الملف السياسي ـ الأقصى.. تاريخ طويل من الأسر والتحرير

ت + ت - الحجم الطبيعي

القدس هي مرتكز القضية الفلسطينية والجانب المفصلي فيها, وعندها تأزمت المفاوضات واندلعت المواجهات لأنها تمثل خطا أحمر لا يمكن تجاوزه عند الفلسطينيين والعرب والمسلمين, فهي قضية الجميع ولا يجرؤ احد على المساومة حولها او التفريط بها. الدولة العبرية كانت وما زالت تسعى عبر كل السبل الى تهويد القدس وطمس معالم الحضارة العربية الاسلامية وقلب الحقائق وتزوير التاريخ من خلال اطلاق ادعاءات كاذبة بأن اليهود هم اصحاب الحق في القدس وفيما يزعمون حول هيكل سليمان, لذا تسعى اسرائيل وانطلاقا من الفكر الصهيوني العنصري الفاشي الاستيطاني الاحلالي الى هدم احياء عربية واجلاء سكانها وعزل مناطق القدس عن بعضها عن طريق زرع المستوطنات اليهودية بكثافة حتى بات اليهود يشكلون في القدس الموحدة اكثر من 70% من عدد السكان بعد ان كانوا لا يتعدون الـ 25% اواخر الاربعينيات. ان مؤامرة اليهود على المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية في فلسطين ليست وليدة اليوم وانما تأتي استكمالا لسلسلة المؤامرات التاريخية التي قادوها عبر العهود الماضية مستهدفين الاسلام والمسلمين والاساءة لمقدساتهم, لذلك فإن مسئولية حماية الاقصى والحفاظ على قدسيته من عبث الصهاينة هي مسئولية تاريخية تقع على عاتق العرب والمسلمين عموما لا سيما في الظروف الحالية التي ترتكب فيه الدولة العبرية جرائمها وتمارس ارهابها ووحشيتها ضد الشعب الفلسطيني الصامد والمدافع عن قضيته. لقد ظلت القدس زهاء ثلاثة عشر قرنا مدينة سلام وملتقى الديانات الثلاث في ظل تسامح الاسلام وحكمة العدل في تعامله مع الجميع.. اشاع خلالها المسلمون اجواء من الامن والاستقرار وعززوا احترام الاديان وقدموا المثال الحي لتعايش الاديان وتهادنها ضمن بوتقة واحدة تؤطر الجميع وتحمي حقوقهم وتحترم ذاتيتهم وخصوصيتهم. واذا كان قادة اسرائيل يسعون اليوم الى ابتلاع القدس وطمس هويتها العربية الاسلامية من خلال ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لتقديم تنازلات فإن الانتفاضة المباركة التي اشعلها الشعب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال وجبروته من شأنها ان تغير المعادلات وتفرض متغيرات جديدة على مجريات الصراع العربي الاسرائيلي وتوجه رسالة قوية الى اسرائيل وامريكا مفادها ان الفلسطينيين متمسكون بحقوقهم المشروعة ولن يتنازلوا تحت أية ضغوط, الامر الذي يفرض على العرب دعم ومساندة الفلسطينيين ماديا ومعنويا ومؤازرتهم لمواجهة ارهاب الدولة الصهيونية والتحديات الراهنة. الملف

Email