نبيل شعث لـ البيان : حصلنا على ما نريد من قمة الدوحة والأموال العربية لم تصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدى وزير التخطيط الفلسطيني نبيل شعث ارتياحه لنتائج قمة الدوحة الإسلامية, وقال لـ (البيان): (اننا حصلنا في القمة على كل ما نريد), وإذ بدا شعث مرتاحا للنتائج السياسية فقد أظهر قدرا وافرا من الأسف، لعدم وصول المعونات المادية العربية إلى الشعب الفلسطيني الذي قال انه يعاني حصارا أفظع من حصار ليبيا والعراق وكوبا.. ولولا مبلغ مالي حوله الأمير عبدالله ولي عهد السعودية منذ أيام لعجزت السلطة الفلسطينية عن دفع أجور ورواتب موظفيها. كما تحدث شعث عن شعور الجفاء الذي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية تبديه دائما تجاه الفلسطينيين, مرجحا ان كلينتون أكثر منها تعاطفا وتفهما, واعتبر المسئول الفلسطيني اغتيال مسئولي حركة فتح, إضافة أخرى إلى ملف جرائم الحرب الاسرائيلية, مشددا على ألا عودة إلى قواعد أوسلو بعد الآن, إلا إذا فعلت إسرائيل في فلسطين مثلما فعلت في لبنان, وفيما يلي تفاصيل اللقاء: * ما الذي حصلت عليه فلسطين من القمة الإسلامية؟ ـ أستطيع القول اننا حصلنا على كل ما نريد من القمة الإسلامية (حصلنا على دعم الانتفاضة) وعلى معاقبة اسرائيل. * وكيف ستتم ترجمة هذه المواقف الاسلامية على الأرض؟ ـ هناك اجراءات عملية بكل تأكيد, وهي إجراءات تستتبع قرارات القمة العربية, وسيحس بها المواطن الفلسطيني مباشرة, لكننا نتمنى ألا تأخذ وقتا طويلا لتنفيذها. * الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عرفات إلى واشنطن, ماذا حصل منها الجانب الفلسطيني؟ ـ لم أكن مع الأخ أبو عمار في واشنطن, لكن من خلال اتصالاتنا نعلم ان أبو عمار شرح الموقف الفلسطيني للأمريكان, وشدد بالخصوص على مطلب الحماية الدولية لشعب أعزل في مواجهة أحد أقوى جيوش العالم, لكي يستطيع هذا الشعب ان يستكمل دوره في عملية السلام, إذا تم تعديل مسار هذا السلام, وأصبح أكثر قابلية للوصول إلى هدف العدالة والشمولية. * بكل تجرد وواقعية, ما هي خطوط انجاز هذا المطلب في ضوء رفض اسرائيلي وتحفظ أمريكي؟ ـ الآن أصبح هذا المطلب أحد شروط عودتنا إلى طاولة المفاوضات, ولا يمكن لنا أبدا العودة إلى سلام, لا يحمي الشعب الفلسطيني من الغطرسة الاسرائيلية, ونحن نفاوض من أجله, وهو شرط لن يتم التنازل عنه إلا إذا استعد الاسرائيليون إلى الانسحاب مثلما فعلوا في جنوب لبنان. * تناقلت الأنباء غضب وزيرة الخارجية الأمريكية من الرئيس عرفات إلى درجة أنها كانت تقرأ كتابا وهي تحضر لقاء كلينتون عرفات, لماذا حصل ذلك؟ ـ لقد حضرت مواقف عديدة تبين بوضوح ان هناك مواقف سياسية متباينة حتى في داخل الإدارة الأمريكية, وأنا أعتقد ان مواقف الرئيس كلينتون رغم انحيازها لاسرائيل, فإنها تبقى أكثر تفهما للجانب الفلسطيني عكس مواقف أولبرايت التي لا تكن لنا أي مودة, لكن مع ذلك فالمهم ليس الأمزجة بل المواقف السياسية, وما يمكن ان نحصل من ورائها. * مؤخرا شهدت الاعتداءات الاسرائيلية نقلة نوعية باغتيال مسئول من فتح, هل هو انتقال إلى تصفية القيادة الفلسطينية بشكل فردي؟ ـ الذي حصل كان جريمة قتل مخطط لها بدم بارد, وهي جريمة أخرى في جرائم الحرب تضاف إلى الملف الاسرائيلي, ولا شك ان العالم بأسره أصبح يعلم درجة المبالغة في العنف والاجرام اللذين أصبحا سمة التوجه الاسرائيلي الآن, وهو توجه لا يخدم عملية السلام, ولا يليق بطرف يريد السلام أي يتبناه, أما ما إذا كانت هذه الجريمة نقلة لاغتيال المسئولين الفلسطينيين, فكلنا معرضون للشهادة كما يقول الرئيس عرفات, ولسنا أفضل من أبناء شعبنا الذين يستشهدون يوميا تحت رصاص المحتل الاسرائيلي. * هناك رئيس أمريكي جديد الآن, هل تتوقعون أي تغيير في السياسة الأمريكية من عملية السلام؟ ـ المسألة ستظل غير واضحة المعالم لستة أشهر على الأقل, وبعد ذلك ستأخذ الادارة الأمريكية وقتا في التعلم وفي التأقلم لتكون جاهزة للقيام بمهمتها, وهذا كله وقت يضيع في عملية السلام, ولذلك فنحن نطالب بقوة ان تدخل أوروبا وأطراف أخرى على خط التسوية, وألا تظل واشنطن مستفردة بالأمر في كل الظروف. * الآن أيضا جاء موعد 15 نوفمبر, كموعد جديد لإعلان الدولة الفلسطينية, فماذا سيحصل؟ ـ 15 نوفمبر لم يكن أبدا موعدا لإعلان الدولة الفلسطينية, هو موعد للمتابعة وللتقييم, وأنا أشك في قول من يرون أنه موعد لإعلان الدولة, أو حتى أن يكون هناك موعد آخر سواه, الدولة سنعلنها في حينها, أي في ذات اليوم الذي نرى فيه أننا جاهزون لذلك. * وماذا عما يقال من ان الانتفاضة تقع تحت إدارة مروان البرغوثي, وقد خرجت من يدي السلطة الفلسطينية إلى درجة أن بعض التقارير تشير إلى البرغوثي كخليفة لعرفات؟ ـ هذه إحدى محاولات زرع الفتنة في الصفوف الفلسطينية, وهي محكومة بالفشل, فكلنا مناضلون من أجل تحرير فلسطين, تحت قيادة الرئيس عرفات, وجميعنا يعرف جيدا ما يفعله في هذا الإطار. * هل ستقبل واشنطن أن تشاركها أوروبا وروسيا في الاشراف على عملية السلام؟ ـ حصل ذلك على الأرض في شرم الشيخ, وسنصر على ان يحصل في كل المراحل المقبلة. * إذا انتقلنا إلى الوضع الداخلي في أراضي السلطة الفلسطينية, لماذا أفرجت السلطة هناك عن سجناء حركة (حماس) ثم أعادتهم إلى السجون ثانية؟ هل كان الأمر فعلا ناتجاً عن ضغوط اسرائيلية؟ ـ لقد قررنا في وقت من الأوقات الإفراج عن كل المساجين الفلسطينيين بدون النظر إلى الأسماء أو إلى الاتجاهات السياسية حتى لا تدك المروحيات الاسرائيلية سقوف السجون على رؤوسهم, نحن لم نحكم عليهم بالإعدام, وكنا نرى أن تركهم تحت القصف الاسرائيلي في أماكن مغلقة هو نوع من تعريضهم للقتل في كل لحظة, لم نكن نرغب في المساهة فيه بأي شكل, لكن بعد انتهاء القصف عاد جزء كبير من هؤلاء طوعاً إلى السجون. * عادوا طوعاً إلى السجون؟ ـ نعم, ومنهم بعض المنتمين إلى حركة (حماس). * هل أنتم متفائلون بمستقبل السلام في ظل هذه الظروف الصعبة؟ ـ نحن متفائلون بأن حقوق شعبنا ستعود حتماً. * كيف يبدو لكم الاقتصاد الفلسطيني المتعثر أصلا بعد سلسلة من الحصارات؟ ـ الوضع أكثر فداحة من تصويره, ودعني أقول لك صراحة بأن حصارات ليبيا والعراق وكوبا تظل أهون من الحصار الاسرائيلي على المدن الفلسطينية, فكل قرية ومدينة محاصرة بشكل منفصل فضلا عن فصل القطاع عن غزة بالكامل, إضافة إلى الفصل بين الأراضي الفلسطينية من جهة والأردنية والمصرية من جهة ثانية, كما ان الاقتصاد مشلول بشكل شبه كامل, والمصانع معطلة بسبب عدم وصول قطع الغيار, ناهيك عن التصدير, ولم يكتف الاسرائيليون بذلك, بل منعوا الصيد تماما في المياه الفلسطينية, وتوقف بذلك رزق 3 آلاف صياد في غزة كانوا يسدون جزءًا من رمق الشعب الفلسطيني, ومنعت اسرائيل الفلسطينيين من جني 90% من محصول الزيتون, بعد ان طاردتهم في مزارعهم وقتلتهم. الاسرائيليون سرقوا (توربينات) محطة الكهرباء التي لم يبق على تشغيلها سوى أيام, وقصفوا المطاحن في غزة, ودمروا الاقتصاد ومصادر الرزق الفلسطينية تماماً. * هل تمكنت المعونات العربية من سد هذا النقص الفادح؟ ـ باستثناء مبلغ حوله الأمير عبدالله ولي العهد السعودي منذ أيام قليلة لم يصلنا شيء, مما تم وعدنا به, ولولا هذا المبلغ لما استطعنا دفع أجور موظفي السلطة لهذا الشهر, لكنني أتمنى أن يكون اجتماع وزراء المالية العرب يوم 22 الجاري في القاهرة حاملا لحل سريع وعملي لهذه المعضلة, حيث يجتمع الوزراء لبحث آلية توزيع المليار دولار الخاصة بصندوقي الانتفاضة والقدس, وأود الاشارة هنا إلى ان السعودية والكويت وحدهما إلى حد الآن دفعتا التزامهما في الصندوقين وما زلنا ننتظر الـ 600 مليون دولار ليتم التصرف فيها بشكل عاجل.

Email