مؤتمر الجمهوريين يصل ذروته بمشاركة بوش ويختتم اليوم، الحزب يكرم الرؤساء السابقين .. والشرطة تعتقل 280 متظاهراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلت فاعليات المؤتمر العام للحزب الجمهوري الأمريكي ذروتها أمس بمشاركة جورج بوش (الابن) في أعماله حيث يعلن اليوم رسمياً قبوله ترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في السابع من نوفمبر المقبل. واشتمل برنامج المؤتمر أمس على حفل استقبال لبوش في متحف الفنون بفيلادلفيا, ومشاركة بوش وديك تشيني الذي اختاره حاكم ولاية تكساس لخوض انتخابات الرئاسة على بطاقته لشغل منصب نائب الرئيس في الليلة الثالثة اما بوش فيلقي خطاب قبول ترشيح الحزب اليوم الخميس في ختام اعمال المؤتمر التي بدأت يوم الاثنين. سارت اعمال المؤتمر وفقا للبرنامج الدقيق الذي وضعه المنظمون رغم الاحتجاجات التي جرت الثلاثاء في فترة الذروة المرورية والتي اعتقل خلالها ما لا يقل عن 282 وجرح خمسة من ضباط الشرطة. وكان الحزب الجمهوري يستعرض في ليلته الثانية امس الأول نجوم سياسته الخارجية ونجومه العسكريين الذين اهالو الثناء على بوش كقائد مستقبلي لامريكا. وتعهد نجوم الحزب الجمهوري بان يعمل بوش في حالة فوزه في انتخابات الرئاسة القادمة على حماية الامن الامريكي ومكانة الولايات المتحدة دون ان يلعب دور الشرطي على مستوى العالم. ولمحوا الى مسئولية الرئيس الامريكي بيل كلينتون ونائبه آل جور عن تدني مستوى استعداد القوات المسلحة الامريكية وانخفاض روحها المعنوية على مدى الثماني سنوات الماضية. وتحدث السناتور جون ماكين بطل حرب فيتنام الذي خسر امام بوش في الانتخابات التمهيدية بعد معركة مريرة كما تحدث نورمان شوارسكوف بطل حرب الخليج مبرزين مهمة بوش المقبلة في تعزيز القوات المسلحة الامريكية وتوحيد الامة ورفع روحها المعنوية وقبول تحدي رئاسة القوة العظمى الوحيدة في العالم. ولم يتناول ماكين فى كلمته القضايا الخلافية التى شهدت جدلا عنيفا خلال منافسته لبوش فى الانتخابات التمهيدية, وكان ماكين الذى وصف بأنه المنشق على مؤسسات الحزب الجمهورى قد أثار أكثر من مرة أهمية اصلاح نظام تمويل الحملات الانتخابة واحداث ثورة في أداء الحزب الجمهورى غير أنه ركز في كلمته الليلة قبل الماضية على دور الولايات المتحدة على الساحة العالمية وحث ماكين الامريكيين على اعطاء أصواتهم للمرشح الجمهورى في انتخابات السابع من نوفمبر غير أن كلمته لم تتصف بنفس الدرجة من الحماس والاقتناع التى ميزت أداءه خلال حملته الانتخابية التمهيدية. وقد سبق ماكين على قائمة المتحدثين في اليوم الثانى للمؤتمر القومى للحزب الجمهورى نورمان شوارتسكوف الجنرال المتقاعد الذى قاد قوات التحالف الغربى خلال عملية (عاصفة الصحراء) ضد العراق عام 1991. وفي الكلمة التي ألقاها عبر القمر الصناعى من فوق ظهر سفينة حربية قديمة انتقد الجنرال شوارتسكوف الادارة الامريكية الحالية لتراجع الروح المعنوية بين صفوف الجيش الامريكي, وقال انه من الافضل للولايات المتحدة اختيار جورج بوش قائدا على الجيش الامريكي وبجانبه ديك تشينى المرشح لمنصب نائب الرئيس والذى عمل كوزير للدفاع ابان حرب الخليج. وأشار القائد الامريكي الى مرور