تعاون بغداد وانموفيك يؤشر لرفع الحصار

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مرور عشر سنوات على حرب الخليج الثانية لا يزال مدى تعاون العراق مع لجنة الأمم المتحدة المكلفة بإزالة اسلحة العراق (انموفيك) يمثل عقبة رئيسية في طريق رفع الحصار عن الشعب العراقي. ودخل العراق في سلسلة من الصدامات مع لجان دولية سابقة انتهت بحل لجنة (يونسكوم) وإحالة رئيسها ريتشارد باتلر بعد اتهامه بالتجسس لصالح واشنطن. وللرد على الاتهامات العراقية السابقة وبعض الاعتراضات من جهات أخرى تقول ان هناك مشكلة تنظيمية وهيكلية فى العلاقات بين العراق والأمم المتحدة لعدم الانسجام بين الاهداف المتمثلة فى تدمير اسلحة الدمار الشامل فى العراق وادوات تنفيذها انشأت الامم المتحدة لجنة جديدة لازالة اسلحة العراق وعرفت باسم انموفيك برئاسة السويدي هانز بليكس بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1284 الذى تم التصويت عليه فى 17 من ديسمبر الماضي. وينص هذا القرار على انه فى حال تعاونت بغداد كليا مع فريق اللجنة ومع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 012 يوما فان المجلس سيتمكن من تعليق العمل بالحصار الدولي المفروض على العراق منذ غزوه الكويت فى اغسطس 0199. وحرصت اللجنة الجديدة على ان يتلقى الخبراء والمفتشون الذين تستعين بهم رواتبهم من الأمم المتحدة وهذا بدوره يضعهم تحت قواعد الأمم المتحدة التى تمنعهم من تلقي اوامر من حكوماتهم او اى هيئة خارجية اخرى على عكس اللجنة القديمة اليونسكوم التى كانت تعتمد على خبراء تعينهم حكوماتهم وتدفع أجورهم. وفى خطوة لجعل اللجنة تعمل باسلوب مهني سليم نظمت اللجنة فى الحادي عشر من الشهر الجاري دورة تدريبية لمدة اربعة اسابيع لـ 440 مفتشا عن الاسلحة من 19 دولة يمكن ارسالهم الى بغداد اذا سمحت الحكومة العراقية بدخولهم الى العراق مرة اخرى. وتغطى الدورة الجوانب القانونية والادارية والسياسية والحساسية الحضارية اضافة الى اجراءات السلامة فى حال اكتشاف المفتشين لاسلحة خطيرة. وتعول السياسة الخارجية العراقية فى الوقت الحاضر على عدة عوامل لرفع الحصار الدولي عنها بدون الانصياع الكامل لقرارات مجلس الأمن مثل الاعتماد على عامل الزمن لاسقاط الحصار بالتقادم وذلك عن طريق اضعاف تماسك مجلس الأمن حيال هذا الامر. والعامل الثاني الذى يعول عليه النظام العراقي هو تقديم الاغراءات المادية للشركات العالمية الكبيرة لاعادة اعمار العراق فى حالة رفع الحصار الدولي عنها وخصوصا فى المجال النفطي واخيرا المتاجرة بمعاناة الشعب العراقي نتيجة للحصار الدولي. كونا

Email