إسرائيل تحذر سائحيها من زيارة اليمن ، الأرياني: واشنطن طلبت منا تشجيع تل أبيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار تحذير اسرائيلي للسائحين اليهود من السفر إلى اليمن جدلاً مجدداً حول ما يسمى بالتطبيع السياحي المرفوض شعبياً في اليمن, والذي أشعل حملة انتقادات ضد حكومة عبد الكريم الارياني الذي أكد استمرار قواعد دخول السائحين اليهود إلى اليمن, مشيرا الى ان واشنطن طلبت تشجيع اسرائيل على السلام بابداء حسن النوايا. وخلال الثمانية عشر عاما الماضية قام إسرائيليون من أصل يمني بزيارة اليمن بجوازات سفر صادرة من دولة ثالثة بدون ضجة, غير أن رجال دين بارزين قد حذروا مؤخرا من أي محاولة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في حين قال سياسيون معارضون صراحة ان اليهود ليسوا محل ترحيب. وقد أدت زيارة مجموعات من السائحين الاسرائيليين مؤخرا إلى إثارة الجدل على المستوى المحلي وكان السائحون قد جاءوا إلى اليمن لاول مرة بدون جوازات سفر من دولة ثالثة. وقد أعطيت للسائحين الاسرائيليين ما يطلق عليه جواز مرور أو سماح بالدخول لعدم سماح دخولهم اليمن بجوازات سفر إسرائيلية. ويوجد نحو 183 ألف يهودي من أصل يمني في إسرائيل طبقا لمكتب الاحصاءات الاسرائيلي, وقد لاذ بالفرار أكثر من 48 ألف منهم في الفترة ما بين عامي 1948 و1950 أثناء عملية أطلق عليها اسم (البساط الطائر) . وتعرض رئيس الوزراء اليمني عبد الكريم الارياني لانتقاد حاد بل واتهم بتلقي رشاوى. ودافع عن نفسه بالقول أن الولايات المتحدة قد طلبت من اليمن ومن دول عربية أثناء المرحلة المتفائلة لمحادثات السلام الاسرائيلية السورية تشجيع إسرائيل بإبداء حسن النوايا. وقال الارياني ان اليمن رغبت في إظهار تأييدها لعملية السلام (بطريقة غير مباشرة) . وأسفرت النوايا الطيبة عن تدفق الاتهامات. ورد الارياني بالتحدث عن ردود أفعال (سلبية وعدوانية ولعبة رائعة وجدتها المعارضة) , غير أن الارياني يدفع بأن الاضطرابات قد نجمت أيضا بسبب الصحافة الاسرائيلية التي تحدثت عن (وفد) زائر لليمن مما أدى إلى حدوث سوء الفهم. ويدافع الارياني عن نفسه بنفي وجود تطبيع في العلاقات أو محادثات مباشرة مع إسرائيل. بيد أن التكهنات لا تزال حية بشأن العلاقات الاسرائيلية اليمنية. ونشرت صحيفة اليمن تايمز في الاونة الاخيرة مقالا ظهر في صحيفة أردنية يتحدث عن معاهدة أمنية بين إسرائيل واليمن ويزعم أنه تم إقرارها بالفعل. ويقول التقرير ان إسرائيل سيسمح للمعدات بإقامة معداتها (للتنصت) في خليج عدن في مقابل تدريب وحدات يمنية لمكافحة الارهاب وعمليات الاختطاف غير أن الحكومة اليمنية وصفت هذا التقرير بأنه محض هراء. وفي الوقت نفسه فقد أصبحت قضية الاسرائيليين الذين يقومون بزيارة اليمن قضية ساخنة الامر الذي دفع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لمغادرة مؤتمر عقد في الولايات المتحدة قبل الموعد المقرر. ويقول محللون ان اليمن يجد نفسه حائراً بين جانبين, إذ يقول الخبير الفرنسي فرانسوا بورجا الذي يقيم في العاصمة اليمنية صنعاء أن الكثيرين في اليمن غير مستعدين بعد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل, ومن ناحية أخرى تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على اليمن لا يمكن تجاهلها لاسباب وجيهة. وقال الخبير الفرنسي ان اليمن يحتاج إلى الولايات المتحدة نظرا للمشكلات الثنائية مع المملكة العربية السعودية المجاورة لليمن, إذ لا تزال اليمن والسعودية في نزاع حدودي. وبرغم المشاعر الثائرة إلا أن الارياني يؤكد أن قواعد السفر الجديدة للاسرائيليين لا تزال سارية. ويقول الارياني ان إسرائيل أصدرت تحذيرا من السفر إلى اليمن (ومن ثم فإن ذلك لا يعد قرارنا) . د.ب.ا

Email