عشر سنوات على الغزو العراقى للكويت موجها الشكر للرئيس الامريكي السابق جورج بوش لمساندته القوية للجيش الامريكي خلال عملية تحرير الكويت. وأخذ الكلمة كذلك السيناتور السابق بوب دول الذى خاض انتخابات الرئاسة عام 1996 مرشحا من قبل الجمهوريين غير أنه خرج خاسرا أمام بيل كلينتون, وركز دول في كلمته على تحية قدامى المحاربين الامريكيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية باعتباره أحد المشاركين فيها. ومن أبرز المتحدثين خلال اليوم الثانى كذلك كوندوليزا رايس مستشارة بوش للشئون الدولية التي عملت كمستشار لشئون الامن القومى خلال ادارتى رونالد ريجان وجورج بوش الاب. وعلى الرغم من تأكيد رايس على اعتقاد بوش الابن في أن الولايات المتحدة لاتمثل رجل الشرطة في العالم أوضحت ان حاكم تكساس سوف يكون على استعداد لاستخدام القوة العسكرية اذا دعت الضرورة, وقالت ان بوش يعتقد في أن الرئيس الامريكي يجب أن يحافظ على علاقاته واتصالاته مع الحلفاء حين لايكون في حاجة اليهم حتى يستطيع أن يقنعهم بالمساندة حين يحتاج اليهم. وكان من بين المتحدثين خلال اليوم الثانى عضو مجلس النواب الجمهورى ستيف كولبى الذى اثار اعطائه الكلمة استياء الحاضرين نظرا لاعترافه علانية بأنه شاذ جنسيا0 يذكر ان الحزب الجمهورى يرفض اعطاء حقوق للشواذ. وقد شهد اليوم الثانى أوقاتا حماسية حين تم تكريم الرؤساء السابقين بوش وجيرالد فورد ورونالد ريجان, وبينما شارك بوش وفورد في التكريم حضرت نانسي ريجان بدلا من زوجها الذى يمر بظروف صعبة عصيبة وصلت به الى أنه لايتذكر أنه كان رئيسا للولايات المتحدة. وقد عرض على شاشات كبيرة في المجمع الانتخابي نبذة عن انجازات كل من الرؤساء الثلاثة السابقين غير أن ريجان نال أكبر عاصفة من التصفيق لوصفه أحد أعظم الرؤساء الجمهوريين خلال القرن العشرين. من جهة أخرى أعلن قائد شرطة فيلادلفيا (شرق) جون تيموني ان قوى الامن اعتقلت 282 شخصا اثناء تظاهرات في وسط المدينة على هامش مؤتمر الحزب الجمهوري. وقال خلال مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية ان المشكلة الرئيسية (كانت مجموعة صغيرة من المتظاهرين أتوا من نيويورك وحاولوا الاخلال) بسير المؤتمر. واضاف (لن نتساهل مع هذا النوع من التصرف) في حين ان تدابير أمنية استثنائية اتخذت لتجنب اي تجاوزات كما حصل خلال التظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية في سياتل العام الماضي. وكان تظاهر بعد ظهر امس الأول في وسط فيلادلفيا مئات من المؤيدين لالغاء عقوبة الاعدام لدعم الصحفي الاسود موميا ابو جمال المحكوم عليه بالاعدام الا ان تجاوزات حصلت. فقد قامت مجموعة صغيرة من المتظاهرين بتعطيل حركة السير وحاولت منع مندوبين جمهوريين من التوجه الى مركز المؤتمر خارج المدينة. وفي 1983 حكم على موميا ابو جمال (45 عاما) بالاعدام في فيلادلفيا (بنسيلفانيا) بتهمة قتل شرطي ابيض في التاسع من ديسمبر 1981. ومذاك يؤكد انه بريء. وهددت عدة منظمات تساند قضايا مختلفة منها الغاء عقوبة الاعدام بالاخلال بسير مؤتمر الحزب الجمهوري ودعت الى تحركات غير عنيفة خلال اعمال المؤتمر التي تستمر اربعة ايام وتنتهي مساء اليوم الخميس. الوكالات

Email