جنود الاحتلال: رفح اسوأ بكثير من جنوب لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وفقاً لتقرير في صحيفة (معاريف) الاسرائيلية يقوم ضباط الجيش الاسرائيلي باستعدادات خاصة قبل التحرك صوب موقع (ترميت) وسط مدينة رفح الفلسطينية التي تحاصرها القوات الاسرائيلية في قطاع غزة. ويقول التقرير ان السبب في هذه الاستعدادات الخاصة ليس رداءة الطقس بل الخوف من رجال (التنظيم) الجناح العسكري لحركة فتح ومن سكان المدينة الذين يكمنون للجيش الاسرائيلي طوال اليوم الامر الذي جعل القوات الاسرائيلية تفضل دائما التحرك فجرا وان كان هذا لا يمنع الخطر كلية. الموقع الاسرائيلي يقع في قلب المدينة المقسمة بالحدود, الفلسطينيون يطلقون النار من جانب والمصريون يتواجدون على الجانب الاخر من الحدود. قوات الامداد الاسرائيلية تتحرك صوب الموقع الذي يعاني من عزلة تامة لفترات طويلة, القافلة المصفحة تحمل معها المياه والذخيرة والاطعمة. الطريق الذي تسير فيه القافلة العسكرية عرضه 8 امتار تقريبا وهو الذي احتفظت به اسرائيل ليفصل بين المناطق الفلسطينية والمصرية. التقرير وصف الجناح الفلسطيني من المدينة بانه يمثل القسم الاكبر منها وقال عنه بوقاحة تعبر عن حقد دفين : انه عبارة عن مجموعة كبيرة ومتكدسة من الخرابات التي تتخللها بعض البيوت الكبيرة متعددة الطوابق. الصفوف الاولى من المنازل تقبع على مسافة امتار قليلة من الشريط الاسرائيلي الذي يحيط به سور, ووفقا للصحيفة الاسرائيلية فان الفلسطينيين يطلقون النيران على الجيش الاسرائيلي من منازل بعيدة بعض الشيء فيمتنع الاسرائيليون عن الرد خوفا من التسبب في مذبحة تفجر الموقف. منذ اندلاع انتفاضة الاقصى امتنعت القوة الاسرائيلية من المرور في الطريق الذي يمر بقلب رفح حيث يسيرون في طرق التفافية ثم يجتاوزون جزءا صغيرا فقط من الطريق الضيق و الخطير. تبديل القوة عمليات تبديل القوة في الموقع الاسرائيلي تتم بينما الواح من الصلب وشاحنات ضخمة تسد مدخل الموقع خوفا من الهجوم المفاجىء على القوات خلال عملية الدخول والخروج وهو الاسلوب الذي كان متبعا في لبنان ايضا فالمكان تغير لكن الشاحنات والخوف بقيا. قائد كتيبة برفح ويدعى (داني) يقول: لقد كانت الخدمة العسكرية في لبنان اسهل من رفح فقد كنت خلال دقائق اجهز اربع عربات جيب وتخرج الدورية العسكرية, اما الان فلا يكفى ان نفتح ممرا لكي تسير فيه القافلة العسكرية, بل يجب توفير الحماية لها بالدبابات وقوات القناصة مع الاستعداد المسبق بخطة هروب وانقاذ سريعين في حالة وقوع هجوم وسقوط قتلى اسرائيليين. وخلال الاسابيع الماضية كل القوافل تعرضت لاطلاق نار وهناك مخاوف من استخدام عبوات ناسفة. الامدادات العسكرية لموقع الجيش الاسرائيلي في قلب رفح قليلة وتأتي على فترات متباعدة على الرغم من وجود معسكر للجيش الاسرائيلي على مسافة لا تزيد على ثلاثة كيلو مترات جنوبي رفح, المعسكر يدعى (جيريت). وقد قال احد ضباط الجيش الاسرائيلي : لكي نصل من المعسكر للموقع الامامي داخل رفح لن نستغرق من الوقت 5 دقائق في الظروف العادية, لكن حاليا تستغرق الرحلة 50 دقيقة بسبب الطرق الالتفافية والمواجهات التي يخطط لها الفلسطينيون بالاضافة الى قطع الطريق بكتل خرسانية ووضع المتظاهرين عبوات يشتبه في كونها متفجرات. في اغلب الاحوال تضطر القوة الاسرائيلية للاتجاه صوب (غوش قطيف) في قطاع غزة حتى الحدود المصرية قرب مستوطنة (كرم شالوم).