انتفاضة الاقصى تهيمن على افتتاح قمة الدوحة، خاتمي يركز على المقاطعة والبشير يدعو للجهاد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

افتتح قادة الدول الإسلامية امس اعمال القمة التاسعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في الدوحة التي تتمحور خصوصا حول الانتفاضة الفلسطينية وسبل دعمها. وتتمثل 27 من الدول الاعضاء الـ 56 في منظمة المؤتمر الاسلامي, برؤسء دولها في القمة التي تغيب عنها الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل المغربي الملك محمد السادس. واعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة منذ ,1997 افتتاح اعمال القمة. وحضر جلسة الافتتاح ايضا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان. وكان الموضوع الوحيد المتوقع على جدول اعمال محادثات امس الاول من القمة, التي تستغرق ثلاثة ايام, الاعتداءات العنيفة على الفلسطينيين من قبل الجيش الاسرائيلي التي اوقعت اكثر من 200 شهيد من الفلسطينيين وإلى جانب آلاف الجرحى. وكان وزراء خارجية دول المنظمة اوصوا في ختام اجتماعهم التحضيري للقمة الجمعة الماضي الدول الاسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل بقطعها وقدموا دعمهم للفلسطينيين في مواجهة اسرائيل, ويعد العالم الاسلامي نحو 1,2 مليار نسمة. وعلى جدول اعمال القمة ايضا ملفات ساخنة ايضا مثل افغانستان والشيشان وكوسوفو. وخاطب الجلسة الافتتاحية اضافة إلى خاتمي كل من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تولت بلاده رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي لثلاث سنوات مقبلة, والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, والرئيس السوداني عمر البشير متحدثا باسم المجموعة العربية والرئيس السنغالي عبدالله واد باسم المجموعة الافريقية, والدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا عن المجموعة الاسيوية, كما خاطب الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور عزالدين العراقي الامين العام للمنظمة, وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة, ورئيس جنوب افريقيا تامبو مبيكي ممثل حركة عدم الانحياز, وعصمت عبدالمجيد الامين العام للامم المتحدة. وكانت الجلسة الافتتاحية بدأت بتلاوة من القرآن الكريم والوقوف دقيقتين حدادا على شهداء الانتفاضة الفلسطينية. ثم القى الرئيس الايرانى رئيس القمة الاسلامية الثامنة كلمة فى بداية الجلسة عبر فيها عن اعتزازه بالانجازات التى تحققت خلال رئاسة ايران لمنظمة المؤتمر الاسلامى على مدى السنوات الثلاث الماضية.. وقال ان المنظمة تمكنت خلال الدورة الماضية من القيام بدور بناء فى التطورات الاقليمية والدولية من شأنه تعزيز المكانة التى تليق بهذه المنظمة. واشار الى الاحداث التى تشهدها الارض الفلسطينية المحتلة.. وحيا الشهداء الذين سقطوا فداء للمقدسات الاسلامية على ارض فلسطين.. وطلب من الحضور الوقوف تحية للشهداء الابرار. وقال انه لكى تكون الامة الاسلامية (التى هى امة وسط) شاهدة على الجميع يجب ان تعتمد على العقل والحكمة للعثور على الاجابات على الاسئلة المطروحة الان وان تتأسى بالشخصية الرفيعة لنبى الاسلام عليه الصلاة والسلام. وركز على اهمية تحقيق التغيير الاجتماعى والثقافى والسياسى المقترن بثبات هويتنا الاسلامية والاعتماد على شعبنا. وخصص خاتمى جانبا رئيسيا من كلمته للحديث عن القضية الفلسطينية فى ضوء انتفاضة الشعب الفلسطينى البطل.. وشدد على ان الاحداث الراهنة تثبت (انه لايمكن توقع سلام حقيقى وثابت مالم تؤخذ بالاعتبار الحقوق الثابتة والتاريخية لشعب مظلوم) وعلى هذا الاساس أعلن خاتمي ان الحل الاساسى لازمة الشرق الاوسط يتمثل فى: عودة جميع الفلسطينيين الى وطنهم فى فلسطين المحتلة, واجراء استفتاء عام للفلسطينيين الحقيقيين بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود ليتخذوا القرار بشأن دولتهم المستقلة, واقامة دولة فلسطين المستقلة التى يشيدها شعبها فى كل ارض فلسطين وتكون القدس عاصمتها, وأتخاذ دولة فلسطين المستقلة القرار بشان كل من يسكن هذه الارض حاليا. وبعد ان انتهى الرئيس الايراني من كلمته اعلن عن انتخاب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر لرئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي الذي استفتح كلمته بالترحم على ارواح (قادة رواد لمنظمتنا اختارهم الحق سبحانه وتعالى إلى جواره في جنة الخلد), ذاكرا بالاسم العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال, وامير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة, والعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني, والرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وإلى ارواح القدس وفلسطين والعالم الإسلامي واسع الرحمة والمغفرة. بعد ذلك اعلن عن اختيار كل من: جامبيا والمالديف وفلسطين, نوابا لرئيس منظمة المؤتمر الاسلامي, كما تم اختيار ايران مقررا. ثم اعطى الكلمة لممثل المجموعة الافريقية الرئيس السنغالي عبدالله واد الذي اشار إلى ان القمة الاسلامية التاسعة تعقد وسط تحديات بالغة الخطورة اهمها تعثر مسيرة السلام بسبب الاستفزازات والقمع الذى تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين والذى لقى ادانة دولية. واكد ان القضية الرئيسية للعالم الاسلامى هى قضية القدس الشريف العزيزة على نفوس المسلمين كافة.. مشددا على ضرورة دراسة هذا الملف بكل العزم ودعم القيادة الفلسطينية فى نضالها من اجل التصدى للممارسات الاسرائيلية. ثم اعطيت الكلمة للرئيس السوداني عمر البشير متحدثا باسم المجموعة العربية فعبر عن امله فى ان تؤكد القمة العزم على نصرة قضايا المسلمين فى كل مكان وخاصة فى فلسطين والجولان.. واتخاذ قرارت حاسمة لخدمة انتفاضة الشعب الفلسطينى وتحرير كامل الارض المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وشدد البشير على ان الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لاسترجاع الحقوق المسلوبة خاصة فى مواجهة استمرار الممارسات العدوانية لاسرائيل. واقترح اعلان الجهاد بمعناه الشامل والواسع واستنفار كل طاقات الامة لدعم فلسطين ودعم الانتفاضة المباركة لتحرير كامل الاراضى المحتلة وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس ووقف كل انواع التطبيع مع اسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين والتنديد بالانحياز الامريكى الكامل لاسرائيل. ثم تلاه الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا نيابة عن المجموعة الاسيوية, الذي ركز فى كلمته على الاوضاع الراهنة فى الاراضى الفلسطينية المحتلة فقال ان قمة الدوحة تعقد فى ظل مصرع الكثير من الفلسطينيين الشجعان سقطوا من اجل حقوقهم فى الحرية ومن اجل كرامتهم ودفاعا عن الاسلام.. واكد ضرورة تقديم الدعم الاسلامى الكامل لانتفاضة الاقصى حتى يتم تحرير كامل الارض العربية. واكد ان العدوان على الفلسطينيين هو عدوان على المسلمين جميعا وعلى كرامتهم وشرفهم. ودعا بشكل خاص الى حشد كل الطاقات الاسلامية للوقوف فى وجه غطرسة اسرائيل وايقاف ممارساتها .. وقال ان التطورات الحالية فى الشرق الاوسط تدعو الى الوحدة والتضامن.. مشيرا الى ان ما يحدث للفلسطينيين يمكن ان يحدث لاى شعب مسلم مذكرا فى هذا الصدد بما حدث فى يوغسلافيا وما يحدث حاليا الشيشان. وقال ان القمة الاسلامية الحالية يمكنها ان تقوم بدور بناء فى نصرة القضية الفلسطينية.. ودعا الى عدم تقديم اى تنازلات متعلقة بوضع القدس الشريف بوصفها المدينة السياسية والتاريخية للشعب الفلسطينى والى عودة كل الاراضى العربية المحتلة ودعم جميع الجهود بما فيها جهود الامم المتحدة لتحقيق التسوية السلمية. ثم اعطيت الكلمة للامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عزالدين العراقي الذي اشار إلى ان العالم الاسلامى كله يتطلع الى ان تكون قمة الدوحة على مستوى المرحلة بالغة الحرج التى تجتازها الامة الاسلامية فى الوقت الحاضر وتعزيز قدراتهم الذاتية لمواجهة التحديات التى تعترض مسيرتها. وشدد الدكتور العراقى على اهمية مواصلة الدعم غير المحدود للشعب الفلسطينى الى ان تتحقق اهدافه وينتزع حقوقه الوطنية كاملة ويقيم بكل الوسائل دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودعا الى تعزيز التضامن واحكام الخطط لوضع الامة فى مكانها الذى تستحقه وتفعيل مجموعات العمل التى انشئت فى نطاق منظمة المؤتمر الاسلامى وخاصة المجموعات الاقتصادية والثقافية والعلمية والاعلامية. كما طالب باعادة النظر فى اسلوب اتخاذ القرار وطريقة تمويل ميزانية المنظمة وان ينظر فى اسلوب جعل الدول الاعضاء تحرص حرصا اكيدا على الالتزام بما يمليه عليها انتماؤها انتماء حقيقيا وصادقا لمنظمة نشيطة وجادة مهمتها الاولى العمل لصالح الدول التى تنتسب اليها ولصالح البشرية. ثم جاء دور عنان الذي بادر بتأكيد تعاون الامم المتحدة مع منظمة المؤتمر الاسلامى من اجل مصلحة شعوب العالم اجمع.. وقال ان العالم الاسلامى يتطلع الى منظمة المؤتمر الاسلامى لتحقيق آماله والتوصل الى حلول سلمية للمشاكل التى تعانى منها بعض الدول الاسلامية. واشار عنان الى القضية الفلسطينية فدعا الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى الى حل قضاياهم بالطرق السلمية حفاظا على ارواح الابرياء.. كما دعا الى مساعدة الجانبين للتوصل الى سلام عادل (سلام الشجعان). واكد ان السلام العادل الذى يضمن لكل الاطراف العربية حقوقها يجب ان يقوم على اساس قرارت مجلس الامن 242 و338. واعطيت الكلمة بعد ذلك للرئيس ثامبو مبيكي رئيس جنوب افريقيا ممثل حركة عدم الانحياز الذي اكد ان الوضع فى المنطقة يشكل تهديدا مباشرا للسلام والامن الدوليين ويتطلب ذلك اتخاذ خطوات صارمة وفعالة لضمان حقوق الشعب الفلسطينى لانهاء احتلال الاراضى العربية وانهاء الصراعات العنيفة الراهنة التى ادت الى ازهاق ارواح العديد من الابرياء وخلق سلام عادل ودائم فى جميع مناطق الشرق الاوسط. وادان ممثل حركة عدم الانحياز الاستخدام الكثيف للقوة واستخدام الاسلحة الحديثة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلى.. مؤكدا ان للشعب الفلسطينى الحق فى العودة الى وطنه وان تكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ودعا جميع الاطراف الى ان تتخذ خطوات ايجابية للحفاظ على قدسية الاماكن المقدسة فى مدينة القدس. وبعد مبيكي تحدث كل من الامين العام للجامعة العربية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

Email