كلينتون يطالب صالح بتعاون اكثر في التحقيقات, واشنطن والقاهرة تعززان تأمين المرور الامريكي عبر السويس

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت واشنطن ضغوطها بكثافة على اليمن للسماح للمحققين الامريكيين باستجواب جميع المشتبه بهم الذين تحتجزهم السلطات الامنية اليمنية وبلغت الضغوط ذروتها باتصال هاتفي اجراه الرئيس الامريكي بيل كلينتون بنظيره اليمني علي عبدالله صالح, واعلان مسئول بالمخابرات المركزية الامريكية الـ (سي.اي.ايه) انه سيتم ملاحقة منفذي الهجوم على المدمرة (كول) مشيراً الى احباط ثلاث هجمات على سفارات امريكية في الاردن والبانيا واوغندا فيما انهمكت اجهزة المخابرات المصرية والامريكية في وضع ترتيبات امنية لضمان سلامة السفن الامريكية اثناء عبورها لقناة السويس الذي توقف مؤخراً حيث تجنبت المدمرة كول عبورها ولجأت الى رأس الرجاء الصالح. وقال كلينتون الليلة قبل الماضية انه تحدث الى الرئيس اليمني وطلب منه المساعدة في اجراء تحقيق مشترك في حادث الهجوم على المدمرة كول الذي قتل فيه 17 بحارا امريكيا منذ اسبوعين. كان الرئيس اليمني اتصل بكلينتون السبت الماضي ردا على رسالة بعث بها اليه تحثه على استمرار التعاون في التحقيق. وقال كلينتون انه يأمل ان يسمح اليمن للمحققين الامريكيين بمقابلة الشهود والمشتبه فيهم اثناء التحقيق. وقال كلينتون للصحفيين في البيت الابيض (كانوا رائعين. كان اليمنيون كذلك في بداية المرحلة الاولى من هذا العمل, واعتقد كما تعرفون ان هناك صعوبات الان ولا اعتقد ان هذا بسبب عدم رغبتهم في معرفة من فعل ذلك ولكن ربما لشعورهم بالقلق من قيام الولايات المتحدة بمزيد من الاجراءات في اليمن لانجاز التحقيق). ويأتي اتصال الرئيس اليمني وسط تقارير في واشنطن بان مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي اصيب بخيبة امل خلال محاولاته التحقيق في عملية التفجير. وقال البعض ان الخبراء الامريكيين ابعدوا عن المقابلات التي اجريت مع المشتبه بهم الذين تحتجزهم السلطات اليمنية. وفي الاسبوع الماضي اوضحت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت ورئيس مكتب التحقيقات الاتحادي لويس فريه انهما سيطلبان من صالح تنفيذ تعهده بالتعاون خلال مراحل التحقيق القادمة. وقال كلينتون انه حث صالح على التعاون مع الولايات المتحدة لتحديد المسئول عن الهجوم. واضاف (ما اوضحته للرئيس صالح هو حاجتنا لاجراء تحقيق مشترك حقيقي وان يتاح لفريق مكتب التحقيقات الاتحادي العمل مع الاخرين على امتداد العالم في مختلف البلدان). واوضح كلينتون (كانت لنا مناقشة طويلة بشأن هذا.. الرئيس وانا. وآمل ان نتمكن من تحقيق هذا لانني اعتقد انهم يرغبون في معرفة الجاني وانا اعلم ان علينا ان نكتشف من فعل هذا). واردف كلينتون قائلا (تم الوصول الى بعض الادلة المشجعة ونحن في حاجة الى العمل بأسرع ما يمكن لان المشكلة في مثل هذه الاحوال امكانية ان يفقد الدليل قيمته . لذا كل ما استطيع ان اقوله لكم هو اننا نبذل قصارى الجهد وانا متفائل). من جهة ثانية قال نائب مدير المخابرات الامريكية جون ماكلوفلين لرويترز في اول مقابلة له منذ تعيينه في منصبه الجديد (بدون التقليل بأي صورة من بشاعة ما حدث لكول فعليك ان ترى هذا على خلفية بعض النجاح الكبير الذي تحقق في مكافحة الارهاب وبخاصة في العامين الماضيين). واضاف قائلا انه اذا كان هذا ليس بالنتيجة المرجوة (فاننا منعنا هجمات بالقنابل على ثلاث سفارات وافسدنا عشرات من انشطة الارهابيين). وحدد مسئول اخر هذه السفارات بانها سفارات الاردن والبانيا واوغندا. وعبر ماكلوفلين عن تفاؤله بانه في نهاية المطاف سيتم تعقب المسئولين عن تفجير المدمرة كول. واردف (عندما ينجح ارهابي فان دافعنا في الحال يتمثل في كيفية الوصول اليه. ان فوز الارهابيين بمعركة لا يعني