الشرع: الأسد رفض مطلب كلينتون بتنازل ينقذ باراك واشنطن تدرس اقتراحات جديدة لإحياء المسار السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قبل مغادرة الرئيس حافظ الأسد جنيف ظهر امس انه فوجىء بأن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لم يتقدم بأية مقترحات اسرائيلية جديدة بل طالب الأسد خلال قمتهما بتنازلات لانقاذ ايهود باراك من وضعه الصعب، وهو ما رفضه الرئيس السوري بشكل قاطع في وقت تعد الادارة الامريكية افكارا جديدة بعد القمة ستضمنها في رسالة لباراك لاستئناف المفاوضات على هذا المسار وسط ترجيح دمشق ان تقوم وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت بجولة مكوكية جديدة في المنطقة بالتزامن مع آمال ثارت بالقمة الوشيكة بين كلينتون والرئيس المصري حسني مبارك. وكان مصدر سوري قال في جنيف قبيل مغادرة الأسد الى ان القمة لا تنتهي الى وقف الجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية وان ما حدث لا يعني نهاية المطاف والكرة الآن في الملعب الاسرائيلي, مؤكدا ان (عامل الزمن لن يكون ضاغطا وسيتابع الرئيس الأمريكي جهوده حتى نهاية فترة رئاسته) . الشرع: مفاجأة كلينتون من جهته أعلن فاروق الشرع وزير الخارجية السورى انه فوجىء بعدم تقديم الرئيس الامريكى بيل كلينتون اية مبادرات جديدة خلال القمة مع نظيرة السورى. وقال للصحفيين قبل مغادرة الوفد السورى لجنيف (ان الرئيس كلينتون لم يطرح فى القمة اية مقترحات اسرائيلية جديدة) . وقال: اننا ننتظر ان يقوم كلينتون بمواصلة جهوده من أجل دفع وتقدم عملية السلام. وأضاف: اننا نريد انسحابا كاملا لاسرائيل من مرتفعات الجولان الى خط الرابع من يونيو 1967. وفي تصريحات لصحيفة (السفير) اللبنانية, قال الشرع معلقا على قمة جنيف التي فشل خلالها كلينتون في اقناع الاسد بتحريك المفاوضات السورية الاسرائيلية المتوقفة منذ 10 يناير (لم نكن نتوقع معجزة لكننا لم نذهب لمساعدة باراك) . واضاف الشرع (برغم انه لم تكن لدينا اي اوهام مسبقة فقد فوجئنا بأن الرئيس الأمريكي لم يأت بجديد من جانب اسرائيل بل انه جاء يطلب من سوريا ما يمكن ان يساعد باراك في وضعه الصعب) . ورأى الوزير السوري الذي رافق الاسد في رحلته الى جنيف (ان باراك هو الذي اصطنع هذا الوضع الصعب ووضع نفسه فيه) . واوضح ان الرئيس السوري (رد على الطلب الأمريكي بالتشديد على ان سوريا التي لم تفرط في اي حق من حقوقها يوما ليست مستعدة اليوم ولا غدا لان تفرط في اي من هذه الحقوق) . وتحفظ الشرع حول نتائج القمة, مؤكدا انه (لا يمكن القول ان القمة نجحت او فشلت) . واوضح ان (قمة جنيف هي جزء من جهود أمريكية ستتواصل بهدف تحقيق السلام العادل) . واكد انه (اذا ما تبين حتى الان ان هذه الجهود لن تحقق النتائج المرجوة, فذلك لان الحكومة الاسرائيلية تمارس في عملية السلام منطق القوة وليس قوة المنطق) . لكنه اضاف انه (اذا كانت اسرائيل جاهزة للسلام ومستعدة له فان سوريا لم تغلق باب السلام ولن تغلقه) . وحملت دمشق أمس الحكومة الاسرائيلية فشل قمة جنيف في استئناف المفاوضات واطلاق العملية السلمية بسبب رفض ايهود باراك الموافقة على ترسيم حدود الرابع من يونيو 1967 والمحاولات التي بذلها الرئيس الأمريكي قبل القمة واثناءها واتخاذ مواقف تساهم في انقاذ عملية السلام. الا ان الحكومة السورية اعربت عن ارتياحها للاجواء الايجابية التي سادت المحادثات بين الاسد وكلينتون والتفهم الامريكي لمواقف سوريا من عملية السلام. وذكر مصدر سوري ان الرئيس الأمريكي نقل للأسد بعض الأجوبة الاسرائيلية غير الكافية والتي لا تتناسب مع شروط السلام واستئناف المفاوضات حيث كرر باراك