في جلسة ساخنة بمجلس الامن ، اصدقاء وأعداء واشنطن ينتقدون سياستها تجاه العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه اصدقاء واشنطن واعداؤها انتقادات حادة للسياسة الامريكية تجاه العراق وذلك بجلسة ساخنة لمجلس الامن انعقدت امس الاول لمراجعة الظروف الانسانية بالغة القسوة التي يعيشها الشعب العراقي في ظل العقوبات. وفي وقت حذر كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة من ان العراق يكسب الحرب الدعائية استهول اعضاء مجلس الامن عرقلة واشنطن ما قيمته 5.1 مليار دولار من السلع الغذائية الى بغداد. وفي مناقشات استمرت طوال يوم امس الأول في مجلس الامن بشأن اثر العقوبات المفروضة منذ عشر سنوات انتقد العراق وكذلك فرنسا والصين وروسيا المتعاطفة معه السياسة المتشددة التي تتبناها واشنطن تجاه العراق. لكن دولا متحالفة مع الولايات المتحدة مثل كندا وهولندا قالت ان عدد العقود المجمدة مرتفع بدرجة غير مقبولة. ونأت بريطانيا بنفسها عن واشنطن بهذا الشأن واشار مندوبها السير جيريمي جرينستوك الى ان بلاده جمدت بصورة مؤقتة عددا صغيرا من العقود قيمتها 140 مليون دولار. والقى جيمس كنينجهام نائب المندوب الامريكي على حكومة الرئيس العراقي صدام حسين بالمسئولية عن معاناة العراقيين قائلا انها رفضت التعاون مع مطلب نزع الاسلحة لكنها تجد ملايين الدولارات من اجل رفاهية الصفوة. واتهم كنينجهام في كلمة تقع في 12 صفحة العراق (باستغلال معاناة الشعب في اطار جهود لرفع العقوبات دون الالتزام) بشروط رفع هذه العقوبات. وتجري واشنطن مراجعة للعقود التي عرقلتها وابلغ مسئولون امريكيون الصحفيين بأن 70 طلبا قيمتها 100 مليون دولار سيفرج عنها على الفور. وتبنت الولايات المتحدة مشروع قرار يتوقع ان يصدر بعد غد الثلاثاء يضاعف حجم معدات النفط التي يمكن للعراق ان يشتريها لتحديث صناعته النفطية المتقادمة. وقدم كنينجهام نحو 20 اقتراحا تشمل وقف ما تصل قيمته الى 800 مليون دولار سنويا من النفط المهرب الذي يستخدم في شراء سلع كمالية فاخرة بدلا من تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء ووصلت امدادات قيمتها 7.6 مليارات دولار العراق منذ بدء البرنامج في ديسمبر عام 1996 من بين 13 مليار دولار من ايرادات النفط العراقي مخصصة للاحتياجات الانسانية واصلاح البنية الاساسية ويمكن تعليق العقوبات اذا التزم العراق بمطالب نزع الاسلحة. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي افتتح الاجتماع ان المنظمة الدولية متهمة بالتسبب في معاناة 22 مليون عراقي نتيجة للعقوبات. وقال عنان (اننا نواجه خطر الهزيمة في هذا الجدل أو حرب الدعاية ان لم نكن قد هزمنا بالفعل بشأن من المسئول عن هذا الموقف الرئيس صدام حسين أم الامم المتحدة) . وقال سفير ماليزيا اجام حسمي (انه امر مثير للسخرية ان السياسة التي يفترض انها ستنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اصبحت هي نفسها سلاحا للدمار الشامل وموت اطفال ابرياء) . وقال السفير الفرنسي جان دافيد ليفيت انه تم (تجميد) عقود قيمتها نحو 7ر1 مليار دولار كان لها اثر بالغ على قطاعات الكهرباء والمياه والزراعة. واضاف ليفيت (تتحمل الحكومة العراقية نصيبا كبيرا من اللوم المبدئي في هذا الموقف المفجع لكن مجلس الامن يجب ان يعترف بمسئوليته في هذا الامر الذي لا يمكن دحضه ويلقى تنديدا من الرأي العام العالمي) . وقال (جيل الحظر هذا هو جيل مفقود) . وقال مندوب روسيا سيرجي لافروف انه من (غير المقبول) ان يطلب من العراق التعاون مع الامم المتحدة وان يقصف في نفس الوقت بشكل منتظم في ظل منطقتي حظر الطيران اللتين فرضتا (من جانب واحد) . وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا منذ ديسمبر عام 1998 قامتا بغزو المجال الجوي العراقي نحو 20 الف مرة واصابتا مخازن اغذية ومحطات لانابيب النفط وفي العام الماضي قتلتا 144 شخصا واصابتا بجروح 466 شخصا اخر. وعندما سئل عنان بشأن تصريحات لافروف قال (هذا الامر مستمر منذ بضع سنوات الان ولا اريد ان اتحدث عما اذا كان العراق سيتعاون أكثر أو بشكل افضل في اللحظة التي يتوقف فيها القصف لكننى لا اعتقد ان القصف يفيد) . ولا يساعد في اقناع بغداد بالموافقة على استئناف اعمال التفتيش عن أسلحته المحظورة. وتطرق السفير الصينى الى العقوبات فقال انها استمرت حتى الان 10 سنوات وكانت آثارها الانسانية واسعة وعميقة واستشهد في هذا الصدد بتقارير اليونيسيف واللجنة الدولية للصليب الاحمر التى قدرت متوسط الراتب الشهرى في العراق بدولارين اثنين فقط بينما وصل معدل البطالة الى 50 في المائة. وأكد أن قطاعا كبيرا من الشعب العراقى محروم من مياه الشرب النظيفة والصرف الصحى والعناية الصحية, وقد خلص مندوب الصين الى قوله, لقد اعربنا دائما عن اعتقادنا ان العقوبات ضد العراق لن تساعد في حل المشكلة ولكنها عى عكس ذلك سوف تؤدي الى عواقب انسانية وخيمة. وأضاف وكما درج الامين العام على قوله ان برنامج النفط مقابل الغذاء لم يتمكن ولن يتمكن على الارجح من ان يحل الازمة الانسانية في العراق وفي رأينا ان الحل الاساسى يكمن في رفع العقوبات السريع ولا يمكن تجنب الخلافات بين اعضاء المجلس فيما يتعلق بالسياسة نحو القضية العراقية ولكن لا ينبغى ان يكون المدنيون الابرياء وخاصة النساء والاطفال ضحايا بسبب الخلافات السياسية. ودعا مندوب الصين المجلس الى ضرورة أن يولى مشكلة العراق نفس الاهتمام الذى يعطى لكل وأى حالة اخرى سواء كان ذلك الازمات الانسانية في كوسوفو او تيمور الشرقية او الدول الافريقية وغيرها من الاماكن. الوكالات

Email