فوزهم بالحرب). وكشف ماكلوفلين ان الولايات المتحدة دربت من 15 الف شخص الى 18 الفا على مقاومة الارهاب في اكثر من 50 دولة في السنوات القليلة الماضية. وقال (ان جزءا من هجومنا على هذه المشكلة هو التأكد من ان بلدان العالم التي نعمل معها تشاركنا نفس الرأي بشأن الارهاب ولديها نفس الادوات في مواجهة الارهاب). واضاف قائلا (لذا فعندما نكتشف مؤامرة او عندما نعثر على دليل يكون هناك من نلجأ اليه سواء اكان في الشرق الاوسط او في جنوب شرق اسيا او في افريقيا). وقال بعض خبراء المخابرات ان حادث المدمرة كول يشير الى الحاجة لربط المزيد من الجواسيس بالجماعات (الارهابية). لكنهم يستدركون ان تجنيد مثل هؤلاء الجواسيس تعوقه سياسة وكالة المخابرات الامريكية التي تتطلب تقييم المعلومات التي يتم الحصول عليها من خلال التعاون مع منتهك لحقوق الانسان. لكن (سي أي.ايه) لا تتفق مع وجهة النظر هذه. ويقول ماكلوفلين (ان 25 بالمئة من مصدارنا ذات الصلة بمعلومات عن الارهابيين تم تجنيدهم في الثمانية عشر شهرا الماضية. ليس لدينا ما يمنع من تجنيد اشخاص ذوي ماض غير مشرف). واوضح ان الهدف الرئيسي لهذه السياسة هو توفير مساندة الادارة لضابط المخابرات الذي يجند عميلا له ماض مشبوه اذا تبين ان هذا العميل قد تورط في اعمال مشينة. وقال ماكلوفلين (هنا يميل البندول). قبل عشر سنوات تعرضت المخابرات الامريكية للانتقاد السياسي لعلاقتها بمثل هؤلاء الجواسيس. كان الشرق الاوسط ساحة لاعمال تجنيد مكثفة من جانب (سي.اي.ايه) وتحول مواطنون اجانب الى جواسيس للولايات المتحدة احيانا بدافع عقائدي وغالبا تحت تأثير المال. وقال ماكلوفلين (كنا بالفعل بدأنا تنفيذ سياسة تجنيد نشطة عندما وقع حادث كول). اوضح ماكلوفلين (هناك عشرات وعشرات من تقارير بشأن التهديدات تخرج من هنا ومن وزارة الدفاع ومن كل جزء من المخابرات كل يوم). واضاف ان وجود مصادر تستطيع تقديم معلومات عن انشطة (ارهابية) يمكن ان يعنى ان هناك فرقا بين ( تحذير استراتجي) فيه تكون مناطق مثل الخليج واليمن معروفة بانها خطيرة وبين (تحذير تكتيكي) يكشف عن تهديد بعينه. وقال (لم يكن احد يشك ان اليمن مكان خطير وان الخليج منطقة خطيرة... عندما يعرف ما نعرف عن كل شيء من حزب الله الى جماعة الجهاد الاسلامية المصرية الى ابن لادن الى غيرهم من الجماعات الارهابية الاكثر غموضا). واضاف ان النجاح في احباط مؤامرة يكون اكثر احتمالا عندما (نقول ليس فقط ان هذه منطقة خطيرة بل مكان خطير وشارع خطير وموقع خطير وشخص خطير لتلك السفارة ). ويوضح ذلك الاجراءات التي تم اتخاذها في الاونة الاخيرة في عدة اماكن مثل تركيا حيث توفرت كما قال ماكلوفلين (معلومات كافية عما يجب استبعاده من الطريق). من جانبه قال متحدث عسكري ان السفن الحربية الامريكية لم تعد تستخدم قناة السويس منذ هجوم استهدف المدمرة الامريكية كول لكن المسئولين الامريكيين والمصريين يعملون معا عن كثب بشأن ترتيبات الامن المتعلقة بالقناة. وابرز براين هوي المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية اهمية قناة السويس بالنسبة لخطوط الملاحة العسكرية والتجارية الامريكية وصرح بأن مصر تتعامل مع قضية الامن في الممر المائي بجدية شديدة. وقال هوي (نعم اؤكد ان كول كانت اخر سفينة (امريكية) تعبر السويس). ورفض اعطاء اي تفصيلات قائلا ان وزارة الدفاع الامريكية لا تعلق على العمليات. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية (الحكومة المصرية تتعامل مع امن القناة بجدية شديدة ولها سجل ممتاز بالنسبة لأمن وسلامة السفن التي تعبر الممر المائي). واضاف هوي قوله (نعمل مع الحكومة المصرية عن كثب لضمان اتباع ترتيبات امنية مناسبة). ورفض الكشف عما اذا كانت الولايات المتحدة قد تلقت اي تهديدات محددة ورد فيها ذكر قناة السويس. الوكالات

Email