللبنانيين الذين تركوا لبنان فقط, لان ليس ثمة مجال عملهم او لإمكانات تعزز هذا العمل وتحفظ كرامة العيش, يجب الاستفادة من هؤلاء إن كانوا في الخارج فهم سفراء الكلمة الحرة وهم سفراء لبنان في موقع من مواقع العمل الذي يعملون فيه, وإن سمحت الظروف بأن يعود الجميع الى لبنان ومثابرة وعملا وحسا (بالمسئولية والتزاما بالامانة). لا للشعارات * يذكرنا كلامك بأسلوب الشعارات, فهل هو كذلك؟ فيجيب: ـ ربما يقال ان ثمة افكارا كبيرة تطرح, اكرر لا اطلق شعارات اود ان اشير الى نقطتين الاولى وهذا من باب التمني ولفت النظر في الوقت ذاته, بكل تواضع ماتعودت حمل مسئولية الا وكنت اعتبر في كل مجال من مجالات العمل في الحقل العام, ان ليس ثمة في موقع المسئولية ربع مسئول, المسئول مسئول وربع, ويجب ان يعطي المسئولية كل ما تستحقه من عمل ومن جهد ومن وقت ومن مثابرة ومن عطاء. ولذلك اتمنى ان نكون جميعا مسئولين بكل ما للكلمة من معنى لانه من وزارة الاعلام تنطلق ورشة الاعلام ومن وزارة الاعلام يتم الاشراف على هذه الورشة ومن وزارة الاعلام يتم التعاطي مع الاعلام, اتمنى ان نكون مسئولين وان يكون هذا الكلام واضحا مستندا فيه الى دعم آمل ان يكون متوفرا بشكل كامل من الرئيس, من رئيس الحكومة, من الزملاء في مجلس الوزراء ومن المجلس النيابي الكريم,منطلقا من الكلام الذي قاله الرئيس في اول جلسة لمجلس الوزراء انه لابد من مراجعة موضوعية للماضي ولابد من استخلاص العبر, ومما قاله دولة رئيس الحكومة انه يجب ان نتطلع الى المستقبل وان نكون فريق عمل واحدا وقادرا على الانتاج والعطاء. وانني اعول كثيرا على هذا الكلام وعلى هذا التوجه الذي سيكون داعما لنا في عملنا وفي توجهاتنا.

Email