اما الرصاص الذي يطلق على المبنى الرئيسي للموقع فقد اصبح امرا معتادا خاصة وانه في ازمات سابقة تعرض الاسرائيليون للنيران من جانبي الحدود لذلك اصبح من المعتاد ان يبلغ قائد الموقع غرفة عمليات الجيش الاسرائيلي عبر اللاسلكي : يطلقون علينا النار. .الرصاص يمطر النوافذ والفتحات كل شيء على ما يرام ! احد الضباط قال : منذ شهور والهجمات لاتنقطع لم نعد نحصى الزجاجات الحارقة التي القيت علينا, الخط الاحمر بالنسبة لنا هو عدم السماح للفلسطينيين بالاقتراب لاقل من 40 مترا حتى ولو كانوا يحملون حجارة فقط, واذا اطلق البعض رصاصا من بعيد على الفور يتم الرد عليه, لكن مع هذا نجح الفلسطينيون عدة مرات في الوصول الى مدخل الموقع والقاء قنابل يدوية وزجاجات حارقة لا تزال روائحها تفوح حتى الان داخل الموقع. هجمات ليلية الهجمات على القوات الاسرائيلية تتم من خلال نظام يومي شبة ثابت يقوم على الهاء الجنود الاسرائيليين باطفال يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة منذ الصباح الباكر حتى الخامسة او السادسة حيث ينسحب الاطفال من المكان فجأة وتنطلق النيران صوبنا تحت جناح الليل. الاسرائيليون لم يجدوا تفسيرا لكثافة النيران سوى الزعم بان رجال المقاومة الفلسطينية يطلقون النيران من بين اطفال ويأتون وينسحبون مستقلين سيارات اسعاف! القوات الاسرائيلية لاتجد وسيلة للرد عند تدهور الاوضاع سوى الاستنجاد بطائرات هليكوبتر بالاضافة الى استخدام صواريخ الـ (ار بي جيه) ضد المتظاهرين بعد ان حصلوا على تصريح مفتوح من قادة الجيش الاسرائيلي بذلك. الخطير ان الاسرائيليين يبررون دقة تصويب القناصة الفلسطينيين بانهم يستخدمون اشعة الليزر في التصويب وان هذه الاشعة تحيط بالموقع طوال الليل, لكن لا يمكن رؤيتها الا بنظارات خاصة. ويؤكد افراد قوة الاحتلال الاسرائيلي انهم في الليل يخشون حتى استخدام مولد الكهرباء حتى لا يشوش صوته على اصوات متسللين فلسطينيين. طلقات الرصاص افسدت خزانات المياه ولم يبق للاسرائيلي سوى انتظار المياه التي تأتي لهم في جراكن على فترات متباعدة مما جعل الجنود لا يستحمون سوى كل 15 يوما في الاجازات وفي الاغلب لا يستخدمون المياه سوى في الشرب وغسيل الاسنان. في الاطار نفسه صرح قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي الذي تقرر مد فترة خدمته على غير رغبته نظرا للاوضاع الحالية:حصنا مواقعنا في قطاع غزة وخاصة على الحدود على غرار المواقع التي كانت لنا في لبنان. وانا اريد ان يبقى الجنود طوال الوقت في مواقعهم المحصنة, لم نعد نرسل سيارات جيب لتفريق متظاهرين لان الجنود يتحولون لاهداف سهلة, ولانقاذ حياتهم سنضطر لقتل فلسطينيين والتصرف بشكل غير متزن.اخر مرة حاول فيها الاسرائيليون الخروج كانت بهدف اعادة فتح الطريق المباشر بين المعسكر والموقع الاسرائيلي حيث تعرضت القوة لاصابات بشراك خداعية ورصاص. ووفقا لمسئولين عسكريين اسرائيليين فان انعدام السيطرة على الطريق الرابط بين المعسكر والموقع الحدودي جعل الفلسطينيون يهربون اسلحة خفيفة وصواريخ بحرية كبيرة. الامر الذي دفع الضباط والجنود الذين خدموا في لبنان الى القول بانهم كانوا يعتقدون بان خدمتهم في غزة ستكون مملة بالنسبة لما رأوه في لبنان, لكن بعد ان تعرضوا لكم هائل من القنابل اليدوية والزجاجات الحارقة قالوا : الوضع في رفح اسوأ بكثير من لبنان.

Email