جور يراهن على انجاز ديمقراطي بولاية ثالثة ، بوش يطمع للهيمنة على السلطتين التشريعية والتنفيذية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الانتخابات الامريكية التي تبدأ اليوم تشكل رهانا ثلاثيا من الناحية السياسة والشخصية للرئيس المنتهية ولايته بيل كلينتون فعلى هذه الانتخابات يتوقف مصير نائبه ومصير زوجته ومصير الديمقراطيين فى الكونجرس. ويأمل الرئيس الامريكي (54 عاما) الذي ليس بامكانه الترشح لولاية ثالثة في الفوز على هذه الجبهات الثلاث لحمل الشعب الامريكي على نسيان الفضائح التي تخللت حكمه. وعشية الانتخابات العامة اظهرت استطلاعات الرأي ان المرشح الجمهوري جورج بوش لا يزال يتقدم على منافسه آل جور بفارق طفيف. كما ان السيدة الامريكية الاولى هيلاري كلينتون لا تزال تتقدم بشكل كبير على منافسها الجمهوري ريك لاتزيو في المعركة للفوز بمقعد ولاية نيويورك في مجلس الشيوخ. لكن الترقب لا يزال سائدا ازاء نتيجة الانتخابات في مجلسي النواب والشيوخ التي خسرها الديمقراطيون لصالح الجمهوريين عام 1994. واتهم كلينتون بانه يقف وراء هذه الهزيمة بسبب شدة ميله الى اليسار. وفي حال هزم جور منافسه جورج بوش الابن فسيكون كلينتون حقق مكسبا اخيرا على الصعيد الشخصي لانه هزم بنفسه عام 1992 والده المرشح الجمهوري جورج بوش في السباق الى البيت الابيض. وعلى غرار كل رؤساء الولايات المتحدة فان كلينتون حريص على ترك صورة ايجابية في تاريخ الولايات المتحدة. لكن المشاعر تجاهه لا تزال متناقضة. فقد نال كلينتون نسبة تأييد بلغت 60% لدى الامريكيين عن ادائه خلال ثمانية اعوام. لكن نصف السكان لايزال ينظر سلبيا الى الرئيس المنتهية ولايته بسبب الفضائح التي اندلعت خلال ولايتيه الرئاسيتين. وفضل آل جور لدى اعلان ترشيحه الى البيت الابيض ان ينأى بنفسه عن كلينتون مشددا على قدراته الخاصة في ادارة البلاد. لكن نائب الرئيس الامريكي لم يغامر كثيرا بطرح مشاريع سياسية تختلف بشكل جذري عن عهد كلينتون. وشدد على استغلال الازدهار الاقتصادي الذي تشهده الولايات المتحدة الذي لا سابقة له في تاريخها. وقد تطرق كلينتون الى موضوع الاستمرارية خلال التجمعات الانتخابية الاخيرة. وتساءل خلال تجمع في لوس انجلوس الخميس (هل تحبذون التقدم الحالي وهل تريدون البناء على هذه القاعدة؟). واضاف الرئيس (اذا اردتم مواصلة هذا التقدم فان خياركم يجب ان يكون آل جور وجو ليبرمان والديمقراطيين). وسيتيح فوز نائب الرئيس الامريكي تمكن الديمقراطيين للمرة الاولى منذ 1952 من الاحتفاظ بالرئاسة لثلاث ولايات متتالية. وكان فرانكلين روزفلت وهاري ترومان تمكنا بين 1932 و1952 من احراز خمس ولايات ديمقراطية متتالية. وستعتبر السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ بمثابة ثأر بعدما حرمهم الجمهوريون منها عام 1994 للمرة الاولى منذ 40 عاما. لكن السيناريو المعاكس سيضعف بدون شك ارث كلينتون السياسي. ففوز بوش في السباق الى البيت الابيض والاحتفاظ بغالبية جمهورية في الكونجرس سيسمح للحزب الجمهوري بالسيطرة للمرة الاولى منذ 1954 على السلطتين التشريعية والتنفيذية. واذا تم الاخذ بهذه الفرضية فلن يكون هناك امام الرئيس كلينتون سوى فوز واحد يبدو مرجحا جدا عشية الانتخابات وهو فوز زوجته هيلاري في ولاية نيويورك. وكان بيل كلينتون من اشد المدافعين عن ترشيحها لمنصب سيناتور عن ولاية نيويورك حيث ضاعف دعواته في هذا الاتجاه طوال حملتها الانتخابية كما انه ظهر عدة مرات الى جانبها خلال الحملات. وفي حال فوزها ستكون هيلاري كلينتون اول سيدة اولى امريكية تنتخب في الكونجرس. أ.ف.ب

Email