العقوبات لم تحقق هدفها والمعاناة طال أمدها، عنان يختار بورميا منسقاً انسانياً في العراق وسبونيك ينصحه التحلي بالنزاهة والشجاعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة البورمي فون ميات (58 عاماً) منسقاً دولياً للشئون الانسانية في العراق, خلفاً للألماني هانز فون سبونيك الذي غادر بغداد امس مجدداً دعوته للمنظمة الدولية بأن تضع حداً للمأزق الرهيب في العراق ومؤكداً فشل برنامجها ومحملاً اياه مسئولية اطالة معاناة الشعب العراقي, داعياً خليفته البورمي الى التحلي بالصدق والنزاهة والشجاعة. وتوقعت مصادر الأمم المتحدة ان يتسلم ميات مهام منصبه في العراق السبت المقبل لكن المتحدث باسم الامم المتحدة فريد ايكهارد صرح بانه لا يعرف تحديدا موعد سفر المنسق الجديد الى العراق. ويحل المنسق الجديد محل هانز فون سبونيك الالماني الجنسية الذي قدم استقالته بعد ضغوط قوية من الولايات المتحدة لانتقاده المعلن للعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على العراق بعد ان غزا الكويت عام 1990. كما استقالت من هذا المنصب ايضا ولنفس الاسباب دنيس هاليداي في سبتمبر عام 1998. لم يثر تون ميات حتى الان اي جدل علني خلال جولاته لمواقع الاضطرابات في العالم وان تحدث مرارا عن نقص الغذاء في كوريا الشمالية بصورة خطيرة حيث قاد عدة مهام لبرنامج الغذاء العالمي. كما قاد مهمة للبرنامج في العراق وقضى فترة من الوقت هناك عام 1996 ساهم خلالها في توزيع الطعام على محافظات العراق الشمالية الكردية ومراقبة توزيع حصص الطعام في باقي انحاء البلاد. ويعمل تون ميات الحاصل على ماجستير في القانون مع برنامج الغذاء العالمي منذ عام 1978. ويتولى منسق الامم المتحدة للشئون الانسانية في العراق مهمة ادارة برنامج النفط مقابل الغذاء الذي يسمح للعراق ببيع كميات محددة من النفط لشراء الغذاء والدواء والاحتياجات الانسانية الاخرى. وتعالت الاصوات المعارضة للعقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على العراق لتأثيرها العنيف على شعب العراق. وحذر عنان مجلس الامن يوم الجمعة الماضي من ان العراق قد يكسب حربه الدعائية ضد المنظمة الدولية اذا لم يتخذ مجلس الامن مزيدا من الخطوات لتحسين ظروف حياة المواطن العراقي خاصة الاطفال. وقال فون سبونيك للصحافيين قبيل مغادرته بغداد متوجها الى الاردن (ارحل وانا على قناعة بأن الاسرة الدولية تملك ادلة كافية على ان الامور لم تسر كما يجب في العراق وهدف العقوبات لم يتحقق) . واضاف انه ابلغ الرئيس العراقي صدام حسين الذي التقاه الاحد الماضي ان (كل الاطراف داخل العراق وخارجه يفترض ان يبذلوا جهودا جدية جدا للخروج من هذا المأزق الرهيب) . وقال فون سبونيك ان (العراقيين محرومون من كل ما تتمتع به الشعوب الاخرى من الكرامة والحق في حياة لائقة وحق العمل وحق السكن وحق الحصول على خدمات طبية وخصوصا حق التعليم) . ودعا فون سبونيك الالماني الجنسية خليفته البورمي تون ميات الى التحلى بالصدق والنزاهة والشجاعة) . وخاطبه قائلا (كن صادقا واطلع على الوضع بسرعة ولتكن عندك الشجاعة لابلاغ الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بالوضع بصراحة) . واضاف انه يمكن ان يعود الى العراق في اطار زيارة (لوفد رفيع المستوى سيأتي ليحاول مناقشة وسائل الخروج من هذا المأزق الرهيب) . وقال فون سبونيك (على كل الاطراف في داخل العراق وخارجه ان تبذل الان قصارى جهودها للخروج من هذا المأزق المروع الذي يحرم المواطنين العراقيين من كل ما يتمتع به باقي شعوب العالم) . واضاف فون سبونيك قوله (ارحل وكلي قناعة بان الادلة المتنامية التي وصلت الى علم المجتمع الدولي الان تثبت ان الامور لم تسر بشكل جيد في العراق وان الهدف الاساسي لم يتحقق) . واغضب فون سبونيك الولايات المتحدة بانتقاده العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على العراق منذ ان غزا الكويت عام 1990. ورحبت واشنطن باستقالته. ونقلت صحيفة الجمهورية عن سبونيك قوله أن (الرئيس صدام حسين قال لي أنك لا تحتاج إلى تأشيرة دخول مسبقة لكي تزور العراق وبامكانك أن تأتي في أي وقت تشاء) . الوكالات

Email