مواقفه السابقة بالمطالبة بضمانات امنية قبل ترسيم الحدود قبل عدوان 1967. وأوضح المصدر ان ما تراه سوريا من نجاح لقمة جنيف ان الرئيس كلينتون اصبح اكثر اطلاعا وقناعة بمطالب دمشق المشروعة حيث طرحت امام الرئيسين مواضيع هامة وحساسة على محورها الرئيسي الوحيد وهو عملية السلام في المنطقة. وتم خلالها التطرق الى مختلف القضايا المتعلقة بالسلام على المسار السوري وسبل التغلب على العقبات التي وضعتها اسرائيل ولا تزال في طريق استئناف المفاوضات وفي مقدمتها موافقة الحكومة الاسرائيلية على ترسيم خطوط الرابع من يونيو 1967. دمشق: أولبرايت قادمة وتوقعت مصادر مطلعة في دمشق ان تقوم مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية بجولات مكوكية في المنطقة لجسر الفجوة بين الموقفين السوري والاسرائيلي بالتغلب على نقطة الخلاف الجوهرية وهي ترسيم حدود يونيو 1967. وقالت صحيفة (البعث) الناطقة باسم الحزب الحاكم في تعليقها على قمة جنيف وعدم نجاحها في استئناف المفاوضات ان حكومة باراك أثبتت مجددا وبالدليل القاطع انها ما زالت على حالها وان التطرف هو الذي اصبح يتحكم بسياستها وانها غير معنية بانقاذ عملية السلام وهدفها ابقاء التوتر بالمنطقة وان اسرائيل وحدها تتحمل مسئولية الفشل وتدهور اوضاع المنطقة. أفكار أمريكية لباراك في غضون ذلك قال مسئولون أمريكيون أمس ان المبعوث الامريكى دينس روس يحمل معه الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك رسالة من كلينتون تعد جزءا من المساعى الدبلوماسية الجادة التي يعتزم الرئيس الأمريكي الاضطلاع بها خلال الايام القليلة المقبلة لتقريب وجهات النظر بين سوريا واسرائيل. وكان الرئيس الامريكى اجرى اتصالات هاتفية مكثفة مع رئيس الوزراء الاسرائيلى قبل وبعد محادثاته مع الاسد. ويؤكد الرسميون الامريكيون ان فشل محادثات القمة الامريكية السورية سوف لن يثني من عزم وتصميم كلينتون على مواصلة السعى الحثيث لدفع مسيرة السلام السورية الاسرائيلية الى الامام بشتى الطرق والوسائل. ويفيد الرسميون الامريكيون ان فشل محادثات القمة الامريكية السورية يعود بالدرجة الثانية الى رفض اسرائيل طلب سوريا الداعى الى وجوب ربط انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بنجاح مفاوضات السلام على المسارين السورى واللبنانى. ويسود الاعتقاد بين الاوساط الدبلوماسية هنا ان زيارة المبعوث الامريكى روس الى اسرائيل تتعدى اطلاع رئيس وزراء اسرائيل على تفاصيل ونتائج القمة الامريكية السورية وانها تستهدف الوقوف على موقف القيادة الاسرائيلية حيال افكار امريكية جديدة تمخضت عن محادثات القمة بين كلينتون والاسد. آمال قمة كلينتون مبارك وتتوقع الاوساط السياسية الأمريكية ان ينشغل كلينتون فى بحث مستقبل مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية خلال محادثاته المكثفة مع ضيفه الزائر الرئيس المصرى حسنى مبارك وخلال مشاورات هاتفية يجريها مع قيادات عربية معروفة باهتمامها المركز بعملية السلام الشرق اوسطية بما فيهم العاهل الاردنى الملك عبدالله بن الحسين والعاهل السعودى الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات قبل ان يعلن عن اية خطوات او مبادرات سياسية يعتزم تبنيها لدفع مسيرة السلام بين سوريا واسرائيل. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جو لوكهارت قال أمس الأول للصحافيين انه على الرغم من حصول كلينتون على التزام من الزعيمين بمواصلة السعي الى السلام (لا اعتقد ان الرئيس أو أي شخص في الفريق (الأمريكي) يمكنه في هذه المرحلة توقع كيفية مضي العملية قدما الى الأمام أو كيف ستنتهي) . دمشق يوسف البجيرمي

Email