موضوع المكتب الاسرائيلي يسيطر على الاجتماعات ، البيان تنشر تفاصيل الجدل حول المقاطعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسيطر موضوع اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة على كل اجواء مؤتمر القمة الاسلامية وتراجعت بنود جدول اعمال الاجتماع الوزاري الذي بدأ امس في موعده الى درجة ثانوية, قبل صدور بيان قطري اعلن عبره اغلاق المكتب. فقد عاد الوفد السعودي الى الدوحة وحضر الاجتماع الوزاري برئاسة مساعد وزير الخارجية وبدا ان تنسيقا سعوديا ايرانيا وثيقا سبق التوصل لصيغة البيان الذي صدر لاحقا بشأن اغلاق المكتب الاسرائيلي في الدوحة .. وقد تمكنت (البيان) من الاطلاع على الصيغة المتداولة بين وكيل وزارة الخارجية الايرانية الدكتور جواد ظريف واعضاء الوفد السعودي وكانت العقدة مستمرة حتى عصر امس حيث تمحور الاقتراح القطري بعد مفاوضات ماراثونية حدثت الليلة قبل الماضية في فندق شيراتون الدوحة, على ان تعلن الدوحة اغلاق المكتب, مستعملة في بيانها جملة (بمناسبة انعقاد القمة الاسلامية التاسعة) غير ان الموقف السعودي بدا متحفظا على هذه الصيغة التي تبطن (اغلاقا مؤقتا) فيما كان الجانب الإيراني يميل للظهور في موقف الاكثر تفهما للحرج القطري, الذي كان يرفض ان يصدر عنه موقف في هذه القضية تحت اي ضغط. وقالت مصادر قطرية مطلعة لـ (البيان) ان الدوحة, استجابت من حيث المبدأ الى المناشدات المتكررة من عدد من الدول الشقيقة, وهي ترى في موقفها الجديد, وبصياغته هذه موقفا متوازنا, يراعي رغبة الاشقاء, ويحفظ لقطر موقفها الثابت بعدم اغلاق المكتب الاسرائيلي نهائيا, لعدم ايمانها بان ذلك هو لب مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي. او انه سيمثل حلا للصراع الاسرائيلي الفلسطيني .. والمح المصدر انه لا يمكن لقطر ان تتنازل اكثر من ذلك. غير ان مصادر الوفد الايراني, بدت متفائلة شيئا ما بقرب فك عقدة مؤتمر القمة .. وهي تحاول مع المسئولين القطريين التوصل الى صيغة لغوية, اكثر وضوحا, واقل تبطينا لموضوع (مناسبتية) اغلاق المكتب .. وقالت المصادر الايرانية انها متى نجحت في ذلك فان الرئيس خاتمي سيتولى التدخل لدى الامير عبدالله لاقناعه بحضور القمة. وفي المقابل لم تخل الاجواء بعد من بعض التشاؤم حيث كان مراقبون يخشون ان تعود المسألة الى الذكر الاول, وان يتم تأجيل جلسة القمة حتى حل الاشكال, وهي فرضية قالت بعض المصادر انها مقترح مصري .. وكانت اعمال الاجتماع الوزاري انطلقت شبه مكتملة النصاب بعد ان حضر رئيس الجلسة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في وقت مبكر من صباح امس, وبدت جلسة تقليدية وبعيدة عن الاثارة التي كانت تلف بالاجواء حولها, وفي حين كان الحضور يتوقعون اعلان وزير الخارجية القطري قطع قبيل الجلسة العلاقات مع اسرائيل, اكتفى بالترحيب بالمشاركين. وفي تصريحاته قال وزير الخارجية القطري ان بلاده مازالت تدرس بشكل متأن موضوع اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة. وارجع بن جاسم سبب هذا التأنى الى الاتصالات الفلسطينية الامريكية التى ماتزال جارية وقال ان دولة قطر تأمل فى ذات الوقت أن تستمر العملية السلمية حتى بصرف النظر عما يحصل الان. واشار فى هذا الصدد الى ان هناك شواهد واضحة تقول أن القمة العربية تؤكد أن السلام مطلب استراتيجى ولم تقل شيئا اخر حتى نتبعه وقال انه مادام المطلب الاستراتيجى للقمة العربية هو السلام وفقا لما قاله القادة العرب فنحن متمسكون بشعرة معاوية. ومضى يقول ان هذا لا يعنى أننا لن نقطع العلاقات اذا ما تطورت الامور الى الاسوأ ولكن فى ظل الظروف وفى ظل الاتصالات الجارية حاليا ننتظر ما تتمخض عنه هذه الاتصالات وقال ان دولة قطر دائما تعودت عندما تكون عندها مناسبة كبيرة تحصل لنا شوية مشاكل . واكد أن مؤتمر القمة الاسلامى هو للجميع وليس لدولة قطر فقط و قطر جزء من هذا العالم الاسلامى موضحا أن دولة قطر باعتبارها الدولة المضيفة للمؤتمر ستعمل بكل ما فى وسعها لانجاحه . وفي تصريحات لاحقة قال الوزير القطري ان قرار اغلاق المكتب التجارى الاسرائيلى فى الدوحة هو قرار سيادى وقرار قطرى. واضاف فى رد على سؤال لوكالة الانباء القطرية عقب اختتام الجلسة الاولى للمجلس الوزارى لمنظمة المؤتمر الاسلامى انه عندما انتخبت دولة قطر لاستضافة القمة كان المكتب موجودا وعند التحضيرات للقمة كان موجودا ايضا وان الموضوع اثير فى اخر لحظة وهو يدرس بتأن وبمسئولىة تامة من قبلنا فى قطر. واضاف انه اذا كان هناك أي شىء بشأن اغلاق المكتب التجارى الاسرائيلى فاننا سنعلنه. وحول المشاركة السعودية فى القمة الاسلامية قال حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى ان الاتصالات مستمرة بيننا وبين الاخوة فى المملكة العربية السعودية وقال اننا نتفهم الموقف السعودى تماما وان هذا الموضوع جار بحثه. ونوه بالمسئوليات الاسلامية الكبيرة الملقاة على عاتق المملكة العربية السعودية وقال ان دولة قطر تقدر موقف المملكة من خلال هذه المسئوليات وتقدر موقف الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى بشكل خاص ولذلك ليس لدينا اي سوء فهم . واضاف ان دولة قطر تقدر موقف المملكة العربية السعودية وحضورها اليوم فى اعمال المجلس الوزارى . ووصف وزير الخارجية القطري اعمال الجلسة الاولى للمجلس الوزارى بانها كانت جيدة وتم تخصيصها لقضية القدس الشريف ومايجرى فى الاراضى المحتلة وقال ان هناك توافقا وايجابية فى الطرح وتفهم لما يجرى ولاتخاذ قرار ومواقف اسلامية ترسل الى من يهمهم الامر. وحذر من ان العالم الاسلامى لن يقف مكتوف الايدى مقابل مايجرى فى الاراضى الفلسطينية.

Email