المؤتمر الحاكم ينسحب من مناظرة الترابي ، سحب الموبايل من القيادات المنشقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انسحب الحزب الحاكم في السودان من مناظرة كان يفترض ان تشهد مواجهة بين أمينه العام السابق الزعيم الاسلامي د. حسن الترابي والأمين العام (المكلف) الحالي الدكتور ابراهيم أحمد عمر, في وقت سحبت السلطات الهواتف المتحركة الخاصة بقيادات في حزب الترابي. وأعلن المؤتمر الوطني الحاكم في بيان أصدره الليلة قبل الماضية مقاطعته قيادة وقاعدة لندوة كان من المفترض أن يخاطبها الرجلان مساء اليوم الأربعاء بالميدان الشرقي في جامعة الخرطوم. وقال البيان الصادر عن قطاع القوى الشعبية بالمؤتمر الوطني الحاكم ان القطاع تداول حول الندوة السياسية التي أعلن عن قيامها ونظر في الأمر من جهة المبادئ التي ظل يلتزمها طيلة فترة الأزمة التي مرت بالساحة السياسية مؤخرا والمتمثلة في احتواء الآثار السالبة للخلافات وتجنب ما يشيع روح الخلاف وطبقاً لما تم في الندوات السابقة للمؤتمر الشعبي غلب عليها التجريح وتناولت أمانات الانقاذ (الحكومة) وأسرارها فان القطاع قرر انه لا ضمانة في أن تمضي الندوة المعلنة في ذات الطريق ومن الأرجح أن تؤجج العداء خاصة في ظل المواجهة والحماسة التي تحيط بها ولا يخدم الدين ولا الوطن (طبقاً للبيان) . وبدوره ذكر عبد الرحيم عمر محيي الدين نائب مقرر القطاع السياسي بالحزب الحاكم ان قرار مقاطعة الندوة تأتي بسبب المخاطر الأمنية وذلك بامكانية حدوث مواجهة بين قواعد انشقت لتوها وأضاف في حديث نشرته صحيفة (الرأي العام) ان الحزب الحاكم من واقع مسئوليته عن الأمن وحفظ حياة المواطنين, يرى ان الندوة ستؤدي إلى تعميق الخصومة والزج بالقواعد في مواجهات خطيرة وزاد عبد الرحيم ومن غير المستبعد ان يستغل (الطابور الخامس) الندوة لتحرير أجندة بغرض الزج بقواعد الاسلاميين في متاهة الاحتكاك. وبدوره أعلن د. غازي صلاح الدين وزير الثقافة والاعلام أمين قطاع القوى الشعبية بالحزب الحاكم ان المقاطعة لن تكون لندوة اليوم الاربعاء فقط وانما سيعمم على جميع الأنشطة التي لا يكون من ورائها حصيلة مفيدة. الى ذلك واصلت الحكومة طبقا لقول مقربين من الترابي حملة تصعيدها ضد المنشقين عنها وقامت نهار أمس الأول باخلاء منزل موسى الملا كور نائب الترابي (الجنوبي) بقوة الشرطة والقاء أمتعته في الشارع العام. وأشاروا الى ان حملة أخرى نفذتها الحكومة بنزع أجهزة الهاتف النقال (الموبايل) من قيادات بارزة في حزب الترابي على رأسهم نائبه د. علي الحاج محمد ومساعده المقرب محمد الحسن الامين, وأكدت ذات المصادر ان الترابي عازم على مخاطبة ندوة اليوم الاربعاء بالرغم من مقاطعة الحزب الحاكم لها. وكان الترابي قد واصل هجومه العنيف على حلفائه السابقين قاطعا الطريق أمام وساطة شرعت فيها قيادات الحركة الاسلامية التأريخية تحت لافتة المجلس التأسيسي للحركة الذي وصف الترابي القائمين على أمره بأنهم أعضاء في جهاز الأمن لا يمتون بصلة للحركة الاسلامية يريدون أبعاد القيادات الحقيقية للحركة الاسلامية ومضى الترابي الذي كان يتحدث لحشد ضخم وفد إلى منزله بضاحية المنشية في العاصمة الخرطوم من ولاية النيل الأبيض, عندما صب جام غضبه على ما عرف بالكيان التأسيسي للحركة الاسلامية والذي يهدف إلى إعادة تكوين الحركة التي حلها الترابي في بداية عقد التسعينيات خلال اجتماع المصاحف والمسابح الشهير, مجددا اتهامه له بالترويج لانتخابات رئاسة الجمهورية لصالح الفريق عمر البشير رئيس الجمهورية وألمح الترابي الى ان مال الدولة الآن يصرف لصالح مرشح واحد مطالبا بالمساواة بين المرشحين في الدعاية الانتخابية.

Email