الفصائل الفلسطينية تحذر من توجس السلطة من الانتفاضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتقد العديد من القيادات السياسية والفعاليات الشعبية عدم استثمار السلطة الفلسطينية للاحداث والاستفادة من تجارب الماضي ودعوا إلى ضرورة استمرار الانتفاضة مع العمل السياسي. وقال عبدالله حوراني في ملتقى حول (الواقع الفلسطيني وآفاق المستقبل), دعت اليه رواية الشوا عضو المجلس التشريعي عددا من القيادات والفعاليات بغزة ان الاطراف التي هللت لاوسلو هي الان في مأزق, فالطرف الفلسطيني عاجز عن توفير استجابة اسرائيلية لمطالب الحد الادني التي يرضى بها اي فلسطيني والطرف الاسرائيلي عاجز عن حمل الفلسطينيين على القبول بما يعرضه عليهم والولايات المتحدة واعضاء المجتمع الدولي عاجزون عن التقريب بين مطالب الطرفين. واضاف ان اوسلو حملت مأزقها منذ البداية حيث ميعت حدود المطالب الفلسطينية وفي اجهاضها للانتفاضة اي في تنحية عامل الضغط الذي بيد الفلسطينيين مع بقاء قوة اسرائيل وضغوطها الهائلة بكامل احجامها. واشار إلى ان اسلوب السلطة لم يرض غالبية الجمهور سواء السلوك السياسي أو الاداري أو الاقتصادي موضحا انه مع اتساع السلبيات وتراكم تأثيرها, ونشأت حالة افتراق بين المزاج العام وبين قيادة السلطة. واكد حوراني ان الانتفاضة المتجددة هي التعبير المباشر عن مخزون المشاعر بعدما طفح ولم يعد بامكان اي حاجز ان يصده وجاء المساس بالاقصى بمثابة الوخزة واعتبر انه من حسن حظ الفلسطينيين جميعا ان زيارة شارون للاقصى جاءت بعد تواتر الانباء حول رفض القيادة الفلسطينية التسليم بمطالب اسرائيل في القدس اذ اندفع فيض السخط في الشارع الفلسطيني لكنه لم يتبلور حتى اللحظة خطة سياسية أو برنامجا للعمل. وتساءل حوراني هل هذا ناجم عن حقيقة ان مفعول الانتفاضة بقى بمثابة رد فعل على ما هو مرفوض؟ وهل هو ناجم عن وجود سلطة لها برنامج لم يصل إلى حد القناعة باستبداله ببرنامج ارقى ووجود معارضة أو معارضات لها مالها مما لم يثبت فعاليته وهي لم تبدله؟ أم هو ناجم عن ان السلطة تراقب الفعاليات الاهلية ليس بدون حذر وتخشى ان تنفلت من رقابتها وهي تخشى بالتالي تبلور برامج تتجاوز برنامج السلطة أو تحرجها؟. وهل يكتفي الجمهور بتوجيه الجهد ضد الاحتلال وهو يأمل بأن تجاريه السلطة؟ وقال د. غازي حمد عضو المكتب السياسي والناطق باسم حزب الخلاص الوطني الاسلامي ان المشكلة تكمن في الفكر والرؤية السياسية التي غيبت طوال المسار السياسي الفلسطيني. واضاف ان الشعب بامكانه تقديم كم هائل من التضحيات لكنه يعجز بعد ذلك عن ترجمتها إلى ثمرة سياسية واشار ان على السلطة ان تحدد الان اما ان تضع قدمها في المسار التفاوضي أو المواجهة لانه قد ثبت للجميع انه لا يمكن الجمع بين المدفعية وطاولة المفاوضات. وحذر الدكتور حمد من ان نتائج الانتفاضة الحالية يمكن ان تفضي إلى نتائج سابقتها ودعا إلى اعتماد اهداف واضحة للانتفاضة الحالية يمكن بعدها القول اننا نقود انتفاضة بدلا من دفع فاتورة باهظة الثمن دون ضمان ما هي النتائج. وقال جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان القوى اجمعت على عدم العودة إلى المربع السياسي ما قبل 28 سبتمبر وهذا هدف ملموس يمكن تحقيق اجماع وطني عليه واضاف ان كل التشكيلات الحالية لم توفق إلى مستوى الوحدة الوطنية ويرى مجدلاوي ان اعلان الدولة الفلسطينية يشكل المدخل والحاضنة لمشروع سياسي مجتمعي لان اعلانها من طرف واحد معناه مغادرة مرجعية اوسلو وصياغة مرجعيات جديدة. ودعا جمال زقوق عضو المكتب السياسي لحزب (فدا) إلى استثمار طاقات الشعب الفلسطيني معتبرا ان منهج التفاوض السابق يشجع اسرائيل, وقال ان شروط التفاوض الجديدة هي التزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية واستمرار الانتفاضة باعتبارها اداة قوة وتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس خطة سياسية وبرنامج اقتصادي يكفل كل مقومات الصمود. ودعا جودت السويركي عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى اعتبار خيار المقاومة وقطع الطريق امام المرحلة السابقة, وحذر من مخاطر ازدياد خسائر الشعب الفلسطيني في احداث الانتفاضة وحذر من آلية التفاوض الحالية التي تعتمدها القيادة الفلسطينية. من جانبه شدد د. محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي ان الانتفاضة ستستمر لان الشعب الفلسطيني اثبت انه يستطيع ان يضحي بالدم إلى الامام وان العالم العربي والاسلامي معه, وقال ان المفاوضات هي التي تفرق شعبنا والانتفاضة توحده.

Email