شارون يدعو لمواجهة حرب الاستنزاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد ارييل شارون رئيس كتلة الليكود المتطرف أنه لن يندم على كل مااتخذه من مواقف وخطوات هذا الاسبوع واتهم ايهود باراك رئيس وزراء اسرائيل بأنه يتلاعب بأمن ومصير البلاد مشيرا الى أن سمعته ومكانته ومستقبله السياسى أقل أهمية عنده من مصير الدولة اليهودية. وتطرق شارون في مقال له نشر أمس بصحيفة (جيروزاليم بوست) الى اسباب تمسكه بحكومة الحرب زاعما أن من شأنها توحيد اليهود بقدر الامكان كي يتسنى لهم (على حد قوله) انهاء حرب الاستنزاف التى يشنها الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وتفادى ارهاب عشرات الالاف من سكان (جيلو) ومستوطنات اخرى كثيرة. وأضاف شارون أن تشكيل حكومة طوارىء كان يستهدف وقف هذه الحرب الاستنزافية فى وقت تتجمع فيه الدول العربية وتنهمر فيه التهديدات من كل مكان. وقال ان (اسرائيل برغم قوتها العسكرية والاقتصادية تبدو ضعيفة وهو أمر بالغ الخطورة علاوة على أن موجة معاداة السامية التى تجتاح العالم تعد نتيجة أخرى لضعف اسرائيل الواضح). وأكد شارون أنه لن يندم على أية خطوة قام بها هذا الاسبوع بما فى ذلك طلبه من باراك التوصل سريعا لاتفاق معه بشأن مسألة خطيرة (حسب وصفه) هي الطريقة التى سترد بها اسرائيل على اعلان من جانب واحد لقيام دولة فلسطينية وماهى الاستعدادات التى ستتخذها اسرائيل قبل وصول مراقبى الامم المتحدة الى الضفة الغربية وانه لن يندم ايضا على انه قال لباراك ان اليوم الذى سينضم فيه الليكود للحكومة هو اليوم الذى سيتوصل فيه معها لاتفاق حول حدود اسرائيل أو حدود الفصل كما يسميها باراك. ودافع شارون عن تأييده للوحدة الوطنية قائلا أنها مسألة حيوية مشددا على عدم استعداده لتأييد تقسيم القدس والتخلى عن وادى الاردن او السماح بوجود لاجئين فلسطينيين داخل الحدود الاقليمية لاسرائيل ومنوها الى ان غالبية الامة ضد هذه التنازلات. ورفض شارون اتفاق كامب ديفيد قائلا انه لايصلح حتى كأساس لحوار دبلوماسي. وقال انه اذا كان باراك يظن ان من الصواب ان يستسلم لوزير العدل يوسى بيلين ورئيس حزب ميريتس يوسى ساريد وان يواصل السير على نهج كامب ديفيد فانه لن يكون امامنا بديل غير العمل كمعارضة ينصب دورها على اسقاط الحكومة وهو امر قد يستغرق شهرا او بضعة اشهر. وأضاف أن مايأسف عليه بشدة هو أن الوضع الراهن قد حدث نتيجة اعتبارات سياسية تافهة. وأشار الى أن الجميع لديهم اعتباراتهم ولكن فى هذه اللحظة العصيبة سيكون من الافضل السمو على تلك الاعتبارات والتركيز على مافيه صالح البلاد. وشدد شارون على أن شعبا موحدا كان بالامكان أن يناضل من أجل سلام يمكن للجميع أن يلتزموا به وهو سلام بموجب برنامج أخر أكثر واقعية سبق ان قدمه مرارا لباراك. وأوضح أن هذا البرنامج يقوم فى رأيه على ترتيب مؤقت (اشبه بمعاهدة عدم اعتداء) بدون جدول زمنى ولكن في ظل مجموعة من التوقعات. ومضى شارون قائلا اننا سنراقب بموجب هذا البرنامج تطور العلاقات الامنية والاقتصادية والدولية بيننا وبين الفلسطينيين, ونتوقع القضاء على البنية التحتية لحماس والجهاد الاسلامى خاصة فى الوقت الذى تعتزمان فيه التعاون فى شن هجمات داخل حدود اسرائيل وفي شتى انحاء العالم, كما نتوقع اقامة مشروعات اقتصادية مشتركة, وقد اقترحت بالفعل مشروعا لتحلية مياه البحر يعمل فيه الفلسطينيون والاسرائيليون كما نتوقع تطوير برنامج للتعليم مهيىء للسلام ووقف التحريض. وقال شارون انه من الصعب ان تكون يهوديا ومن الصعب ان تكون فلسطينيا ولهذا يجب أن نعمل فى ظل هذا الترتيب المؤقت على ايجاد حلول من شأنها تيسير الحياة لليهود والفلسطينيين على السواء فى الوقت الذى لا تزال فيه الاصول الاستراتيجية فى أيدينا. ومضى قائلا أن الموقف كان سيتغير بالكامل لو اتحدنا لاننا مازلنا نملك كل الاوراق, ولكن لسوء الحظ رفض باراك الوحدة والمسئولية الان تقع على عاتقه. ا.ش.ا.

Email