الإنترنت وسيلة ممتازة للدعاية ومستحيلة للتصويت

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من كل ما يقال الان عن أن انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة ستكون الاولى التي تجرى في عصر الانترنت, فلن يتسنى للناخبين الامريكيين أن يختاروا رئيس دولتهم, كبرى دول العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات, عبر الانترنت. ورغم ذلك, فإن الشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات تلعب دورا رئيسيا في المعركة بين المرشح الديمقراطي آل جور نائب الرئيس الامريكي ومنافسه الجمهوري جورج بوش الابن حاكم ولاية تكساس, حيث يستغل المرشحان الانترنت لحشد التأييد ولتحسين صورتهما وجمع التبرعات. ويقول آلفي تشارلز من مسئولي الانتخابات بولاية كاليفورنيا الامريكية أن ثمة مشروعا رائدا ينفذ حاليا في أربع مقاطعات بالولاية لبحث إمكانية التصويت عبر الانترنت في الانتخابات الرئاسية التالية التي ستجرى عقب أربع سنوات. ففي كل من سان دييجو وساكرامنتو وسان ماتيو وكونترا كوستا ستجرى تجربة محاكاة للانتخابات يطلب فيها من الناخبين في عدد من مراكز الاقتراع التصويت عبر أجهزة كمبيوتر بدلا من وضع بطاقات الانتخابات الورقية في صناديق الاقتراع العادية. وفي حالة نجاح هذه الخطوة, تبدأ المرحلة الثانية والمتمثلة في تثبيت أكشاك اقتراع إلكتروني حقيقية في أكثر من موقع في المقاطعة. وإذا انتهت هذه المرحلة بنجاح فستعمم التجربة في البلاد بأسرها. غير أن تشارلز يقول ان إدلاء الناخبين بأصواتهم من منازلهم أو المكاتب عبر الانترنت لن يكون خيارا متاحا في المستقبل القريب. ويضيف في الوقت الراهن, يجب أن تكون أجهزة الكمبيوتر خاضعة لسيطرة مسئولي الانتخابات .. وتتمثل المشكلة الكبرى في احتمال أن ينجح شخص ما في تطوير فيروس قادر على تغيير الرأي الذي يدلي به الناخب دون أن يعلم صاحب الصوت عن الامر شيئا. ويقول إننا في حاجة إلى تجديدات تكنولوجية يمكن أن تقي من الفيروسات الجديدة قبل ظهورها. المشكلة هي أن الاطار الزمني قصير جدا والخسائر المحتملة هائلة جدا. ويجب أن يكون أي نظام للتصويت عبر الانترنت آمن بنسبة 100 بالمئة. فالتلاعب في صوت انتخابي واحد كفيل بإفساد الانتخابات بأسرها. ويشير إلى أن الاجراءات الامنية يجب أن تكون أكثر صرامة مما هو قائم حاليا. من ناحية أخرى, يقول مدير لجنة الانتخابات بولاية فلوريدا الامريكية كلاي روبرتس إذا سرق أحدهم رقم بطاقة الائتمان الخاصة بك فستعلم بذلك في نهاية المطاف. ويردف ولكن لان لدينا صناديق اقتراع سرية فإذا سرق أحدهم صوتك فلن تعلم شيئا عن الامر أبدا. والتردد بشأن التصويت إلكترونيا هو في حقيقة الامر شعور واسع النطاق. فيقول جيم آدلر المدير التنفيذي لشركة متخصصة في تطوير نظم التصويت الالكتروني أن تطبيق هذا النظام قبل التأكد من صلاحيته يمكن أن يضر بصناعة الانترنت بأسرها. وطور مسئولو التصويت في مدينة ريفرسايد الهادئة بولاية كاليفورنيا نظاما للتصويت الالكتروني يعتمد على لمس الزر الذي يختاره الناخب على شاشة خاصة. ويتسم هذا النظام بكونه بسيطا ومريحا وفعالا علاوة على أنه يغني عن الحاجة لطباعة الملايين من بطاقات الانتخاب الورقية التي سرعان ما يتم التخلص منها بمجرد إحصائها. إلا أن هذا النظام غير مرتبط بالانترنت, فالبيانات المرسلة من الناخبين تنقل إلى المسئولين في نطاق شبكة مغلقة مخصصة للانتخابات. وكان للانترنت أدوار أخرى لعبتها خلال حملة الانتخابات الرئاسية الحالية. فعندما أدلى جور بتصريحه الشهير الذي أثر على موقفه في الانتخابات سلبيا بأنه أمسك بزمام الريادة في الكونجرس من حيث اختراع الانترنت, تفجرت التعليقات التي تتهكم على هذا التصريح لاسيما من قبل بوش الذي استغله لابراز افتقار خصمه الديمقراطي لعنصر المصداقية. ثم أن هناك الكثير من مواقع الانترنت التي تطرح أمام الناخبين كما غير مسبوق من المعلومات عن مرشحي الرئاسة. وعند زيارة هذه المواقع, ومنها واحد يحمل اسم جراسروتس.كوم وآخر يحمل اسم أوبن سيكرتس.كوم, يمكن الاطلاع على قدر هائل من المعلومات الصحيحة وقدر هائل أيضا من المعلومات الزائفة طرح بعضها المرشحان ذاتهما أو حزباهما. وهناك ما هو أهم من ذلك, وهو الموقعان الرسميان لكل من جور وبوش اللذان شهدا إقبالا كبيرا وإن كان موقع جور زاره عدد أكبر من الاشخاص نظرا لما يتسم به من تصميم جيد. ويتضمن موقع جور الذي أثنى عليه الكثيرون منطقة مخصصة للاطفال مجهزة بلعبات تدور كلها حول أفراد أسرة جور وفوازير سياسية مصممة خصيصا لتتناسب مع الصغار. وليس من المفاجأة أن يتفوق جور على منافسه الجمهوري في الفضاء الالكتروني, فرغم تصريحه الشائن الذي جلب عليه الكثير من الضرر فإن جور يعد بالفعل من أكثر السياسيين الامريكيين فهما لتكنولوجيا الانترنت. وكثيرا ما انبهر المراقبون والصحفيون بقدرته على التعامل مع تلك التكنولوجيا الجديدة. وأجرت مجلة فورتشن مؤخرا استطلاعا للرأي لقياس مدى شعبية جور في عالم التقنية العالية. وجاءت النتائج لتظهر أن 53 بالمئة من مديري أكبر 50 شركة من شركات التقنية العالية يؤيدون جور مقابل 30 بالمئة فقط يؤيدون بوش. ويقول خبير استطلاعات الرأي جريج مارتير هذه هي المرة الاولى خلال 13 عاما أمضيتها في استطلاع آراء مديري التقنية العالية التي يتبين فيها أنهم لا يفضلون المرشح الجمهوري. د.ب.ا

Email